- قطر الندى
- الجنس :
عدد المساهمات : 1101 نقاط التميز : 5624 تاريخ التسجيل : 19/04/2011 العمر : 32 الموقع : https://www.facebook.com/editaccount.php?ref=mb&drop
الاساتذة نجو من الموت
الخميس 12 مايو - 18:46
بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
" الأساتذة نجوا من الموت "! :
دخل الطفل إلى المنزل وهو يصيح " أمي .. أمي .. لدي خبران , أحدهما سار والآخر محزن ".
قالت الأم " أخبرني بالسار أولا " .
أجاب الطفل " احترقت مدرستنا " .
قالت الأم " والخبر المحزن , ما هو ؟! " .
قال الطفل " الأساتذة نجوا كلهم من الموت "!!!.
تعليق :
1- رحم الله أيام زمان
عندما كان التلميذ حريصا كل الحرص على الدراسة , وعندما كان يفرح بالدراسة
كثيرا ويحزن حزنا كبيرا إن حُـرم من الحضور في حصة من الحصص الدراسية ,
سواء على سبيل العقوبة أو لأي سبب آخر .
2- رحم الله أيام زمان
عندما كان التلميذ يحب معلمه كثيرا ويحترمه ويقدره إلى درجة كبيرة كان لا
يسمح لنفسه معها أن يسير في طريق ( أي طريق ) يراه فيها معلمه أو أستاذه ,
مجرد رؤية ولو من بعيد .
3- رحم الله أيام زمان
عندما كان ولي التلميذ يحترم معلم ولده كثيرا بحيث إذا ضرب المعلمُ
التلميذَ ( مثلا ) بحق أو بباطل , ووصل خبر ذلك إلى الولي فإنه سيضرب ولده
مباشرة وبدون أن يسمع من ولده عن سبب ضربه ... سيضربه أكثر من ضرب المعلم
له ... وهذا من منطلق الثقة الزائدة من الولي في معلم وأستاذ ولده . وأما
اليوم فإننا نرى الكثير من الأولياء يأتون إلى المؤسسات التعليمية ليدافعوا
عن أبنائهم بالباطل (نعم بالباطل) ضد أساتذة أرادوا أن يربوا التليمذ حتى
ولو قسوا عليه أحيانا ... بل إن بعض الأولياء يأتون إلى المدرسة ليسبوا
المعلم ويشتموه ويقولون له الكلام البذيء الفاحش أمام الكل ( بمن فيهم الإبن ) من أجل الدفاع عن الإبن على اعتبار أن الإبن بريئ 100 % وأن المعلم مدان وعلى باطل 100 % .
4- أصبح أغلبية تلاميذ هذا
الزمان يتمنون أن يغيب الأستاذ ولو أطول مدة ممكنة حتى لا يدرسوا ... ولا
مانع عندهم أبدا أن ينجحوا وأن ينتقلوا من قسم إلى قسم أعلى ولو بدون دراسة
أو تعلم أو تربية أو تكوين ... ولو بدون زيادة علم وفهم ... تلاميذ هذا
الزمان لا يتمنون للأستاذ أن يموت , ولكن لا بأس بعد ذلك أن يغيب الأستاذ
لأي سبب حتى ولو غاب بسبب مرض , المهم أن لا يكون المرض خطيرا أو معديا أو
مزمنا أو قاتلا .
5- أنا لا أخرج التلاميذ
من القسم كعقوبة إلا نادرا . وفي يوم من الأيام منذ 5 سنوات أخرجت مجموعة
من التلاميذ من القسم كعقوبة لأنهم لم يؤدوا واجبا منزليا . أخرجتهم من
القسم على الساعة ال 10 صباحا , وطلبتُ منهم أن يتركوا أدواتهم في القاعة
حتى نهاية الحصة ( على الساعة 12 ) , وقلتُ لهم " ستحرمون من حضور الدرس
لمدة ساعتين ", فقالت لي إحدى التلميذات المعاقَبات متوسلة , قالت نيابة عن
أغلبية زملائها " ساعتان !. هذا كثير يا أستاذ ! ". , فقلتُ لها " اخرجي !
قلتُ لكم : لن ترجعوا إلى الحصة إلا على الساعة 12 ! ", فخرجت التلميذةُ
من القاعة وهي تكاد تبكي حسرة على فوات الحضور لساعتين من العلوم
الفيزيائية . أكملتُ الدرس مع بقية تلاميذ القسم , وبقي أغلب التلاميذ
المعاقبين أمام القاعة ( لم أرسلهم إلى الإدارة ) ساكتين ومنصتين ينظرون
إلي من خلال زجاج النوافذ وأنا أقدم الدرس ليستمتعوا ولو بالنظر إلى
الإشارت حتى ولو لم يسمعوا كلماتي . وبقوا ينظرون إلي بهذه الطريقة على أمل
أن أشفق عليهم وأُرجعهم إلى القسم قبل انتهاء مدة العقوبة التي هي "
ساعتان" . وبالفعل عندما دق جرسُ الحادية عشرة , طلبتُ من تلميذ أن يخرج
إليهم ليطلبَ منهم الدخول , حيث تابعوا مع زملائهم الدرس وهم فرحون جدا
ومسرورون جدا ونادمون جدا على سوء ما فعلوا وعازمون على أن لا يُـقصِّروا
في أداء واجب منزلي مرة أخرى حتى لا تتكرر معاقبتهم بحرمان من الحضور للدرس
: حرمان يجدون صعوبة في الصبر عليه . وفي نهاية الحصة جاءتني التلميذة
وتحدثت إلي راجية ومتوسلة " يا أستاذ رجاء ثم رجاء , لقد بالغت في معاقبتنا
. نحن نتمنى منك مرة أخرى ( إن قصرنا ونـتمنى أن لا نُـقصر ) أن تعاقبنا
بالطريقة التي تشاء , ولو بالضرب الشديد ( مجرد الضرب ممنوع قانونيا في
بلادنا ) , ولكن رجاء لا تحرمـنا من الحضور إلى درسك ولو لساعة من الزمان .
ومع ذلك نحن نشكرك على أن خففتَ علينا العقوبةَ , وكذلك نحن نعدك أن نتجنب
أي تقصير في المستقبل ما استطعنا !!!".
هذا الحال منذ 5 سنوات فقط
, وأما حال الكثير من تلاميذنا اليوم فحدث عنه ولا حرج . إن الكثير منهم –
حاشا من لا يستحق ذلك منهم بطبيعة الحال – من أغلى أمنياتهم أن يغيب
الأستاذ أو أن يطرأ طارئ يجعل حصة من حصص الدراسة لديهم تتعطل . وأما أن
يعاقبَ الأستاذُ التلميذَ فيُخرجه من القسم , فإن التلميذَ يكاد يشكر
الأستاذ على ذلك , لأنه خلصه من الحضور للدرس وأتاح له فرصة لاستنشاق
الهواء الطلق أو لبعض التجول أو للعب بواسطة الهاتف النقال أو للالتقاء
بتلميذ آخر في ساحة الثانوية ليتجاذبا أطراف الحديث أو ... وأما عن ذهابه
إلى الإدارة فهو لا يخافه لأن الإدارة هي التي أصبحت تخاف من التلميذ بعد
أن كان التلميذ هو الذي يهابُها . وأما أن يأتي التلميذُ بورقة تسمح له
بالدخول إلى القسم بعد الغياب فهذا عند التلميذ أصبح أمرا أسهل من شربة ماء
, فإنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم حسن أحوالنا وأحوال التربية والتعليم
في بلادنا , آمين .
6- كل واحد منا يتمنى أن
يسمع الأخبار السارة دائما وباستمرار , ولكن مع ذلك على الواحد منا أن
يتوقع الأخبار المحزنة حتى إذا جاءته لم يُصدم بها وبسماعها . وأكبر وأعظم
وأمتع الأخبار السارة هو الخبر الذي مفاده أن مصير الشخص هو النعيم في
القبر والجنة في الآخرة ... هذا الخبر لا يعرفه الإنسان إلا قبيل الوفاة أو
بعد أن يموت , نسأل الله أن يجعلنا جميعا من أهل رضاه وجنته , آمين .
7- هذه هي طبيعة الدنيا فيها ما يسر وفيها ما يحزن ,
ليس كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح ( أحيانا ) بما لا تشتهي السفن
بل حتى الأنبياء والرسل
... بل حتى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام لم يعطه الله كل ما يتمنى
ويريد , فما بالك بمن هو دونه وأقل منه في الفضل !!!.
اللهم وفقنا لكل خير , وأصلح أحوالنا وأحوال تلاميذنا وأبنائنا , آمين .
عبد الحميد رميته , الجزائر
" الأساتذة نجوا من الموت "! :
دخل الطفل إلى المنزل وهو يصيح " أمي .. أمي .. لدي خبران , أحدهما سار والآخر محزن ".
قالت الأم " أخبرني بالسار أولا " .
أجاب الطفل " احترقت مدرستنا " .
قالت الأم " والخبر المحزن , ما هو ؟! " .
قال الطفل " الأساتذة نجوا كلهم من الموت "!!!.
تعليق :
1- رحم الله أيام زمان
عندما كان التلميذ حريصا كل الحرص على الدراسة , وعندما كان يفرح بالدراسة
كثيرا ويحزن حزنا كبيرا إن حُـرم من الحضور في حصة من الحصص الدراسية ,
سواء على سبيل العقوبة أو لأي سبب آخر .
2- رحم الله أيام زمان
عندما كان التلميذ يحب معلمه كثيرا ويحترمه ويقدره إلى درجة كبيرة كان لا
يسمح لنفسه معها أن يسير في طريق ( أي طريق ) يراه فيها معلمه أو أستاذه ,
مجرد رؤية ولو من بعيد .
3- رحم الله أيام زمان
عندما كان ولي التلميذ يحترم معلم ولده كثيرا بحيث إذا ضرب المعلمُ
التلميذَ ( مثلا ) بحق أو بباطل , ووصل خبر ذلك إلى الولي فإنه سيضرب ولده
مباشرة وبدون أن يسمع من ولده عن سبب ضربه ... سيضربه أكثر من ضرب المعلم
له ... وهذا من منطلق الثقة الزائدة من الولي في معلم وأستاذ ولده . وأما
اليوم فإننا نرى الكثير من الأولياء يأتون إلى المؤسسات التعليمية ليدافعوا
عن أبنائهم بالباطل (نعم بالباطل) ضد أساتذة أرادوا أن يربوا التليمذ حتى
ولو قسوا عليه أحيانا ... بل إن بعض الأولياء يأتون إلى المدرسة ليسبوا
المعلم ويشتموه ويقولون له الكلام البذيء الفاحش أمام الكل ( بمن فيهم الإبن ) من أجل الدفاع عن الإبن على اعتبار أن الإبن بريئ 100 % وأن المعلم مدان وعلى باطل 100 % .
4- أصبح أغلبية تلاميذ هذا
الزمان يتمنون أن يغيب الأستاذ ولو أطول مدة ممكنة حتى لا يدرسوا ... ولا
مانع عندهم أبدا أن ينجحوا وأن ينتقلوا من قسم إلى قسم أعلى ولو بدون دراسة
أو تعلم أو تربية أو تكوين ... ولو بدون زيادة علم وفهم ... تلاميذ هذا
الزمان لا يتمنون للأستاذ أن يموت , ولكن لا بأس بعد ذلك أن يغيب الأستاذ
لأي سبب حتى ولو غاب بسبب مرض , المهم أن لا يكون المرض خطيرا أو معديا أو
مزمنا أو قاتلا .
5- أنا لا أخرج التلاميذ
من القسم كعقوبة إلا نادرا . وفي يوم من الأيام منذ 5 سنوات أخرجت مجموعة
من التلاميذ من القسم كعقوبة لأنهم لم يؤدوا واجبا منزليا . أخرجتهم من
القسم على الساعة ال 10 صباحا , وطلبتُ منهم أن يتركوا أدواتهم في القاعة
حتى نهاية الحصة ( على الساعة 12 ) , وقلتُ لهم " ستحرمون من حضور الدرس
لمدة ساعتين ", فقالت لي إحدى التلميذات المعاقَبات متوسلة , قالت نيابة عن
أغلبية زملائها " ساعتان !. هذا كثير يا أستاذ ! ". , فقلتُ لها " اخرجي !
قلتُ لكم : لن ترجعوا إلى الحصة إلا على الساعة 12 ! ", فخرجت التلميذةُ
من القاعة وهي تكاد تبكي حسرة على فوات الحضور لساعتين من العلوم
الفيزيائية . أكملتُ الدرس مع بقية تلاميذ القسم , وبقي أغلب التلاميذ
المعاقبين أمام القاعة ( لم أرسلهم إلى الإدارة ) ساكتين ومنصتين ينظرون
إلي من خلال زجاج النوافذ وأنا أقدم الدرس ليستمتعوا ولو بالنظر إلى
الإشارت حتى ولو لم يسمعوا كلماتي . وبقوا ينظرون إلي بهذه الطريقة على أمل
أن أشفق عليهم وأُرجعهم إلى القسم قبل انتهاء مدة العقوبة التي هي "
ساعتان" . وبالفعل عندما دق جرسُ الحادية عشرة , طلبتُ من تلميذ أن يخرج
إليهم ليطلبَ منهم الدخول , حيث تابعوا مع زملائهم الدرس وهم فرحون جدا
ومسرورون جدا ونادمون جدا على سوء ما فعلوا وعازمون على أن لا يُـقصِّروا
في أداء واجب منزلي مرة أخرى حتى لا تتكرر معاقبتهم بحرمان من الحضور للدرس
: حرمان يجدون صعوبة في الصبر عليه . وفي نهاية الحصة جاءتني التلميذة
وتحدثت إلي راجية ومتوسلة " يا أستاذ رجاء ثم رجاء , لقد بالغت في معاقبتنا
. نحن نتمنى منك مرة أخرى ( إن قصرنا ونـتمنى أن لا نُـقصر ) أن تعاقبنا
بالطريقة التي تشاء , ولو بالضرب الشديد ( مجرد الضرب ممنوع قانونيا في
بلادنا ) , ولكن رجاء لا تحرمـنا من الحضور إلى درسك ولو لساعة من الزمان .
ومع ذلك نحن نشكرك على أن خففتَ علينا العقوبةَ , وكذلك نحن نعدك أن نتجنب
أي تقصير في المستقبل ما استطعنا !!!".
هذا الحال منذ 5 سنوات فقط
, وأما حال الكثير من تلاميذنا اليوم فحدث عنه ولا حرج . إن الكثير منهم –
حاشا من لا يستحق ذلك منهم بطبيعة الحال – من أغلى أمنياتهم أن يغيب
الأستاذ أو أن يطرأ طارئ يجعل حصة من حصص الدراسة لديهم تتعطل . وأما أن
يعاقبَ الأستاذُ التلميذَ فيُخرجه من القسم , فإن التلميذَ يكاد يشكر
الأستاذ على ذلك , لأنه خلصه من الحضور للدرس وأتاح له فرصة لاستنشاق
الهواء الطلق أو لبعض التجول أو للعب بواسطة الهاتف النقال أو للالتقاء
بتلميذ آخر في ساحة الثانوية ليتجاذبا أطراف الحديث أو ... وأما عن ذهابه
إلى الإدارة فهو لا يخافه لأن الإدارة هي التي أصبحت تخاف من التلميذ بعد
أن كان التلميذ هو الذي يهابُها . وأما أن يأتي التلميذُ بورقة تسمح له
بالدخول إلى القسم بعد الغياب فهذا عند التلميذ أصبح أمرا أسهل من شربة ماء
, فإنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم حسن أحوالنا وأحوال التربية والتعليم
في بلادنا , آمين .
6- كل واحد منا يتمنى أن
يسمع الأخبار السارة دائما وباستمرار , ولكن مع ذلك على الواحد منا أن
يتوقع الأخبار المحزنة حتى إذا جاءته لم يُصدم بها وبسماعها . وأكبر وأعظم
وأمتع الأخبار السارة هو الخبر الذي مفاده أن مصير الشخص هو النعيم في
القبر والجنة في الآخرة ... هذا الخبر لا يعرفه الإنسان إلا قبيل الوفاة أو
بعد أن يموت , نسأل الله أن يجعلنا جميعا من أهل رضاه وجنته , آمين .
7- هذه هي طبيعة الدنيا فيها ما يسر وفيها ما يحزن ,
ليس كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح ( أحيانا ) بما لا تشتهي السفن
بل حتى الأنبياء والرسل
... بل حتى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام لم يعطه الله كل ما يتمنى
ويريد , فما بالك بمن هو دونه وأقل منه في الفضل !!!.
اللهم وفقنا لكل خير , وأصلح أحوالنا وأحوال تلاميذنا وأبنائنا , آمين .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى