طرق معالجة المقال الفلسفي
الأحد 1 مايو - 10:10
طرق معالجة المقال الفلسفي
من أراد أن يكون فيلسوفا وجب عليه تفحص العلومالمقبولة حتى يتمكن من إعادة
بنائها ، لذا فقدأختلف معك في وجهة النظر ولكنني مستعدلـلـتـضـحـيـة لـكـي
تـبــدي رأيــــــكالأسـتـاذ : زاوش ســمـيـــر كيفية التعامل مع السؤال
الفلسفي وطرق التحليل : كيف نتعامل مع السؤال الفلسفي ؟ يتم التعامل مع
السؤال الفلسفي في مقال فلسفي إنشائي مؤلف من ثلاثِ مراحل يتألف منها
المقال الفلسفي وهي مرحلة طرح المشكلة نبرز فيها الإشكال الفلسفي وتتم
صياغته حسب نوع الطريقة المتبعة ، ثم تتبع بمرحلة محاولة حل المشكلة وفق
مراحل تفرضها طبيعة السؤال المطروح ، لينتهي الطالب إلى المرحلة النهائية
والتي يجسد فيها الحل المناسب لمشكلة . ويجب على الطالب أن يدرك أنه هناك
فرق بين طرق التحليل من حيث البناء ، سواء كان بناء الشكل أو المضمون من
الجدل إلى المقارنة وصولا إلى الاستقصاء ، وحتى بين طرق الاستقصاء ، وعليه
فالطالب مطالب باحترام خطوات التحليل عند اختياره طريقة التحليل المناسبة
للسؤال المطروح . أي أن العبارة التقليدية التي اعتدنا سماعها والتي مفادها
أنه لا يهم احترام طريقة التحليل لم يعد لها معنى ، بل هو – الطالب – أكثر
من أي وقت مضى مطالب باحترام خطوات التحليل . طرائق معالجة المقال الفلسفي
:
أولا : طريقة الاستقصاء ( الوصف ) :
وتتألف من ثلاث طرائق وهي الاستقصاء بالوضع والاستقصاء بالرفع والاستقصاء الحر .
أ – الاستقصاء بالوضع : **
نجد مرحلة طرح المشكلة تتألف من خطوات يجب على الطالب أن يتبعها
حتى يتمكن من البناء السليم لهذه المرحلة ، وهي تتجسد في " فكرة تمهيدية "
فكرة شائعة "ثم نقيضها وهو المطلوب ، وفي الأخير طرح الإشكال " مع التلميح
إلى الدفاع " الدفاع عن رأي يبدو غير سليم ، ويظهر ذلك من خلال صياغة
المشكلة صياغة استفهامية . فإذا كانت صياغة السؤال مثلا على هذه الشاكلة :
كيف لك أن تدافع عن صحة النظرة القائلة :" الإدراك وليد الذهن ." فإن
الطالب أو المجيب عن التساؤل المطروح بإمكانه أن يشير إلى ما يلي : -
الفكرة الشائعة : الاتصال بالأشياء يكون عن طريق الحواس- نقيضها وهو
المطلوب : لكن الحكم على الأشياء يكون عن طريق الذهن لهذا فإدراك الأشياء
يكون عن طريق هذا الأخير .وبالربط بين الفكرتين في قالب لغوي يجد الطالب
نفسه مدفوعا إلى التساؤل ملمحا لطريقة الدفاع بحيث نجد أنّ صياغة السؤال
تكون حسب طريقة الاستقصاء بالوضع أي : ما الذي يحملنا على الإقرار بذلك ؟
وكيف يمكن لنا إثبات صحة النظرة القائلة " الإدراك وليد الذهن ." ؟. ** بعد
طرح الإشكال ينتقل الطالب إلى المرحلة الموالية المتمثلة في مرحلة محاولة
حل المشكلة . و يستهلها الطالب بعرض منطق الأطروحة ، حيث يحدده كفكرة
تحديدا موضوعيا يتجنب من خلاله الطالب الذاتية في عرضه للقضية ،وحتى يكون
الأمر بسيط يطبق الطالب آلية استفهامية تمكنه من ذلك كأن يتساءل من خلال
السؤال المطروح سابقا على الشاكلة التالية : ماذا ؟ ماذا تعني هذه القضية
أو التصور " الإدراك العقلي "لماذا ؟ لماذا تولد هذا التصور ؟من ؟ من الذي
تبنى هذا التصور؟ وبعد هذا يربط بين الإجابات التي تتمخض آليا عن هذه
الأسئلة والتي تمكنه من تحديد المسلمات القابلة للبرهنة على تجسيد هذه
القضية أو التصور. عندما كانت كل قضية تتطلب الدليل ينتقل الطالب إلى
الخطوة الموالية المتمثلة في الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية مستهلا هذه
الخطوة بقالب لغوي يوحي بذلك حتى يضمن الربط بين الخطوة السابقة وهذه
الخطوة ، فيجتهد الطالب في توظيف الحجج الشخصية التي من شأنها أن تشعر
الطالب بدفاعه هذا ،ويجب عليه أن يتبع تحديد الدليل بالشرح ،وهذه الحجج يجب
أن تكون متطابقة مع مذاهب فلسفية تجسد له القضية أو التصور الذي يريد
إثباته " المذهب العقلي بالنسبة للسؤال الذي طرح في مرحلة طرح المشكلة ."
إثبات القضية يترتب عنه بطلان النقيض لهذا ينتقل الطالب مباشرة إلى الخطوة
الثالثة في مرحلة التحليل ألا وهي مرحلة نقد منطق خصوم الأطروحة ، حيث
يستهلها بتحديد منطقهم كفكرة لا عرضه كقضية أخرى حتى لا نقع في تناقض مع
المطلوب . وبعد ذلك يصل الطالب إلى تحديد نقدٍ موجهٍ للخصوم من ناحية الشكل
والمضمون واللذين يؤكدان على الدفاع . ** المرحلة الثالثة من بناء المقال
الفلسفي هي مرحلة الفصل النهائي للمشكلة والتي يصل من خلالها الطالب إلى
استنتاج منطقي يؤكد من خلاله على مشروعية الإثبات " القضية التي تؤكد بأن
الإدراك مرتبط بالعقل صحيحة وقابلة للأخذ بها وتبنيها والدفاع عنها ."
الاستقصاء بالرفع :
01 - مرحلة طرح المشكلة يجسدها الطالب من خلال خطوات " فكرة تمهيدية " فكرة
شائعة "ثم نقيضها وهو الموضوع أو المطلوب ،و طرح الإشكال " ، فعند صياغتنا
للسؤال التالي : كيف لك أن تبطل صحة النظرة القائلة :" الإدراك مرتبط
بنشاط الذهن ." تكون عملية بناء هذه المرحلة على الشكل الآتي :- الفكرة
الشائعة : الحكم على الأشياء يكون عن طريق العقل وهو الذي يمكنه من إدراك
حقيقة الشيء - نقيضها وهو المطلوب : لكن اتصال الإنسان بالأشياء لا يكون عن
طريق العقل بل بوسيلة أخرى لهذا فلا يمكن أن يكون العقل مصدرا لمختلف
إدراكاتنا .- صياغة الإشكال : ما الدافع لذالك ؟ وكيف يمكن لنا أن نتجاوز
أو نفند صحة النظرة القائلة بأن الإدراك مرتبط بالذهن ؟* ملاحظة : تختلف
مرحلة طرح الإشكال في طريقتي الاستقصاء بالوضع والرفع في موقع كلٍ من
الفكرة الشائعة ونقيضها ، حيث نجد الفكرة الشائعة في الرفع هي مضمون القضية
المعطاة في السؤال والعكس في الوضع حيث نجد مضمون السؤال يأتي في الخطوة
الثانية أي نقيض القضية .02 - مرحلة محاولة حل المشكلة : يجسدها الطالب من
خلال الخطوات التالي وتتم من حيث :
أ – عرض منطق الأطروحة : وهي الأطروحة أو النظرة
التي يتناولها السؤال المطروح" الإدراك وليد الذهن " ، وتتم هذه العملية من
خلال تحديدها كفكرة ثم تجسيد مختلف الأدلة والبراهين التي تبت وجود هذه
الفكرة تجسيدا موضوعيا " ماذا ؟ لماذا؟ كيف ؟ ومن ؟ "
ب – إبطال الأطروحة : يستهل الطالب هذه الخطوة في
قالب لغوي فلسفي يتضمن نقدا للقضية من الناحية الشكلية ، وهذا ما من شأنه
أن يمكنه من تجاوز الوقوع في الجدل خاصة عندما يجد نفسه أمام قضية تعود على
معالجتها بالطريقة الجدلية ومؤلفة من نقيضين" بالرغم من أن نقيض الشيء غير
محدد في قضية معينة " وهذا ما سيساعده في إبطاله للقضية من حيث المضمون
حيث يوجه إبطاله للأدلة التي تبناها أنصار القضية التي هي موضوع السؤال
،مستندا في ذلك على ما جسدته مختلف المذاهب الفلسفية .
ج – نقد منطق أنصار الأطروحة : بعد أن يبطل
الطالب الأطروحة يجد نفسه مباشرة وبطريقة عفوية يوجه نقدا لمنطق أنصار
الأطروحة محددا إياه كفكرة ": كقوله مثلا وعليه تصبح النظرة القائلة بأن
الإدراك مرتبط بنشاط الذهن باعتبار أن ....كما أكد على ذلك ... ." ثم ينتقل
إلى عملية النقد شكلا ومضمونا ." ما هي إلا ........ لأن {نقد المضمون }
... " ، وفي هذا تجسيد لعملية الإبطال .
03 – مرحلة حل المشكلة بعد ما تم ذكره سابقا يصل الطالب إلى تجسيد استنتاج
يجسد من خلاله الإشارة إلى مشروعية الإبطال " وعليه نجد النظرة القائلة
الإدراك وليد الذهن غير قابلة للأخذ بها والإقرار بصدقها "
الاستقصاء الحر : في هذه الطريقة لا يتجه الطالب
لا إلى الدفاع ، ولا إلى الإبطال ، ولا المقارنة ولا الجدل ، بل هو مطالب
بتحليل قضية أو مشكلة ما .
أ – بناء المشكلة: يكون بتحديد المشكلة انطلاقا
من فكرة تمهيدية تمهد للموضوع وشرطها مدى وظيفيتها ، كأن نتساءل مثلا : إذا
كان العقل أعدل الأشياء توزعا بين الناس وجوهر عملية المعرفة ، فلماذا
نختلف في إدراكاتنا ؟
ب – تحليل المشكلة : ينطلق الطالب من عرض القضية المجسدة هنا في عملية
الإدراك ، ثم يشرع في تحليل الأفكار والأدلة المجسدة في عوامل الإدراك
تحليلا موضوعيا خاليًا من النقد معتمدا في ذلك على المنهج الإستناجي
ج – مرحلة حل المشكلة : تجسد استنتاج يحدد من خلاله الطالب موقفه من المشكلة المطروحة .
ثانيا طريقة المقارنة
نعتمد هذه الطريقة عندما يطلب من الطالب المقارنة بين موضوعين ، ونشير هنا
إلى صياغة السؤال قد تكون مباشرة حيث تحدد للطالب القضيتين المتقابلتين "
قارن بين السؤال الفلسفي والسؤال العلمي ." وقد تكون صياغة السؤال جزئية
وغير مباشرة ،حيث يحدد السؤال للطالب قضية واحدة وتترك الثانية لاجتهاد
الطالب . كقولنا مثلا : قارن الأطروحة التالية بأخرى قابلة للمقارنة "
السؤال الفلسفي مجاله الأمور المحسوسة ." مرتبا مواطن الاختلاف والتشابه .
مرحلة طرح المشكلة : ( الحذر من المظاهر ) يجسد فيها الطالب تمهيدا عاما
للقضية يمكنه من الإشارة إلى القضيتين المتقابلتين دون الإشارة إلى أوجه
الاختلاف والتشابه ، لأن هذه المرحلة ليست مخصصة لتحديد الإجابة .ثم يصيغ
إشكالا فلسفيا حول ذلك يخدم طريقة المقارنة كقوله : ما طبيعة العلاقة بين
(...) ؟ وفيما تكمن مواطن الاختلاف والتشابه بينهما ؟ مرحلة تحليل المشكلة :
يستهلها الطالب بتحديد مواطن الاختلاف كل نقطة على شكل فكرة ، ثم تحلل
وتدعم بمقولة فيلسوف ومثال ويتم شرحهما ، متجاوزا بذلك الطالب الصيغة
اللفظية المجسدة في لفظة " كلاهما" وبعد تحديد نقاط الاختلاف ينتقل الطالب
إلى تجسيد مواطن التشابه لأن وجود الاختلاف بين القضيتين المتقابلتين لا
يمنع وجودَ مواطن للتشابه بينهما . حيث يتم التعامل معها بنفس الطريقة التي
عولجت بها مواطن الاختلاف . نتيجة وجود مواطن للاختلاف والتشابه بين
القضيتين يجد الطالب نفسه مجبرا على تحديد نسبة التداخل أو طبيعة العلاقة
الموجودة بين القضيتين " تكامل ، تضاد ، ...." وإن كانت القضيتان
المتقابلتان لا تتضمنان هذا النوع من العلاقات يلجأ الطالب إلى إيجاد نقطة
أساسية مشتركة بينهما ج – مرحلة حل المشكلة : يحدد فيها استنتاج تجسد من
خلاله طبيعة العلاقة أو نسبة الترابط .
ثالثا : الطريقة الجدلية :
وتطبق عندما يستدعي السؤال عرض موقفين متعارضين ، وتجدر الإشارة
هنا إلى أن هذا التعارض قد يكون صريحاً كقولنا مثلا : هل إدراكاتنا مصدرها
العقل أم الحواس ؟ أو : إذا كنت أمام موقفين متعارضين يقول أولهما :"
الإدراك مرتبط بالعقل " ويقول ثانيهما " الإدراك مرتبط بالحواس " مع العلم
أن كليهما صحيح ضمن سياقه ويدفعك القرار للفصل في الأمر فما عساك تفعلُ ؟ .
فمن البين هنا أن التعارض صريح في كلمتي ( العقل أم الحواس ) أو في السؤال
الثاني نجد ( الإدراك مرتبط بالعقل والإدراك مرتبط بالحواس ).أما إذا قلنا
هل الإدراك مرتبط بالعقل ؟ نجد التعارض هنا ضمنيًا وغير صريح ولكنه موجود
لأن المعرفة قد تكون غير مباشرة يعتمد فيها على نشاط الذهن أو بطريقة
مباشرة يعتمد فيها على نشاط الحواس . لهذا نجد أن الطريقة الأنسب لمعالجة
هذا النوع من الأسئلة تتمثل في طريقة الجدل ، التي يتبع فيها الطالب
المراحل الثلاث لمعالجة مقال فلسفي
. أ – مرحلة طرح المشكلة : يجسد من خلالها الطالب
فكرة تمهيدية تكون بمثابة الإطار العام للسؤال المروح بحيث يتمكن من
خلالها الوصول إلى الإشارة للقضيتين المتناقضتين مبيننا إمكانية صدقهما
ليصل من هذا التعارض إلى صياغة الإشكال على شاكلة تبين أن الطالب يعالج
السؤال بطريقة الجدل
. ب – مرحلة تحليل المشكلة : يجسد من خلالها
الطالب الخطوات التالية : - القضية الأولى + الأدلة + النقد . ( وكأن
الطالب هنا يجيب الأسئلة التالية ماذا نعني بــــ ........؟ لماذا تولد هذا
التصور وكيف ..... ؟ من الذي يتبنى هذا التصور ..... ؟ هل فعلا هذا التصور
أثبت ذلك .... ؟ - القضية الثانية + الأدلة + النقد ( نفس الطريقة ) -
التركيب أو التجاوز . ( أي أن المرحلة الثالثة من تحليل الإشكال تكون إما تركيبًا أو تجاوزًا)
التركيب : ليس التركيب حلا للسؤال الذي تم طرحهُ
كما قد يتصوره التلميذ ، بل هو فكرة جديدة نقوم من خلالها بتأليف صورة قضية
من شأنها أن تجمع بين القضيتين المتعارضتين من دون أن تتضمن تناقضا ، ففي
السؤال الذي طرح سابقًا حول هل الإدراك مرتبط بنشاط الذهن ؟ يجد التلميذ
نفسه يركب بين تصورين بقوله الإدراك يكون نتيجة التكامل بين معطيات الحواس
ودور العقل .
التجاوز : يصل الطالب أو المحلل للمقال الفلسفي
إلى هذه الخطوة عندما يجد صعوبة في التركيب بين التصورين ، ومضمون هذه
العملية هو تجاوز القضيتين المتعارضتين إلى قضية ثالثة قائمة بذاتها ومؤسسة
، فعندما نتساءل مثلا : هل القيم الأخلاقية مرتبطة بالعقل أم المنفعة ؟
يجد الطالب نفسه بعد عرضه للقضيتين مجبرًا على تجاوزهما إلى تصور ثالث قد
يجمع فيه بين الدين المجتمع على اعتبار أن الدين معتقد يؤمن به أفراد
المجتمع .
ج – مرحلة حل المشكلة : بعد عرض القضيتين والتركيب أو التجاوز يصل الطالب
إلى استنتاج من شأنه أن يحدد له حلاً للإشكال المطروح ، ونشير هنا إلى أن
الحل قد يكون نهائيًا خاصة إذا كانت القضية المطروحة فصل فيها من طرف العلم
، وقد يبقى الإشكال مطروحا للنقاش إلى أن يفصل فيه
بالتوفيق للجميع
من أراد أن يكون فيلسوفا وجب عليه تفحص العلومالمقبولة حتى يتمكن من إعادة
بنائها ، لذا فقدأختلف معك في وجهة النظر ولكنني مستعدلـلـتـضـحـيـة لـكـي
تـبــدي رأيــــــكالأسـتـاذ : زاوش ســمـيـــر كيفية التعامل مع السؤال
الفلسفي وطرق التحليل : كيف نتعامل مع السؤال الفلسفي ؟ يتم التعامل مع
السؤال الفلسفي في مقال فلسفي إنشائي مؤلف من ثلاثِ مراحل يتألف منها
المقال الفلسفي وهي مرحلة طرح المشكلة نبرز فيها الإشكال الفلسفي وتتم
صياغته حسب نوع الطريقة المتبعة ، ثم تتبع بمرحلة محاولة حل المشكلة وفق
مراحل تفرضها طبيعة السؤال المطروح ، لينتهي الطالب إلى المرحلة النهائية
والتي يجسد فيها الحل المناسب لمشكلة . ويجب على الطالب أن يدرك أنه هناك
فرق بين طرق التحليل من حيث البناء ، سواء كان بناء الشكل أو المضمون من
الجدل إلى المقارنة وصولا إلى الاستقصاء ، وحتى بين طرق الاستقصاء ، وعليه
فالطالب مطالب باحترام خطوات التحليل عند اختياره طريقة التحليل المناسبة
للسؤال المطروح . أي أن العبارة التقليدية التي اعتدنا سماعها والتي مفادها
أنه لا يهم احترام طريقة التحليل لم يعد لها معنى ، بل هو – الطالب – أكثر
من أي وقت مضى مطالب باحترام خطوات التحليل . طرائق معالجة المقال الفلسفي
:
أولا : طريقة الاستقصاء ( الوصف ) :
وتتألف من ثلاث طرائق وهي الاستقصاء بالوضع والاستقصاء بالرفع والاستقصاء الحر .
أ – الاستقصاء بالوضع : **
نجد مرحلة طرح المشكلة تتألف من خطوات يجب على الطالب أن يتبعها
حتى يتمكن من البناء السليم لهذه المرحلة ، وهي تتجسد في " فكرة تمهيدية "
فكرة شائعة "ثم نقيضها وهو المطلوب ، وفي الأخير طرح الإشكال " مع التلميح
إلى الدفاع " الدفاع عن رأي يبدو غير سليم ، ويظهر ذلك من خلال صياغة
المشكلة صياغة استفهامية . فإذا كانت صياغة السؤال مثلا على هذه الشاكلة :
كيف لك أن تدافع عن صحة النظرة القائلة :" الإدراك وليد الذهن ." فإن
الطالب أو المجيب عن التساؤل المطروح بإمكانه أن يشير إلى ما يلي : -
الفكرة الشائعة : الاتصال بالأشياء يكون عن طريق الحواس- نقيضها وهو
المطلوب : لكن الحكم على الأشياء يكون عن طريق الذهن لهذا فإدراك الأشياء
يكون عن طريق هذا الأخير .وبالربط بين الفكرتين في قالب لغوي يجد الطالب
نفسه مدفوعا إلى التساؤل ملمحا لطريقة الدفاع بحيث نجد أنّ صياغة السؤال
تكون حسب طريقة الاستقصاء بالوضع أي : ما الذي يحملنا على الإقرار بذلك ؟
وكيف يمكن لنا إثبات صحة النظرة القائلة " الإدراك وليد الذهن ." ؟. ** بعد
طرح الإشكال ينتقل الطالب إلى المرحلة الموالية المتمثلة في مرحلة محاولة
حل المشكلة . و يستهلها الطالب بعرض منطق الأطروحة ، حيث يحدده كفكرة
تحديدا موضوعيا يتجنب من خلاله الطالب الذاتية في عرضه للقضية ،وحتى يكون
الأمر بسيط يطبق الطالب آلية استفهامية تمكنه من ذلك كأن يتساءل من خلال
السؤال المطروح سابقا على الشاكلة التالية : ماذا ؟ ماذا تعني هذه القضية
أو التصور " الإدراك العقلي "لماذا ؟ لماذا تولد هذا التصور ؟من ؟ من الذي
تبنى هذا التصور؟ وبعد هذا يربط بين الإجابات التي تتمخض آليا عن هذه
الأسئلة والتي تمكنه من تحديد المسلمات القابلة للبرهنة على تجسيد هذه
القضية أو التصور. عندما كانت كل قضية تتطلب الدليل ينتقل الطالب إلى
الخطوة الموالية المتمثلة في الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية مستهلا هذه
الخطوة بقالب لغوي يوحي بذلك حتى يضمن الربط بين الخطوة السابقة وهذه
الخطوة ، فيجتهد الطالب في توظيف الحجج الشخصية التي من شأنها أن تشعر
الطالب بدفاعه هذا ،ويجب عليه أن يتبع تحديد الدليل بالشرح ،وهذه الحجج يجب
أن تكون متطابقة مع مذاهب فلسفية تجسد له القضية أو التصور الذي يريد
إثباته " المذهب العقلي بالنسبة للسؤال الذي طرح في مرحلة طرح المشكلة ."
إثبات القضية يترتب عنه بطلان النقيض لهذا ينتقل الطالب مباشرة إلى الخطوة
الثالثة في مرحلة التحليل ألا وهي مرحلة نقد منطق خصوم الأطروحة ، حيث
يستهلها بتحديد منطقهم كفكرة لا عرضه كقضية أخرى حتى لا نقع في تناقض مع
المطلوب . وبعد ذلك يصل الطالب إلى تحديد نقدٍ موجهٍ للخصوم من ناحية الشكل
والمضمون واللذين يؤكدان على الدفاع . ** المرحلة الثالثة من بناء المقال
الفلسفي هي مرحلة الفصل النهائي للمشكلة والتي يصل من خلالها الطالب إلى
استنتاج منطقي يؤكد من خلاله على مشروعية الإثبات " القضية التي تؤكد بأن
الإدراك مرتبط بالعقل صحيحة وقابلة للأخذ بها وتبنيها والدفاع عنها ."
الاستقصاء بالرفع :
01 - مرحلة طرح المشكلة يجسدها الطالب من خلال خطوات " فكرة تمهيدية " فكرة
شائعة "ثم نقيضها وهو الموضوع أو المطلوب ،و طرح الإشكال " ، فعند صياغتنا
للسؤال التالي : كيف لك أن تبطل صحة النظرة القائلة :" الإدراك مرتبط
بنشاط الذهن ." تكون عملية بناء هذه المرحلة على الشكل الآتي :- الفكرة
الشائعة : الحكم على الأشياء يكون عن طريق العقل وهو الذي يمكنه من إدراك
حقيقة الشيء - نقيضها وهو المطلوب : لكن اتصال الإنسان بالأشياء لا يكون عن
طريق العقل بل بوسيلة أخرى لهذا فلا يمكن أن يكون العقل مصدرا لمختلف
إدراكاتنا .- صياغة الإشكال : ما الدافع لذالك ؟ وكيف يمكن لنا أن نتجاوز
أو نفند صحة النظرة القائلة بأن الإدراك مرتبط بالذهن ؟* ملاحظة : تختلف
مرحلة طرح الإشكال في طريقتي الاستقصاء بالوضع والرفع في موقع كلٍ من
الفكرة الشائعة ونقيضها ، حيث نجد الفكرة الشائعة في الرفع هي مضمون القضية
المعطاة في السؤال والعكس في الوضع حيث نجد مضمون السؤال يأتي في الخطوة
الثانية أي نقيض القضية .02 - مرحلة محاولة حل المشكلة : يجسدها الطالب من
خلال الخطوات التالي وتتم من حيث :
أ – عرض منطق الأطروحة : وهي الأطروحة أو النظرة
التي يتناولها السؤال المطروح" الإدراك وليد الذهن " ، وتتم هذه العملية من
خلال تحديدها كفكرة ثم تجسيد مختلف الأدلة والبراهين التي تبت وجود هذه
الفكرة تجسيدا موضوعيا " ماذا ؟ لماذا؟ كيف ؟ ومن ؟ "
ب – إبطال الأطروحة : يستهل الطالب هذه الخطوة في
قالب لغوي فلسفي يتضمن نقدا للقضية من الناحية الشكلية ، وهذا ما من شأنه
أن يمكنه من تجاوز الوقوع في الجدل خاصة عندما يجد نفسه أمام قضية تعود على
معالجتها بالطريقة الجدلية ومؤلفة من نقيضين" بالرغم من أن نقيض الشيء غير
محدد في قضية معينة " وهذا ما سيساعده في إبطاله للقضية من حيث المضمون
حيث يوجه إبطاله للأدلة التي تبناها أنصار القضية التي هي موضوع السؤال
،مستندا في ذلك على ما جسدته مختلف المذاهب الفلسفية .
ج – نقد منطق أنصار الأطروحة : بعد أن يبطل
الطالب الأطروحة يجد نفسه مباشرة وبطريقة عفوية يوجه نقدا لمنطق أنصار
الأطروحة محددا إياه كفكرة ": كقوله مثلا وعليه تصبح النظرة القائلة بأن
الإدراك مرتبط بنشاط الذهن باعتبار أن ....كما أكد على ذلك ... ." ثم ينتقل
إلى عملية النقد شكلا ومضمونا ." ما هي إلا ........ لأن {نقد المضمون }
... " ، وفي هذا تجسيد لعملية الإبطال .
03 – مرحلة حل المشكلة بعد ما تم ذكره سابقا يصل الطالب إلى تجسيد استنتاج
يجسد من خلاله الإشارة إلى مشروعية الإبطال " وعليه نجد النظرة القائلة
الإدراك وليد الذهن غير قابلة للأخذ بها والإقرار بصدقها "
الاستقصاء الحر : في هذه الطريقة لا يتجه الطالب
لا إلى الدفاع ، ولا إلى الإبطال ، ولا المقارنة ولا الجدل ، بل هو مطالب
بتحليل قضية أو مشكلة ما .
أ – بناء المشكلة: يكون بتحديد المشكلة انطلاقا
من فكرة تمهيدية تمهد للموضوع وشرطها مدى وظيفيتها ، كأن نتساءل مثلا : إذا
كان العقل أعدل الأشياء توزعا بين الناس وجوهر عملية المعرفة ، فلماذا
نختلف في إدراكاتنا ؟
ب – تحليل المشكلة : ينطلق الطالب من عرض القضية المجسدة هنا في عملية
الإدراك ، ثم يشرع في تحليل الأفكار والأدلة المجسدة في عوامل الإدراك
تحليلا موضوعيا خاليًا من النقد معتمدا في ذلك على المنهج الإستناجي
ج – مرحلة حل المشكلة : تجسد استنتاج يحدد من خلاله الطالب موقفه من المشكلة المطروحة .
ثانيا طريقة المقارنة
نعتمد هذه الطريقة عندما يطلب من الطالب المقارنة بين موضوعين ، ونشير هنا
إلى صياغة السؤال قد تكون مباشرة حيث تحدد للطالب القضيتين المتقابلتين "
قارن بين السؤال الفلسفي والسؤال العلمي ." وقد تكون صياغة السؤال جزئية
وغير مباشرة ،حيث يحدد السؤال للطالب قضية واحدة وتترك الثانية لاجتهاد
الطالب . كقولنا مثلا : قارن الأطروحة التالية بأخرى قابلة للمقارنة "
السؤال الفلسفي مجاله الأمور المحسوسة ." مرتبا مواطن الاختلاف والتشابه .
مرحلة طرح المشكلة : ( الحذر من المظاهر ) يجسد فيها الطالب تمهيدا عاما
للقضية يمكنه من الإشارة إلى القضيتين المتقابلتين دون الإشارة إلى أوجه
الاختلاف والتشابه ، لأن هذه المرحلة ليست مخصصة لتحديد الإجابة .ثم يصيغ
إشكالا فلسفيا حول ذلك يخدم طريقة المقارنة كقوله : ما طبيعة العلاقة بين
(...) ؟ وفيما تكمن مواطن الاختلاف والتشابه بينهما ؟ مرحلة تحليل المشكلة :
يستهلها الطالب بتحديد مواطن الاختلاف كل نقطة على شكل فكرة ، ثم تحلل
وتدعم بمقولة فيلسوف ومثال ويتم شرحهما ، متجاوزا بذلك الطالب الصيغة
اللفظية المجسدة في لفظة " كلاهما" وبعد تحديد نقاط الاختلاف ينتقل الطالب
إلى تجسيد مواطن التشابه لأن وجود الاختلاف بين القضيتين المتقابلتين لا
يمنع وجودَ مواطن للتشابه بينهما . حيث يتم التعامل معها بنفس الطريقة التي
عولجت بها مواطن الاختلاف . نتيجة وجود مواطن للاختلاف والتشابه بين
القضيتين يجد الطالب نفسه مجبرا على تحديد نسبة التداخل أو طبيعة العلاقة
الموجودة بين القضيتين " تكامل ، تضاد ، ...." وإن كانت القضيتان
المتقابلتان لا تتضمنان هذا النوع من العلاقات يلجأ الطالب إلى إيجاد نقطة
أساسية مشتركة بينهما ج – مرحلة حل المشكلة : يحدد فيها استنتاج تجسد من
خلاله طبيعة العلاقة أو نسبة الترابط .
ثالثا : الطريقة الجدلية :
وتطبق عندما يستدعي السؤال عرض موقفين متعارضين ، وتجدر الإشارة
هنا إلى أن هذا التعارض قد يكون صريحاً كقولنا مثلا : هل إدراكاتنا مصدرها
العقل أم الحواس ؟ أو : إذا كنت أمام موقفين متعارضين يقول أولهما :"
الإدراك مرتبط بالعقل " ويقول ثانيهما " الإدراك مرتبط بالحواس " مع العلم
أن كليهما صحيح ضمن سياقه ويدفعك القرار للفصل في الأمر فما عساك تفعلُ ؟ .
فمن البين هنا أن التعارض صريح في كلمتي ( العقل أم الحواس ) أو في السؤال
الثاني نجد ( الإدراك مرتبط بالعقل والإدراك مرتبط بالحواس ).أما إذا قلنا
هل الإدراك مرتبط بالعقل ؟ نجد التعارض هنا ضمنيًا وغير صريح ولكنه موجود
لأن المعرفة قد تكون غير مباشرة يعتمد فيها على نشاط الذهن أو بطريقة
مباشرة يعتمد فيها على نشاط الحواس . لهذا نجد أن الطريقة الأنسب لمعالجة
هذا النوع من الأسئلة تتمثل في طريقة الجدل ، التي يتبع فيها الطالب
المراحل الثلاث لمعالجة مقال فلسفي
. أ – مرحلة طرح المشكلة : يجسد من خلالها الطالب
فكرة تمهيدية تكون بمثابة الإطار العام للسؤال المروح بحيث يتمكن من
خلالها الوصول إلى الإشارة للقضيتين المتناقضتين مبيننا إمكانية صدقهما
ليصل من هذا التعارض إلى صياغة الإشكال على شاكلة تبين أن الطالب يعالج
السؤال بطريقة الجدل
. ب – مرحلة تحليل المشكلة : يجسد من خلالها
الطالب الخطوات التالية : - القضية الأولى + الأدلة + النقد . ( وكأن
الطالب هنا يجيب الأسئلة التالية ماذا نعني بــــ ........؟ لماذا تولد هذا
التصور وكيف ..... ؟ من الذي يتبنى هذا التصور ..... ؟ هل فعلا هذا التصور
أثبت ذلك .... ؟ - القضية الثانية + الأدلة + النقد ( نفس الطريقة ) -
التركيب أو التجاوز . ( أي أن المرحلة الثالثة من تحليل الإشكال تكون إما تركيبًا أو تجاوزًا)
التركيب : ليس التركيب حلا للسؤال الذي تم طرحهُ
كما قد يتصوره التلميذ ، بل هو فكرة جديدة نقوم من خلالها بتأليف صورة قضية
من شأنها أن تجمع بين القضيتين المتعارضتين من دون أن تتضمن تناقضا ، ففي
السؤال الذي طرح سابقًا حول هل الإدراك مرتبط بنشاط الذهن ؟ يجد التلميذ
نفسه يركب بين تصورين بقوله الإدراك يكون نتيجة التكامل بين معطيات الحواس
ودور العقل .
التجاوز : يصل الطالب أو المحلل للمقال الفلسفي
إلى هذه الخطوة عندما يجد صعوبة في التركيب بين التصورين ، ومضمون هذه
العملية هو تجاوز القضيتين المتعارضتين إلى قضية ثالثة قائمة بذاتها ومؤسسة
، فعندما نتساءل مثلا : هل القيم الأخلاقية مرتبطة بالعقل أم المنفعة ؟
يجد الطالب نفسه بعد عرضه للقضيتين مجبرًا على تجاوزهما إلى تصور ثالث قد
يجمع فيه بين الدين المجتمع على اعتبار أن الدين معتقد يؤمن به أفراد
المجتمع .
ج – مرحلة حل المشكلة : بعد عرض القضيتين والتركيب أو التجاوز يصل الطالب
إلى استنتاج من شأنه أن يحدد له حلاً للإشكال المطروح ، ونشير هنا إلى أن
الحل قد يكون نهائيًا خاصة إذا كانت القضية المطروحة فصل فيها من طرف العلم
، وقد يبقى الإشكال مطروحا للنقاش إلى أن يفصل فيه
بالتوفيق للجميع
- منتديات العماريةالمدير الفنى للمنتدى
- الجنس :
عدد المساهمات : 6535 نقاط التميز : 16186 تاريخ التسجيل : 18/04/2009 العمر : 35 الموقع : http://bit.ly/Llerty
رد: طرق معالجة المقال الفلسفي
الجمعة 27 مايو - 15:17
شكرا اخى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى