- منتديات العماريةالمدير الفنى للمنتدى
- الجنس :
عدد المساهمات : 6535 نقاط التميز : 16186 تاريخ التسجيل : 18/04/2009 العمر : 35 الموقع : http://bit.ly/Llerty
الموسيقى السريانية الأشورية في المدنية العالمية
الخميس 17 مارس - 11:11
يعتقد المنقبون الأثريون بان مدنية السريان الأشوريين نشأت وسارت في تقدمها
الثقافي ، في الفنون الجميلة ، وخاصة في فن الغناء والموسيقى منذ نحو عشرة
الاف سنة.ففي الألف الثامنة ق . م استنبطت كتابة احرف الرسوم . وفي الألف
الخامسة ق .م انشات منها كتابة الأحرف الأسفينية ، او المسمارية ، وفي الألف
الثانية ق . م استخلصت من الأحرف الأسفينية كتابة الأحرف الهجائية / الف باء
/ وتمكن اباء واجداد السريان ان يوشحوا او يلبسوا لغتهم السريانية بوشاح وحلة
القراءة والكتابة ابديا .
الموسيقى عند اليونان والرومان كانت الها مقتدرا ، بنو له هياكل عظيمة وقدموا
عليها اجمل قرابينهم واعطر بخورهم ، ما برحت تحدثنا بعظمتهم .
نقلت الينا أثارنا السريانية / الاشورية رسوما تمثل مواكب الملوك سائرة والات
الطرب تتقدمها ، وقد تحدث المؤرخون عن الموسيقى والغناء فقالوا انها عنوان
المجد في الحفلات ورمز السعادة في الاعياد ، اجل فالسعادة بدونها تحكي فتاة
قطع لسانها كما قال جبران خ جبران .
يذكر المنقبون الاثريون عن موسيقانا في ازمنة الطوفان الكبير الواقعة حوادثه
بين الالف الخامس والرابع ق . م انه كان قد ازدهر فن الغناء والموسيقى في
الهياكل ومعابد السريان . وبرز ذلك الازدهار الفني في ازمنة السبعة اجيال
الاولى للنصرانية العروفة بمدة وعصر ثقافتهم الذهبية ، اذ وشحوا والبسوا
اللغة السريانية حلة فن الغناء والموسيقى كما البسوها ايضا حلة فن الكتابة
والقراءة ، الامر الذي يدل بان هذة الامة ، كانت اسبق الامم والشعوب الاخرى
ثقافيا ومدنيا . وصارت ثقافتها ومدنيتها قدوة نيرة لمعظم الامم وشعوب العالم
القديم .
ان الشعوب التي لا تملك ثقافة فنية غنائية موسيقية هي شعوب متأخرة عن الحضارة
، لذا قيل اذا اردت التعرف على مستوى شعب ما فأسمع موسيقاه .
في الغرب مثلا يقدسون الفن والفنانين ، ولا يفوتون اي عمل بدون سماعه وتقيمه
ويرفعون من شأن من قام بعمل ناجح ويمجدونه ،
كما ذكرنا انه كان للسريان / الاشوريين قديما الدور الكبير في مجال الموسيقى
حيث سارت امامهم في الحروب وفي الاحتفالات وفي الاعياد الوطنية مثل اعياد
الاول من نيسان ، حيث كان الشعراء والملحنين والموسيقيين لهم المنزلة الكبيرة
من الملوك والشعب ،.
واثناء الحقبة الذهبية للثقافة السريانية / الاشورية تمكن اباء الكنائس ان
ينظموا ويرتلوا اكثر من عشرة الاف اغنية او ترتيلة دينية كنسية ، كانت ترنمها
ايضا اجواق المصلين بانواع الاصوات المختلفة التي تحولت اصلا من معابدهم
وهياكلهم القديمة الى كنائسهم . لكن بسبب كثرة حوادث هجمات الفاتحين
واضهاداتهم المؤلمة ، فقد ت معظم تلك الأغاني والتراتيل الكنسية . ولم يبقى
في استعمالها وتداولها الا ما يقرب الالف ترتيلة.
ان اول من ادخل الاغاني والتراتيل للكنيسة السريانية كان مار اغناطيوس
النوراني بطريرك انطاكيا / 107 / م الذي كان يراس جوقة المرنمين والمرتلين
الموسيقيين في انطاكيا / وسوريا ، وسار على نهج الهياكل والمعابد السريانية /
في ازمنة ما قبل النصرانية ، ثم طيطان الاثوري /110 / م من مواليد حدياب ،
كذلك برديصان الفيلسوف السرياني الذي كان شماسا ومن ثم قسيسا للكنيسة
السريانية في الرها / 154 ـ224 م/ نظم ورتل مئة وخمسين مدراشا او ترتيلة
كنسية مقابل المئة المئة والخمسين مزامير المذكورة باسم داود ، والتي معظمها
اقتبسها اليهود عن السريان /الاشوريين اثناء سبي نينوى في القرن الثامن ،
وسبي بابل اثناء القرن السادس عشر ق م .
اما في زمننا الحاضر فهناك الكثير من الاعمال الفنية الغنائية والموسيقية
والشعرية والتلحينية ، لكن مع الاسف نقول ليست بالمستوى المطلوب قياسا مع ما
كان لنا قديما ، رغم ان البعض منها لاقى القبول والاستماع وكثيرة هي
الانتاجات التي تصدر من الطربين والشعراء والملحنيين ، لكن القليل جدا من تلك
الاعمال يبقى محفورا في الذاكرة.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى