- قطر الندى
- الجنس :
عدد المساهمات : 1101 نقاط التميز : 5627 تاريخ التسجيل : 19/04/2011 العمر : 32 الموقع : https://www.facebook.com/editaccount.php?ref=mb&drop
غير حياتك واعرف من تكون
الثلاثاء 10 مايو - 8:17
غير حياتك واعرف من تكون .."لا تأخذ أكثر من حاجتك" قاعدة جديدة للسعادة
لهن(ضوء): لا تأخذ أكثر مما تحتاج إليه" هذه القاعدة البسيطة هي سر سعادة
ورضا الإنسان عن حياته ، وهذا المعنى الغائب عن كثيرون ، حاول تفسيره وفهم
معانيه ، المخرج الأمريكي الشهير "توم شادياق" خلال تجربته الشخصية التى مر
بها ، وقام بعمل فيلم " آي آم – I Am" ليجيب كل واحد منا عن السؤال "من
أكون؟".
إذا كنت واحداً ممن أنعم الله عليهم بالثروة ، ولا ينقصك أي شئ ولا تعرف
طريق السعادة ولم تدق يوماً علي بابك ، الإجابة لخصها الفيلم في أن الجميع
في سباق غير نزيه من أجل الحصول على المزيد ، وهذا النهم لا يلغي مشاعر
الفراغ والوحدة وغيرها من المشاعر السلبية التى تنشأ من جراء اللهث وراء
المال.
هذه الدوامة كان يعيشها مخرج فيلم " آي آم" توم شيدياك الذي أصبح يعيش أفضل
حالاته الآن بفضل عثوره على مفهوم السعادة الحقيقي ، وأراد أن ينقل هذا
المفهوم إلى البشرية.
تجربة للتساؤلات
"توم شدياق" مخرج أمريكي جني حوالي مليارين دولار من أرباح أفلامه
الكوميدية ، مما جعله من أشهر رجال "هوليوود" على الإطلاق ، وعاش الرفاهية
بكل معانيها من احتفالات يومية مع أشهر نجوم ونجمات السينما ، وكانت لديه
طائرة خاصة وسيارات ثمينة ، ومنزل مساحته 17 ألف قدم مربع ، وهو واحد من
بين 3 يمتلكها شيدياق حول العالم .
عاش "شدياق" حياة كانت مساراً لحسد الجميع ، كان يملك منزل في منطقة
"باسادينا" عرض كل غرفه يحتاج إلى أسبوعين ونصف ، حيث كان مكوناً من 17
غرفة نوم و13 دورة مياه مع مساحات شاسعة من الحدائق والملاعب وبرك السباحة ،
بالإضافة إلى حارس منزلي ، وبستاني ، ومديرة منزل ، ومهندس معماري للحديقة
وآخر متخصص للمنزل ، ورجل معني بصيانة ملاعب التنس ، وشخص مهمته بصيانة
برك السباحة وتنظيفها ، ومديرين للأموال والأعمال ومنسق للأعمال ، وكان
يشعر بحاجته إلى مدير لإدارة شئون كل هؤلاء المدراء .
المخرج توم شدياك
ولكن حدث معه شئ غريب ، عندما انتقل لمنزل جديد في بيفرلي هيلز الذي كان
يعتبر المقياس الأفضل لمنتهي الحياة الرغدة والجيدة بكل المقاييس ، وعن هذه
اللحظة يقول شدياك : كنت أقف عند مدخل المنزل عندما غادر عمال النقل ،
وراودني شعور غريب وواضح جداً ، لماذا لا أشعر مطلقاً بالسعادة ، لم أكن
حينها أعلم لماذا ؟".
ولم يترك هذا الشعور يتغلب عليه كثيراً ، ولكن بدأ فى البحث عن إجابات ،
وفي عام 2007 تعرض "شادياق" لحادث أثناء ركوبه لدراجته الهوائية فى الجبال ،
وكاد الحادث يودي بحياته ، وأصيب بكسر فى اليدين وارتجاج فى المخ ، كما
عاني من متلازمة مابعد الصدمة التى لا تزول معها أعراض الارتجاج إلا بعد
فترة أو سنوات بل تبقي أحياناً للأبد ، الأمر الذي تسبب له في ردة فعل
عنيفة تجاه الضوء والأصوات لدرجة أنه كان ينام فى خزانة الملابس ويغطي
النوافذ بستائر سوداء ، وعاش عدة أشهر بعد الحادث فى عذاب حقيقي ، وكان لا
يفكر إلا فى الموت .
هل لحياتك قيمة ؟
وعندما تسببت الأزمة في تفكير شدياك فى الموت ، عاد يفكر من جديد وقال
لنفسه: إن كنت سأموت فعلاً ، ماذا حققت فى الحياة ؟ وعاد ليبحث من جديد عن
أسرار الحياة والبحث عن السعادة الحقيقية ، وأدرك أن عليه إخبار الناس بما
أدركه خلال محنته ، وهو أن العالم الذي كان يعيش فيه مزيف ومجرد كذبة ،
وبعد 5 أشهر من الحادث بدأ في تصوير فيلمه الوثائقي "آي آم" بهدف الحصول
على سؤالين مهمين "ماهي مشكلة العالم" ؟ وما الذي يمكننا فعله لتكون الحياة
ذات قيمة ؟.
وجد شدياق أن الحوار بين العائلة وداخل المجتمع ودور العبادة أول الخيوط
للعثور على معنى الحياة ، بعيداً عن بذل كل الوقت والجهد والطاقة للحصول
على حياة جيدة ، وأشار إلى أن ماهية النجاح فى ثقافة معظم المجتمعات عبارة
عن كذبة ، والمعادلة التى لا ينظر لها الأشخاص في هذه المجتمعات هي أن يكون
لديد عمل مرموق ، وثروة ذات قيمة معينة ، وسيارة فارهة بذلك يعتقد الإنسان
أنه أنجز شيئاً ، ونتناسي النجاح الحقيقي داخلي المتمثل في الحب والعطف
والتجاوب مع المجتمع لنتعلم أين نجد السعادة في مفهوم التكافل بين البشر.
حياة جديدة
لذلك قرر "شدياق" التخلي عن كل شئ بعد ليجد معنى لحياته التى وصفها بالكذبة
، وتبرع بجزء كبير من ثروته على القضايا وأشخاص يحتاجون إلي المال أكثر
منه ، وبهذه الفلسفة يعيش هذا الرجل بالعطاء والتواصل مع الآخرين ليشعر
بالسعادة الحقيقية .
"شدياق" يسكن فى منزل عادي ، كأي انسان امريكي متوسط الحال ، فى شقة
مساحتها 1000 قدم بدون مبالغة ، واكتفي بأن تحتوي فقط على ما يحتاج اليه ،
لديه مطبخ وغرفة معيشة ، جميع الغرف فى مكان واحد ولا يحتاج للكثير من
الوقت للتنقل بينها كما اعتاد في قصره في باسادينا ، لديه دورتان للمياه
فقط ، ومقطورتها واحدة يمكث فيها مع اصدقاؤه بشكل مؤقت ، والأخري بالقرب من
مكان عمله ونومه ، ولديه خزانه لا تحتوي على الكثير من الملابس.
يعيش "شدياق" في منزله الجديد حياة بسيطة بدأ يشعر معها بالراحة ، ولم يشعر
بأنه ترك شيئاً بقدر شعوره بأنه ذاهب إلى شئ ما جديد ، وأحد الأمور التى
وجدها فى حياته الجديدة هي التوازن ، فهو ي..... الدراجة لشراء حاجاته ويقلل
من استخدامه السيارة قدر الامكان ، واكتشف أنه عندما أصبح يمتلك أقل بدأ أن
يشعر بحرية وسعادة أكبر ، لأن هناك أموراً أقل يجب أن يقلق بشأنها ، وإن
كانت الأمور تلك الأمور تشعره بالسعادة فهذا الأمر جيد ، وإن لم تكن كذلك
فإنها مجرد أشياء.
وأظهر توم خلال الفيلم 3 مفاهيم أساسية للسعادة التى قد تساعدنا فى التفكير فى الأمور بطريقة مختلفة وواعية أكثر .
– خذ ما يكفيك
ثبت علمياً أن البشر جميعهم مرتبطون ببعضهم البعض ، وعلينا ألا نأخد أكثر
مما نحتاج إليه ، وهذا الأمر درس علمته الطبيعة لنا ، وجميع الانظمة
البيلوجية التى لم تتعلم هذا الأسلوب تفني ، كالسرطان الذي يقضي على نفسه
فى النهاية ، ويقضي على حامله.
ووثق "توم" في أحد مشاهد فيلمه الثقافة العامة المهووسة بالنجاح ، ويقول أن
هناك قانون أساسي واحد يخرقه البشر كل يوم ، وهو قانون تشكل منذ ملايين
السنين ، وهو لاشئ فى الطبيعة يأخذ أكثر من حاجته ، فالشجرة لا تأخذ كل
الأملاح والمعادن من التربة ، ولكنها تأخذ ما يكفيها للنمو ، والأسد لا
يقتل قطيع من الغزلان ليأكل بل يكتفي بواحدة ، وعندما يبدأ الجسم يأخذ أكثر
من حاجته يظهر النمو "السرطاني".
ومن هنا كانت صدمته، واعتبر نفسه جزءاً من ذلك السرطان ، ولكنه أراد أن
يكون جزءاً من العلاج ، حين خرج من منزله ذي الـ 17 ألف قدم مربع ، وانتقل
إلى منزل عادي بعد أن تخلي عن بعض الأشياء ، وبدأ ينظر إلى داخله وبدأ
يتسائل عن ما كل ما يشعر به لانتقاء كل ما هو صادق وحقيقي ، وذلك بدون أن
يدعو إلى ضرورة تخلي الإنسان عن كل شئ منوهاً إلى أن طريقة كل شخص تختلف عن
الآخر ولكن الفكرة واحدة ، وهذا ما يعنيه الحديث الشريف عن سيد الخلق محمد
صلى الله عليه وسلم : "من أصبح آمن في سربه معفى في بدنه عنده قوت يومه
فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"
عليك التخلص من الأفكار المسرطنة المتمثلة في أخذ كل ما نستطيع أخذه كما
علمتنا ثقافة الحياة الخاطئة ، ولكن خذ ما تحتاج إليه لتعيش حياة جميلة
وذات معنى وهدف ودع البقية تذهب لغيرك .
2 - التعاون قبل المنافسة
يعتقد الجميع أنه من الطبيعة البشرية أن تكون منافساً ، بحكم أنك تريد أن تكون فى المقدمة ، بالرغم من أن الطبيعة البشرية مسخرة لتتعاون وتتعايش مع بعضها .
والسؤال الذي كان يبحث عنه الفيلم : هل يميل البشر فطرياً إلى التكافل أم
السيطرة ، وتوصل خلالها الخبراء أن التكافل هو أسمي القيم الاجتماعية ، أما
المنافسة موجودة ولكنها بقيمة متدنية جداً أمام قيمة التكافل بين البشر ،
كما أن خروجها عن حدود معينة تعتبر مرضاً نفسياً ، ولكن ثقافة مجتمعاتنا
الحالية نجد أن التكافل فيها أصبح ذا قيمة متدنية ويتجاهلها البشر.
لأن المنافسة هى التى نعتبرها قيمة عالية ، لذلك نحتفل بأقوي المتنافسين مما يجعل الأمر يقتصر على الأقوياء فقط .
3 - اتبع عاطفتك
إن لم تفعل ما يريد قلبك أن تفعله ، ولم تتبع شغفك بالحياة فقد يدمرك هذا
الأمر ، لأن الإنسان يجد السعادة فيما يحب ، وأشار شيدياك إلى أننا عندما
نضع أطفالنا في قالب النجاح ليكون طبيباً أو محامياً بينما يريد الطفل أن
يكون معلماً ، لكن ثقافتنا لا تدعم راتب المعلم حيث لا يمكنه الحصول على
منزل أو سيارة ، لأنه وضع عليه ضغطاً يقوم على شكل النجاح بنظرهم ، وهو ما
يقضي علي طاقة البشر ويستنفذ طاقتهم.
اتبع رغبة قلبك ، وهي تحتاج شجاعة ، ليس شرطاً أن كل ما يميليه ذهنك وكل من حولك يضفي عليك السعادة.
وخلال الفيلم ، وجد "شدياك " أن هناك علماً حقيقياً وراء جميع استجاباتنا ،
وسلط عليها الضوء خلال أحد مقاطع فيلم " آى آم" حيث أشار إلى أن الأجزاء
الكبيرة من جهازنا العصبي بما فيها الدماغ والمواد الكيميائية في مجري الدم
، جميعها تتكون من خلال الجينات الموجودة لمساعدتنا على التواصل والاهتمام
والتكافل ، وتوجد فى الجسم حزم مذهلة من الأعصاب .
ويعمل "العصب" المبهم إذا رأي الإنسان مشهد عاطفي ، يعمل هذا العصب على
اتساع الصدر وتمتلئ العينان بالدموع ويشعر الإنسان باندفاع عاطفي .
ذلك الشعور الذي ينتابنا بعد مشاهدة مشهد للقاء عاطفي بين طفل يبكي بحرارة
لفراق أمه أو أي نوع من العواطف التى تجعلنا نزرف الدموع وتشعرك ببعض
الاختناق في صدرك ، حللها عالم الاحياء "جوناثان بايت" أنه شعور الانسان
تجاه الكوارث وغيرها يسمي "تصعيد" يكون فيها الانسان مستعداً للتعاطف في
ردة الفعل أثناء التعامل مع مشاكل الآخرين .
كل ما عليكم فعله هو سماع قصة عمل خير ، لتشعر بهذه العاطفة ، وعلق جوناثان قائلاً : يالها من طبيعة بشرية رائعة ، أن تكون لدي الانسان عاطفة تربطه بالمجتمع ، بل قد يضحي بحياته من أجل إنسان آخر و من أجل انقاذ حيوان أو أي كائن حي.
لا تعبد المادة
العديد من الناس يعيشون حياة تقليدية ، لكن اذا بحثت عن السعادة اسأل نفسك "من تكون" عليك أن تكون تصنعها لنفسك بدون أن تصبح كشخص آخر أو صورة من أبيك .
لم ير توم النجاح باقتناءه أفخم منازل بيفرلي هيلز ، بعد أن اعتقد كالجميع
أن النجاح والسعادة في المادة والثراء الأمر الذي يحسبه المجتمع نجاحاً ،
أما هو فكان يدرك الأمر بشكل عادي ولا يشعره بالسعادة على الإطلاق ، ولم
يعطيه ما كان ينتظره .
ووجد أن المنزل الذي تركه بمساحته الشاسعة الذي كان يخدم شخص واحد في غني
عنه ، لكنه وجد أن المجتمع هو العائلة الحقيقية بالنسبة له وهو المنزل
الحقيقي الذي لم يفكر فيه طيلة حياته ، وعندما تخلص من البيت المزيف الفارغ
أصبح حراً ، والمطلوب من كل انسان هو استخدام قدرة الاكتشاف التى منحها
الله لعباده وهو شئ يذكرنا بماهية الإنسان واسباب وجوده فى الحياة.
تعرف على قوتك وتقبلها بل وقدرها ، لأن البعض ييأس ويقول ليس لدي أي قوة أو
طاقة ، ولكن الجميع لديه قوة كبيرة ، وحين تغير شيئاً صغيراً في حياتك فإنك تغير العالم ، لأن ذلك له أثراً تتابعياً ، من خلال دوائر للتأثير ، وهذه القوة الحقيقية لدينا.
مشهد من فيلم آي آم
يقول شدياق : حين كنت أجني ألف دولار كنت في نعمة تامة ، وهذا ما أشعر به
الآن ، ومن الناحية الروحية ليس مطلوب منا أن نخزن الكنوز فى الدنيا ،
لأننا بذلك نشعر أننا أصبحنا عبيداً للمال ولا يصح أن نعبد الله والمال
سوياً ، بل يجب أن يكون ذهنك صافياً كي تشعر بالرضا ، وهذا تماماً ما قمت
به تخلصت ما كان يفيض عن حاجاتي وأجريت هذا التغيير لأري كيف سينجح الأمر
وكان ذلك مذهلاً ، حين خففت من ممتلكاتي أصبحت أشعر بخفة فى الروح.
القوة كلها بين أيديكم ، يجب أن تتوقفوا عن تعظيم المادة ، لا يجب أن تكون بطلاً فى هذا العالم ، ولكن عليك أن تكون جزءاً من الآخرين وأن تكون
مساوي لهم ، لتروا الأمور أوضح وعلى طبيعتها على سبيل المثال : عليك أن
تحتفي بالمرأة التى تقوم بتظيف الأرضية ، كما نفعل للنجوم فقط لأنهم نجوم ،
ولكن من قامت بعمل بسيط من وجهة نظرك هي نجمة حقيقية ، إذا بدأت بفعل ذلك
ستتغير حياتنا.
لهن(ضوء): لا تأخذ أكثر مما تحتاج إليه" هذه القاعدة البسيطة هي سر سعادة
ورضا الإنسان عن حياته ، وهذا المعنى الغائب عن كثيرون ، حاول تفسيره وفهم
معانيه ، المخرج الأمريكي الشهير "توم شادياق" خلال تجربته الشخصية التى مر
بها ، وقام بعمل فيلم " آي آم – I Am" ليجيب كل واحد منا عن السؤال "من
أكون؟".
إذا كنت واحداً ممن أنعم الله عليهم بالثروة ، ولا ينقصك أي شئ ولا تعرف
طريق السعادة ولم تدق يوماً علي بابك ، الإجابة لخصها الفيلم في أن الجميع
في سباق غير نزيه من أجل الحصول على المزيد ، وهذا النهم لا يلغي مشاعر
الفراغ والوحدة وغيرها من المشاعر السلبية التى تنشأ من جراء اللهث وراء
المال.
هذه الدوامة كان يعيشها مخرج فيلم " آي آم" توم شيدياك الذي أصبح يعيش أفضل
حالاته الآن بفضل عثوره على مفهوم السعادة الحقيقي ، وأراد أن ينقل هذا
المفهوم إلى البشرية.
تجربة للتساؤلات
"توم شدياق" مخرج أمريكي جني حوالي مليارين دولار من أرباح أفلامه
الكوميدية ، مما جعله من أشهر رجال "هوليوود" على الإطلاق ، وعاش الرفاهية
بكل معانيها من احتفالات يومية مع أشهر نجوم ونجمات السينما ، وكانت لديه
طائرة خاصة وسيارات ثمينة ، ومنزل مساحته 17 ألف قدم مربع ، وهو واحد من
بين 3 يمتلكها شيدياق حول العالم .
عاش "شدياق" حياة كانت مساراً لحسد الجميع ، كان يملك منزل في منطقة
"باسادينا" عرض كل غرفه يحتاج إلى أسبوعين ونصف ، حيث كان مكوناً من 17
غرفة نوم و13 دورة مياه مع مساحات شاسعة من الحدائق والملاعب وبرك السباحة ،
بالإضافة إلى حارس منزلي ، وبستاني ، ومديرة منزل ، ومهندس معماري للحديقة
وآخر متخصص للمنزل ، ورجل معني بصيانة ملاعب التنس ، وشخص مهمته بصيانة
برك السباحة وتنظيفها ، ومديرين للأموال والأعمال ومنسق للأعمال ، وكان
يشعر بحاجته إلى مدير لإدارة شئون كل هؤلاء المدراء .
المخرج توم شدياك
ولكن حدث معه شئ غريب ، عندما انتقل لمنزل جديد في بيفرلي هيلز الذي كان
يعتبر المقياس الأفضل لمنتهي الحياة الرغدة والجيدة بكل المقاييس ، وعن هذه
اللحظة يقول شدياك : كنت أقف عند مدخل المنزل عندما غادر عمال النقل ،
وراودني شعور غريب وواضح جداً ، لماذا لا أشعر مطلقاً بالسعادة ، لم أكن
حينها أعلم لماذا ؟".
ولم يترك هذا الشعور يتغلب عليه كثيراً ، ولكن بدأ فى البحث عن إجابات ،
وفي عام 2007 تعرض "شادياق" لحادث أثناء ركوبه لدراجته الهوائية فى الجبال ،
وكاد الحادث يودي بحياته ، وأصيب بكسر فى اليدين وارتجاج فى المخ ، كما
عاني من متلازمة مابعد الصدمة التى لا تزول معها أعراض الارتجاج إلا بعد
فترة أو سنوات بل تبقي أحياناً للأبد ، الأمر الذي تسبب له في ردة فعل
عنيفة تجاه الضوء والأصوات لدرجة أنه كان ينام فى خزانة الملابس ويغطي
النوافذ بستائر سوداء ، وعاش عدة أشهر بعد الحادث فى عذاب حقيقي ، وكان لا
يفكر إلا فى الموت .
هل لحياتك قيمة ؟
وعندما تسببت الأزمة في تفكير شدياك فى الموت ، عاد يفكر من جديد وقال
لنفسه: إن كنت سأموت فعلاً ، ماذا حققت فى الحياة ؟ وعاد ليبحث من جديد عن
أسرار الحياة والبحث عن السعادة الحقيقية ، وأدرك أن عليه إخبار الناس بما
أدركه خلال محنته ، وهو أن العالم الذي كان يعيش فيه مزيف ومجرد كذبة ،
وبعد 5 أشهر من الحادث بدأ في تصوير فيلمه الوثائقي "آي آم" بهدف الحصول
على سؤالين مهمين "ماهي مشكلة العالم" ؟ وما الذي يمكننا فعله لتكون الحياة
ذات قيمة ؟.
وجد شدياق أن الحوار بين العائلة وداخل المجتمع ودور العبادة أول الخيوط
للعثور على معنى الحياة ، بعيداً عن بذل كل الوقت والجهد والطاقة للحصول
على حياة جيدة ، وأشار إلى أن ماهية النجاح فى ثقافة معظم المجتمعات عبارة
عن كذبة ، والمعادلة التى لا ينظر لها الأشخاص في هذه المجتمعات هي أن يكون
لديد عمل مرموق ، وثروة ذات قيمة معينة ، وسيارة فارهة بذلك يعتقد الإنسان
أنه أنجز شيئاً ، ونتناسي النجاح الحقيقي داخلي المتمثل في الحب والعطف
والتجاوب مع المجتمع لنتعلم أين نجد السعادة في مفهوم التكافل بين البشر.
حياة جديدة
لذلك قرر "شدياق" التخلي عن كل شئ بعد ليجد معنى لحياته التى وصفها بالكذبة
، وتبرع بجزء كبير من ثروته على القضايا وأشخاص يحتاجون إلي المال أكثر
منه ، وبهذه الفلسفة يعيش هذا الرجل بالعطاء والتواصل مع الآخرين ليشعر
بالسعادة الحقيقية .
"شدياق" يسكن فى منزل عادي ، كأي انسان امريكي متوسط الحال ، فى شقة
مساحتها 1000 قدم بدون مبالغة ، واكتفي بأن تحتوي فقط على ما يحتاج اليه ،
لديه مطبخ وغرفة معيشة ، جميع الغرف فى مكان واحد ولا يحتاج للكثير من
الوقت للتنقل بينها كما اعتاد في قصره في باسادينا ، لديه دورتان للمياه
فقط ، ومقطورتها واحدة يمكث فيها مع اصدقاؤه بشكل مؤقت ، والأخري بالقرب من
مكان عمله ونومه ، ولديه خزانه لا تحتوي على الكثير من الملابس.
يعيش "شدياق" في منزله الجديد حياة بسيطة بدأ يشعر معها بالراحة ، ولم يشعر
بأنه ترك شيئاً بقدر شعوره بأنه ذاهب إلى شئ ما جديد ، وأحد الأمور التى
وجدها فى حياته الجديدة هي التوازن ، فهو ي..... الدراجة لشراء حاجاته ويقلل
من استخدامه السيارة قدر الامكان ، واكتشف أنه عندما أصبح يمتلك أقل بدأ أن
يشعر بحرية وسعادة أكبر ، لأن هناك أموراً أقل يجب أن يقلق بشأنها ، وإن
كانت الأمور تلك الأمور تشعره بالسعادة فهذا الأمر جيد ، وإن لم تكن كذلك
فإنها مجرد أشياء.
وأظهر توم خلال الفيلم 3 مفاهيم أساسية للسعادة التى قد تساعدنا فى التفكير فى الأمور بطريقة مختلفة وواعية أكثر .
– خذ ما يكفيك
ثبت علمياً أن البشر جميعهم مرتبطون ببعضهم البعض ، وعلينا ألا نأخد أكثر
مما نحتاج إليه ، وهذا الأمر درس علمته الطبيعة لنا ، وجميع الانظمة
البيلوجية التى لم تتعلم هذا الأسلوب تفني ، كالسرطان الذي يقضي على نفسه
فى النهاية ، ويقضي على حامله.
ووثق "توم" في أحد مشاهد فيلمه الثقافة العامة المهووسة بالنجاح ، ويقول أن
هناك قانون أساسي واحد يخرقه البشر كل يوم ، وهو قانون تشكل منذ ملايين
السنين ، وهو لاشئ فى الطبيعة يأخذ أكثر من حاجته ، فالشجرة لا تأخذ كل
الأملاح والمعادن من التربة ، ولكنها تأخذ ما يكفيها للنمو ، والأسد لا
يقتل قطيع من الغزلان ليأكل بل يكتفي بواحدة ، وعندما يبدأ الجسم يأخذ أكثر
من حاجته يظهر النمو "السرطاني".
ومن هنا كانت صدمته، واعتبر نفسه جزءاً من ذلك السرطان ، ولكنه أراد أن
يكون جزءاً من العلاج ، حين خرج من منزله ذي الـ 17 ألف قدم مربع ، وانتقل
إلى منزل عادي بعد أن تخلي عن بعض الأشياء ، وبدأ ينظر إلى داخله وبدأ
يتسائل عن ما كل ما يشعر به لانتقاء كل ما هو صادق وحقيقي ، وذلك بدون أن
يدعو إلى ضرورة تخلي الإنسان عن كل شئ منوهاً إلى أن طريقة كل شخص تختلف عن
الآخر ولكن الفكرة واحدة ، وهذا ما يعنيه الحديث الشريف عن سيد الخلق محمد
صلى الله عليه وسلم : "من أصبح آمن في سربه معفى في بدنه عنده قوت يومه
فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"
عليك التخلص من الأفكار المسرطنة المتمثلة في أخذ كل ما نستطيع أخذه كما
علمتنا ثقافة الحياة الخاطئة ، ولكن خذ ما تحتاج إليه لتعيش حياة جميلة
وذات معنى وهدف ودع البقية تذهب لغيرك .
2 - التعاون قبل المنافسة
يعتقد الجميع أنه من الطبيعة البشرية أن تكون منافساً ، بحكم أنك تريد أن تكون فى المقدمة ، بالرغم من أن الطبيعة البشرية مسخرة لتتعاون وتتعايش مع بعضها .
والسؤال الذي كان يبحث عنه الفيلم : هل يميل البشر فطرياً إلى التكافل أم
السيطرة ، وتوصل خلالها الخبراء أن التكافل هو أسمي القيم الاجتماعية ، أما
المنافسة موجودة ولكنها بقيمة متدنية جداً أمام قيمة التكافل بين البشر ،
كما أن خروجها عن حدود معينة تعتبر مرضاً نفسياً ، ولكن ثقافة مجتمعاتنا
الحالية نجد أن التكافل فيها أصبح ذا قيمة متدنية ويتجاهلها البشر.
لأن المنافسة هى التى نعتبرها قيمة عالية ، لذلك نحتفل بأقوي المتنافسين مما يجعل الأمر يقتصر على الأقوياء فقط .
3 - اتبع عاطفتك
إن لم تفعل ما يريد قلبك أن تفعله ، ولم تتبع شغفك بالحياة فقد يدمرك هذا
الأمر ، لأن الإنسان يجد السعادة فيما يحب ، وأشار شيدياك إلى أننا عندما
نضع أطفالنا في قالب النجاح ليكون طبيباً أو محامياً بينما يريد الطفل أن
يكون معلماً ، لكن ثقافتنا لا تدعم راتب المعلم حيث لا يمكنه الحصول على
منزل أو سيارة ، لأنه وضع عليه ضغطاً يقوم على شكل النجاح بنظرهم ، وهو ما
يقضي علي طاقة البشر ويستنفذ طاقتهم.
اتبع رغبة قلبك ، وهي تحتاج شجاعة ، ليس شرطاً أن كل ما يميليه ذهنك وكل من حولك يضفي عليك السعادة.
وخلال الفيلم ، وجد "شدياك " أن هناك علماً حقيقياً وراء جميع استجاباتنا ،
وسلط عليها الضوء خلال أحد مقاطع فيلم " آى آم" حيث أشار إلى أن الأجزاء
الكبيرة من جهازنا العصبي بما فيها الدماغ والمواد الكيميائية في مجري الدم
، جميعها تتكون من خلال الجينات الموجودة لمساعدتنا على التواصل والاهتمام
والتكافل ، وتوجد فى الجسم حزم مذهلة من الأعصاب .
ويعمل "العصب" المبهم إذا رأي الإنسان مشهد عاطفي ، يعمل هذا العصب على
اتساع الصدر وتمتلئ العينان بالدموع ويشعر الإنسان باندفاع عاطفي .
ذلك الشعور الذي ينتابنا بعد مشاهدة مشهد للقاء عاطفي بين طفل يبكي بحرارة
لفراق أمه أو أي نوع من العواطف التى تجعلنا نزرف الدموع وتشعرك ببعض
الاختناق في صدرك ، حللها عالم الاحياء "جوناثان بايت" أنه شعور الانسان
تجاه الكوارث وغيرها يسمي "تصعيد" يكون فيها الانسان مستعداً للتعاطف في
ردة الفعل أثناء التعامل مع مشاكل الآخرين .
كل ما عليكم فعله هو سماع قصة عمل خير ، لتشعر بهذه العاطفة ، وعلق جوناثان قائلاً : يالها من طبيعة بشرية رائعة ، أن تكون لدي الانسان عاطفة تربطه بالمجتمع ، بل قد يضحي بحياته من أجل إنسان آخر و من أجل انقاذ حيوان أو أي كائن حي.
لا تعبد المادة
العديد من الناس يعيشون حياة تقليدية ، لكن اذا بحثت عن السعادة اسأل نفسك "من تكون" عليك أن تكون تصنعها لنفسك بدون أن تصبح كشخص آخر أو صورة من أبيك .
لم ير توم النجاح باقتناءه أفخم منازل بيفرلي هيلز ، بعد أن اعتقد كالجميع
أن النجاح والسعادة في المادة والثراء الأمر الذي يحسبه المجتمع نجاحاً ،
أما هو فكان يدرك الأمر بشكل عادي ولا يشعره بالسعادة على الإطلاق ، ولم
يعطيه ما كان ينتظره .
ووجد أن المنزل الذي تركه بمساحته الشاسعة الذي كان يخدم شخص واحد في غني
عنه ، لكنه وجد أن المجتمع هو العائلة الحقيقية بالنسبة له وهو المنزل
الحقيقي الذي لم يفكر فيه طيلة حياته ، وعندما تخلص من البيت المزيف الفارغ
أصبح حراً ، والمطلوب من كل انسان هو استخدام قدرة الاكتشاف التى منحها
الله لعباده وهو شئ يذكرنا بماهية الإنسان واسباب وجوده فى الحياة.
تعرف على قوتك وتقبلها بل وقدرها ، لأن البعض ييأس ويقول ليس لدي أي قوة أو
طاقة ، ولكن الجميع لديه قوة كبيرة ، وحين تغير شيئاً صغيراً في حياتك فإنك تغير العالم ، لأن ذلك له أثراً تتابعياً ، من خلال دوائر للتأثير ، وهذه القوة الحقيقية لدينا.
مشهد من فيلم آي آم
يقول شدياق : حين كنت أجني ألف دولار كنت في نعمة تامة ، وهذا ما أشعر به
الآن ، ومن الناحية الروحية ليس مطلوب منا أن نخزن الكنوز فى الدنيا ،
لأننا بذلك نشعر أننا أصبحنا عبيداً للمال ولا يصح أن نعبد الله والمال
سوياً ، بل يجب أن يكون ذهنك صافياً كي تشعر بالرضا ، وهذا تماماً ما قمت
به تخلصت ما كان يفيض عن حاجاتي وأجريت هذا التغيير لأري كيف سينجح الأمر
وكان ذلك مذهلاً ، حين خففت من ممتلكاتي أصبحت أشعر بخفة فى الروح.
القوة كلها بين أيديكم ، يجب أن تتوقفوا عن تعظيم المادة ، لا يجب أن تكون بطلاً فى هذا العالم ، ولكن عليك أن تكون جزءاً من الآخرين وأن تكون
مساوي لهم ، لتروا الأمور أوضح وعلى طبيعتها على سبيل المثال : عليك أن
تحتفي بالمرأة التى تقوم بتظيف الأرضية ، كما نفعل للنجوم فقط لأنهم نجوم ،
ولكن من قامت بعمل بسيط من وجهة نظرك هي نجمة حقيقية ، إذا بدأت بفعل ذلك
ستتغير حياتنا.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى