- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11973 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
من تكون الجبهة الاسلامية للانقاذ
الخميس 1 ديسمبر - 19:51
التعريف:
هذه الجبهة (*) حركة إسلامية سلفية (*) في جوهرها، تنادي بالعودة على الإسلام، باعتباره السبيل الوحيد للإصلاح والقادر على إنقاذ الجزائر مما تعانيه من أزمات اجتماعية، واقتصادية، واستعمار (*) فكري وثقافي، والمؤهل للحفاظ على شخصية الشعب الجزائري المسلم بعد احتلال دام 132 سنة وترك انعكاسات حضارية عميقة لفّت البلاد كلها بظاهرة التغريب والفَرْنَسة، الأمر الذي حفز ثلة من العلماء آلمهم تردِّي الأحوال إلى التحرك لإثارة الضمير الجزائري والاتجاه إلى الإصلاح الديني والسياسي والاجتماعي.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
• قبل إعلان تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر في عام 1989م كانت هناك أنشطة دعوية وأحداث وتجمعات إسلامية عُدَّتْ إرهاصات لقيام جبهة الإنقاذ:
ـ في نهاية السبعينات بدأ الظهور العلني لشباب الإسلام في الجامعات الجزائرية وغيرها وتقاسم العمل الإسلامي المنظم في مدة ما قبل 1988م ثلاث جماعات وهي: جماعة الإخوان الدوليين بقيادة الشيخ محفوظ نحناح وجماعة الإخوان المحليين بقيادة الشيخ عبد الله جاب الله، وجماعة الطلبة أو جماعة مسجد الجامعة المركزي أو أتباع مالك بن نبي بقيادة الدكتور محمد بوجلخة ثم الشيخ محمد السعيد.
ـ في 12 نوفمبر 1982م اجتمع مجموعة من العلماء منهم: الشيخ أحمد سحنون والشيخ عبد اللطيف سلطاني والدكتور عباسي مدني ووجهوا نداءً من 14 بنداً يطالب بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية ويشجب تعيين نساء وعناصر مشبوهة في القضاء، ويدعو إلى اعتماد توجه إسلامي للاقتصاد، ويرفض الاختلاط في المؤسسات، ويدين الفساد، ويطالب بإطلاق سراح المعتقلين ويندد بوجود عملاء أعداء للدين في أجهزة الدولة.. إلخ (انظر فقرة الأفكار والمعتقدات).
• الشيخ أحمد سحنون، أحد تلاميذ الإمام عبد الحميد بن باديس، وقد شارك في حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، ودعا بعد الاستقلال إلى تحكيم الإسلام؛ لأن الجزائر دولة إسلامية، وتولى تخريج مجموعات من الدعاة والعلماء. وبعد توقيعه على البيان الآنف الذكر. اعتقل ووضع رهن الإقامة الجبرية حتى عام 1984م.
• ثم تم تأسيس (رابطة الدعوة) 1989م برئاسة الشيخ أحمد سحنون وذلك لأنه أكبر الأعضاء سناً حيث كان عمره 83 عاماً وكانت الرابطة مظلة للتيارات الإسلامية كلها، ومن بين أعضاء رابطة الدعوة: محفوظ نحناح، وعباسي مدني، وعبد الله جاب الله، وعلي بلحاج، ومحمد السعيد.
ومن أبرز أهداف رابطة الدعوة ما يلي:
ـ إصلاح العقيدة.
ـ الدعوة إلى الأخلاق الإسلامية.
ـ تحسين الاقتصاد المنهار في الجزائر.
ـ النضال على مستوى الفكر.
• دارت حوارات عديدة في (رابطة الدعوة) كان من نتيجتها بروز تيارات متعددة أهمها:
ـ دعوة الشيخ الشاب علي بلحاج إلى تشكيل (الجبهة الإسلامية الموحدة) إلا أن الدكتور الشيخ عباسي مدني اقترح لها اسماً آخر هو (الجبهة الإسلامية للإنقاذ)، معللاً هذه التسمية: بأن الجبهة تعني المجابهة، والاتساع لآراء متعددة، وهذه الجبهة (إسلامية) لأنه هو السبيل الوحيد للإصلاح والتغيير (وإنقاذ) مأخوذ من الآية (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) [سورة آل عمران، الآية: 103).
ـ بينما رفض الشيخ محمد السعيد تشكيل الجبهة ابتداء ثم التحق بها بعد الانتخابات البلدية.
ـ ورفض محفوظ نحناح أيضاً فكرة الجبهة (الحزب) في البداية.. ثم أسس حركة المجتمع الإسلامي كما أسس عبد الله جاب الله حركة النهضة الإسلامية.
• وتم الإعلان الرسمي عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مطلع عام 1989م، وذلك بمبادرة من عدد من الدعاة المستقلين من بينهم الدكتور عباسي مدني الذي أصبح رئيسًا للجبهة ونائبه الشيخ علي بلحاج.
• الدكتور عباسي مدني: ولد سنة 1931م في سيدي عقبة جنوب شرقي الجزائر، ودرس في المدارس الفرنسية في صغره إبان الاستعمار الفرنسي، ثم في مدارس جمعية العلماء، وتخرج من كلية التربية، ثم انخرط في جهاد (*) المستعمر الفرنسي، واعتقل وقضى في السجن سبعة أعوام، وبعد الاستقلال وخروجه من السجن أرسلته الحكومة إلى لندن 1975 ـ 1978م ليحصل على الدكتوراه في التربية المقارنة. ثم عاد إلى الجزائر ليقوم بالتدريس في الجامعة، وقد شارك العلماء في النداء الذي وجهوه إلى الحكومة في 1982م، مطالبين بالإصلاح وتطبيق الشريعة الإسلامية (*).. وشارك في الأحداث في العام نفسه فاعتقل وسجن.. وقد شكل مع بعض العلماء رابطة الدعوة، ثم الجبهة (*) الإسلامية للإنقاذ، بعد مظاهرات الخبز عام 1988م ـ كما أطلق عليها. وأخيراً اعتقل مرة أخرى هو وكثير من العلماء. ثم أطلق سراحه أخيرًا .
• الشيخ علي بلحاج: ولد في تونس عام 1956م، ثم استشهد والداه في الثورة ضد الاستعمار الفرنسي. درس العربية ودرَّسها، وشارك في الدعوة الإسلامية منذ السبعينات وسجن خمس سنوات 1983م/ 1987م بتهمة الاشتراك وتأييد حركة مصطفى بويعلي الجهادية. تأثر بعلماء من الجزائر ومنهم عبد اللطيف سلطاني وأحمد سحنون وكذلك درس كتابات الشيخ حسن البنا وسيد قطب وعبد القادر عودة وغيرهم.
ـ انتمى إلى التيار السلفي (*)، ولذلك لم يتحمس للثورة الإيرانية، وانتقد كتابات الخميني، واعتبر تشيع بعض الجزائريين خطراً على الدعوة الإسلامية يجب التصدي له. انتخب نائباً للرئيس في الجبهة الإسلامية للإنقاذ واعتقل بعد المظاهرات التي قامت في الجزائر سنة 1988م. ثم أطلق سراحه ثم اعتقل مرة أخرى بعد الإضراب العام الذي دعت إليه الجبهة (*).
• خاضت الجبهة الانتخابات البلدية في عام 1990م، وحققت فوزراً كبيراً في 856 بلدية، وبعد هذا الفوز بدأ الحزب الحاكم في الجزائر وهو ـ جبهة التحرير ـ يشعر بخطر الجبهة على وجوده في الحكم. وبدأت حكومة الجزائر تضع العراقيل في طريق تقدم الجبهة وأصدرت نظاماً جديداً للانتخابات.
• على إثر ذلك قامت مظاهرات كبيرة تطالب بالإصلاح، انتهت بمصادمات دامية بعد أن قابلتها بإطلاق النار، واعتقل على إثرها عباسي مدني ونائبه بلحاج بتهمة التآمر على أمن الدولة.
• وعلى الرغم من اعتقال زعماء الجبهة، خاضت الجبهة الانتخابات التشريعية لاختيار مجلس الشعب في الجزائر في 26/12/1991م، وحصلت على 188 مقعداً من أصل 228 في المرحلة الأولى، بينما لم يحصل الحزب الحاكم إلا على 16 مقعداً فقط.
ـ عد فوز الجبهة في الانتخابات التشريعية خطراً يهدد الغرب كله (انظر الصحف الفرنسية والإنجليزية في 1990م).
ـ بدأت المؤامرات تحاك في الخفاء ضد الجبهة من قبل القوى الصليبية، وبدأت وسائل الإعلام حملة تشويه مركزة على جبهة الإنقاذ.. والمستقبل الأسود الذي ينتظر الجزائر إن حكم رجال الجبهة.
ـ وكان أهم أهداف القوى المعادية للإسلام عدم إتمام المرحلة الثانية من الانتخابات.
• اعتقل الشيخ عبد القادر حشاني الرئيس المؤقت للجبهة في 18 رجب 1412هـ (22/1/1992م) بتهمة تحريض الجيش على التمرد.
ـ ثم بدأت اعتقالات عامة في الجبهة حيث تم اعتقال الآلاف، وهنا دخلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في محنة وصراع مع القوى المعادية للإسلام في الجزائر وخارجه.
• ومن رجال الجبهة أيضاً الذين برزوا خلال الأحداث:
ـ رابح كبير رئيس اللجنة السياسية بالمكتب التنفيذي المؤقت لجبهة الإنقاذ.
ـ الشيخ محمد السعيد وقد برز كخليفة لعباسي مدني وقد اعتقل أيضاً.
ـ الشيخ زبدة بن عزوز عضو مجلس الشورى.
ـ الشيخ يخلف شراطي وهو من خريجي جامعة أم القرى ، قتل رحمه الله في سجن سركاجي.
هذه الجبهة (*) حركة إسلامية سلفية (*) في جوهرها، تنادي بالعودة على الإسلام، باعتباره السبيل الوحيد للإصلاح والقادر على إنقاذ الجزائر مما تعانيه من أزمات اجتماعية، واقتصادية، واستعمار (*) فكري وثقافي، والمؤهل للحفاظ على شخصية الشعب الجزائري المسلم بعد احتلال دام 132 سنة وترك انعكاسات حضارية عميقة لفّت البلاد كلها بظاهرة التغريب والفَرْنَسة، الأمر الذي حفز ثلة من العلماء آلمهم تردِّي الأحوال إلى التحرك لإثارة الضمير الجزائري والاتجاه إلى الإصلاح الديني والسياسي والاجتماعي.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
• قبل إعلان تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر في عام 1989م كانت هناك أنشطة دعوية وأحداث وتجمعات إسلامية عُدَّتْ إرهاصات لقيام جبهة الإنقاذ:
ـ في نهاية السبعينات بدأ الظهور العلني لشباب الإسلام في الجامعات الجزائرية وغيرها وتقاسم العمل الإسلامي المنظم في مدة ما قبل 1988م ثلاث جماعات وهي: جماعة الإخوان الدوليين بقيادة الشيخ محفوظ نحناح وجماعة الإخوان المحليين بقيادة الشيخ عبد الله جاب الله، وجماعة الطلبة أو جماعة مسجد الجامعة المركزي أو أتباع مالك بن نبي بقيادة الدكتور محمد بوجلخة ثم الشيخ محمد السعيد.
ـ في 12 نوفمبر 1982م اجتمع مجموعة من العلماء منهم: الشيخ أحمد سحنون والشيخ عبد اللطيف سلطاني والدكتور عباسي مدني ووجهوا نداءً من 14 بنداً يطالب بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية ويشجب تعيين نساء وعناصر مشبوهة في القضاء، ويدعو إلى اعتماد توجه إسلامي للاقتصاد، ويرفض الاختلاط في المؤسسات، ويدين الفساد، ويطالب بإطلاق سراح المعتقلين ويندد بوجود عملاء أعداء للدين في أجهزة الدولة.. إلخ (انظر فقرة الأفكار والمعتقدات).
• الشيخ أحمد سحنون، أحد تلاميذ الإمام عبد الحميد بن باديس، وقد شارك في حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، ودعا بعد الاستقلال إلى تحكيم الإسلام؛ لأن الجزائر دولة إسلامية، وتولى تخريج مجموعات من الدعاة والعلماء. وبعد توقيعه على البيان الآنف الذكر. اعتقل ووضع رهن الإقامة الجبرية حتى عام 1984م.
• ثم تم تأسيس (رابطة الدعوة) 1989م برئاسة الشيخ أحمد سحنون وذلك لأنه أكبر الأعضاء سناً حيث كان عمره 83 عاماً وكانت الرابطة مظلة للتيارات الإسلامية كلها، ومن بين أعضاء رابطة الدعوة: محفوظ نحناح، وعباسي مدني، وعبد الله جاب الله، وعلي بلحاج، ومحمد السعيد.
ومن أبرز أهداف رابطة الدعوة ما يلي:
ـ إصلاح العقيدة.
ـ الدعوة إلى الأخلاق الإسلامية.
ـ تحسين الاقتصاد المنهار في الجزائر.
ـ النضال على مستوى الفكر.
• دارت حوارات عديدة في (رابطة الدعوة) كان من نتيجتها بروز تيارات متعددة أهمها:
ـ دعوة الشيخ الشاب علي بلحاج إلى تشكيل (الجبهة الإسلامية الموحدة) إلا أن الدكتور الشيخ عباسي مدني اقترح لها اسماً آخر هو (الجبهة الإسلامية للإنقاذ)، معللاً هذه التسمية: بأن الجبهة تعني المجابهة، والاتساع لآراء متعددة، وهذه الجبهة (إسلامية) لأنه هو السبيل الوحيد للإصلاح والتغيير (وإنقاذ) مأخوذ من الآية (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) [سورة آل عمران، الآية: 103).
ـ بينما رفض الشيخ محمد السعيد تشكيل الجبهة ابتداء ثم التحق بها بعد الانتخابات البلدية.
ـ ورفض محفوظ نحناح أيضاً فكرة الجبهة (الحزب) في البداية.. ثم أسس حركة المجتمع الإسلامي كما أسس عبد الله جاب الله حركة النهضة الإسلامية.
• وتم الإعلان الرسمي عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مطلع عام 1989م، وذلك بمبادرة من عدد من الدعاة المستقلين من بينهم الدكتور عباسي مدني الذي أصبح رئيسًا للجبهة ونائبه الشيخ علي بلحاج.
• الدكتور عباسي مدني: ولد سنة 1931م في سيدي عقبة جنوب شرقي الجزائر، ودرس في المدارس الفرنسية في صغره إبان الاستعمار الفرنسي، ثم في مدارس جمعية العلماء، وتخرج من كلية التربية، ثم انخرط في جهاد (*) المستعمر الفرنسي، واعتقل وقضى في السجن سبعة أعوام، وبعد الاستقلال وخروجه من السجن أرسلته الحكومة إلى لندن 1975 ـ 1978م ليحصل على الدكتوراه في التربية المقارنة. ثم عاد إلى الجزائر ليقوم بالتدريس في الجامعة، وقد شارك العلماء في النداء الذي وجهوه إلى الحكومة في 1982م، مطالبين بالإصلاح وتطبيق الشريعة الإسلامية (*).. وشارك في الأحداث في العام نفسه فاعتقل وسجن.. وقد شكل مع بعض العلماء رابطة الدعوة، ثم الجبهة (*) الإسلامية للإنقاذ، بعد مظاهرات الخبز عام 1988م ـ كما أطلق عليها. وأخيراً اعتقل مرة أخرى هو وكثير من العلماء. ثم أطلق سراحه أخيرًا .
• الشيخ علي بلحاج: ولد في تونس عام 1956م، ثم استشهد والداه في الثورة ضد الاستعمار الفرنسي. درس العربية ودرَّسها، وشارك في الدعوة الإسلامية منذ السبعينات وسجن خمس سنوات 1983م/ 1987م بتهمة الاشتراك وتأييد حركة مصطفى بويعلي الجهادية. تأثر بعلماء من الجزائر ومنهم عبد اللطيف سلطاني وأحمد سحنون وكذلك درس كتابات الشيخ حسن البنا وسيد قطب وعبد القادر عودة وغيرهم.
ـ انتمى إلى التيار السلفي (*)، ولذلك لم يتحمس للثورة الإيرانية، وانتقد كتابات الخميني، واعتبر تشيع بعض الجزائريين خطراً على الدعوة الإسلامية يجب التصدي له. انتخب نائباً للرئيس في الجبهة الإسلامية للإنقاذ واعتقل بعد المظاهرات التي قامت في الجزائر سنة 1988م. ثم أطلق سراحه ثم اعتقل مرة أخرى بعد الإضراب العام الذي دعت إليه الجبهة (*).
• خاضت الجبهة الانتخابات البلدية في عام 1990م، وحققت فوزراً كبيراً في 856 بلدية، وبعد هذا الفوز بدأ الحزب الحاكم في الجزائر وهو ـ جبهة التحرير ـ يشعر بخطر الجبهة على وجوده في الحكم. وبدأت حكومة الجزائر تضع العراقيل في طريق تقدم الجبهة وأصدرت نظاماً جديداً للانتخابات.
• على إثر ذلك قامت مظاهرات كبيرة تطالب بالإصلاح، انتهت بمصادمات دامية بعد أن قابلتها بإطلاق النار، واعتقل على إثرها عباسي مدني ونائبه بلحاج بتهمة التآمر على أمن الدولة.
• وعلى الرغم من اعتقال زعماء الجبهة، خاضت الجبهة الانتخابات التشريعية لاختيار مجلس الشعب في الجزائر في 26/12/1991م، وحصلت على 188 مقعداً من أصل 228 في المرحلة الأولى، بينما لم يحصل الحزب الحاكم إلا على 16 مقعداً فقط.
ـ عد فوز الجبهة في الانتخابات التشريعية خطراً يهدد الغرب كله (انظر الصحف الفرنسية والإنجليزية في 1990م).
ـ بدأت المؤامرات تحاك في الخفاء ضد الجبهة من قبل القوى الصليبية، وبدأت وسائل الإعلام حملة تشويه مركزة على جبهة الإنقاذ.. والمستقبل الأسود الذي ينتظر الجزائر إن حكم رجال الجبهة.
ـ وكان أهم أهداف القوى المعادية للإسلام عدم إتمام المرحلة الثانية من الانتخابات.
• اعتقل الشيخ عبد القادر حشاني الرئيس المؤقت للجبهة في 18 رجب 1412هـ (22/1/1992م) بتهمة تحريض الجيش على التمرد.
ـ ثم بدأت اعتقالات عامة في الجبهة حيث تم اعتقال الآلاف، وهنا دخلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في محنة وصراع مع القوى المعادية للإسلام في الجزائر وخارجه.
• ومن رجال الجبهة أيضاً الذين برزوا خلال الأحداث:
ـ رابح كبير رئيس اللجنة السياسية بالمكتب التنفيذي المؤقت لجبهة الإنقاذ.
ـ الشيخ محمد السعيد وقد برز كخليفة لعباسي مدني وقد اعتقل أيضاً.
ـ الشيخ زبدة بن عزوز عضو مجلس الشورى.
ـ الشيخ يخلف شراطي وهو من خريجي جامعة أم القرى ، قتل رحمه الله في سجن سركاجي.
- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11973 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
رد: من تكون الجبهة الاسلامية للانقاذ
الأحد 8 يناير - 18:52
أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى العشرين لأول وآخر انتخابات تشريعية حرة في الجزائر، وأسابيع عن نفس ذكرى إلغائها ودخول الجزائر نفقا مظلما لا أعتقد أن عاقلا يمكنه الإدعاء أنها خرجت منه.
الآن وبعد عقدين أعتقد أن الوقت مناسب للوقوف مليًا وبكل تجرد وتقييم هذه التجربة.
ما سأقدمه في هذه المقالة هو تقييم شخصي لتجربة الجبهة الإسلامية ومصادرة نتيجة انتخابات لا غبار عليها ثم المنحى الخطير الذي آلت إليه الأحداث فيما بعد. هذه المساهمة هي مشاركة في حوار أعتقد أنه على النخب السياسية في الجزائر الخوض فيه، لأن ما يحدث حولنا في بعض الدول العربية يدل على أن كثيرا من النخب السياسية هناك لم تتعظ من تجربة الجزائر المريرة وما انتهت إليه هذه التجربة، بل إن النخب السياسية الجزائرية التي دافعت عن خيار إلغاء الانتخابات مازالت اليوم تنظر لسياسة الاستئصال وتخيفنا من الديمقراطية ومن عفاريت الصناديق.
➊ الجبهة الإسلامية: رقـــان بــدل البــرلمان
الجبهة الإسلامية حزب سياسي تشكل على عجل وكان عبارة عن كوكتيل غريب انضوت تحته عدة تيارات إسلامية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. ففي أقصى اليمين (المحافظ) نجد تيارا جهاديا لا أعتقد أنه كان يؤمن بالنظام الجمهوري أو الديمقراطية وقبل بها على مضض، بالإضافة إلى تيار سلفي أقل تطرفا ولكن في رؤيته للديمقراطية وترتيبه للأوليات لا يختلف كثيرا عن التيار الجهادي. في أقصى اليسار نجد تيارا ليبراليا من إطارات تيار الجزأرة وبعض المستقلين كثير منهم ذوو جذور إخوانية ، هذا التيار يعتبر الأكثر اعتدالا ومتقبلا للديمقراطية وجله من حملة الشهادات العليا ولم تربطه أي صلة فكرية أو تنظيمية بالتيار المحافظ. تبيًن فيما بعد أن مجلس شورى الحزب مخترَق وبشكل كبير، وهو ما كان له أثر كبير عن مجرى الأحداث.
طبعا يبدو هنا حزب الجبهة الإسلامية تكوينا غريبا خلافا لمفهوم الحزب الذي عادة ما يعبر عن مجموعة من الأفراد يجمعها فكر ومنظور موحد لمفهوم الدولة والنظام السياسي، ولا اعتقد أن هذا الأمر كان متوفرا داخل أطر الجبهة الإسلامية.
بالتأكيد لا يمكن تقييم تجربة الجبهة في ممارسة السلطة لأنها لم تصل أصلا، ولا يمكن الحديث عن تجربة الجبهة في المجالس البلدية والولائية لسببين، أولهما قصرها وثانيهما لأن النظام كان قد استبق الأحداث وسحب جميع الصلاحيات التنفيذية من هذه المجالس ولم يترك لها إلا صلاحيات تسييرية بسيطة لا تسمن ولا تغني من جوع. لكن إحقاقا للحق كان منتخبو الجبهة الإسلامية الأقرب إلى المواطنين وإلى مشاكلهم، ربما أقرب من أي منتخبين آخرين إلى يومنا هذا.
لكن إذا أردنا تقييم تجربة الحزب في الحياة السياسية فأعتقد أنه من العدل التمييز بين مرحلتين في مسيرة الجبهة. المرحلة الأولي هي مرحلة عباسي- بلحاج والمرحلة الثانية مرحلة حشاني- كبير.
مرحلة عباسي- بلحاج كانت مرحلة الأخطاء والاندفاع والشعبوية. لقد كان خطاب الجبهة في مجمله متشددا راديكاليا ولم يكن تصالحيا بل إقصائيا، لم يقدم صورة معتدلة عن الإسلام، لم يراع سنن التغيير ولم يدرك أهمية وجود أقلية نافذة تمسك بدواليب السلطة بكل أشكالها. كان الحزب يتكلم عن دولة إسلامية، بعبارة أخرى كانت أبجدياته توحي بأننا بصدد حزب يريد إعادة تشكيل الدولة والمجتمع وليس مجرد مشروع سياسي. الخطأ السياسي الآخر الذي وقع فيه الحزب هو مهاجمته لجميع أطراف السلطة وعدم إدراكه لموازين القوى آنذاك، كذلك عدم تفريقه بين من يختلف معه سياسيا وفكريا وبين من يختلف معه وجوديا، أدى هذا إلى عزلته سياسيا.
في الحقيقة عانت الجبهة من تعدد منابر الخطاب نظرا لتعدد التيارات الإسلامية المنطوية تحتها، ولكن كان كافيا بالنسبة للخصوم التركيز على التيار المتشدد فيها لبناء مواقف وتشكيل صورة نمطية لها. أيضا، كان أصحاب الخطاب المتشدد هم الأكثر حضورا والأعلى صوتا في الكثير من المناسبات.
أما مرحلة حشاني- كبير فيمكن وصفها بأنها كانت نقلة نوعية في خطاب وممارسات الحزب. فأستطاع هذا الثنائي وخاصة حشاني أن يمر بالحزب بسلام إلى الانتخابات بالرغم من انفراط عقد المجلس الشورى والانقسامات التي حصلت وأستطاع أن يتفادى أي صدام أو تصعيد مع النظام القائم. لكن يبدو أن حشاني كان يدير دفة سفينة شراعية في جهة عكس اتجاه الرياح وعكس اتجاه الشراع المثبت على السفينة، لأن قرار الصدام كان قد أُتخذ وتم إعداد جميع أدواته. لكن أثبتت هذه التجربة أن عبد القادر حشاني قائدا سياسيا من الطراز الأول ورجلا كان بإمكانه أن يحدث توافقا بين الجبهة وتيارات أخرى، وأعتقد أن الجزائر خسرت كثيرا باغتياله.
أجريت الانتخابات في جو حضاري لم ترق إليه حتى انتخابات تونس الأخيرة، ناهيك عن انتخابات مصر الأخيرة ومشاكلها وأخطائها. لقد شهدت إقبالا شعبيا لم تشهده أعرق الديمقراطيات أصطف الناس لساعات للإدلاء بأصواتهم وتم تمديد فترة التصويت ساعتين في الكثير من الأماكن. لم تشهد الجزائر أي حادث عنف يذكر ذلك اليوم. في صباح الغد أستيقظ الجميع على فوز ساحق للجهة الإسلامية. تجدر الإشارة هنا إلى أن النظام الانتخابي المطبق آنذاك (النظام المطلق) ساهم كثيرا في هذا الفوز الساحق.
بعد هذه النتائج تلقى الشعب الجزائري لمدة أيام سيلا من الشتائم والتوبيخ والوصف بالجهل وعدم جاهزيته للديمقراطية، وكلاما لم يسمعه طوال ع..... الاستعمار، بل وصفه زعيم أحد الأحزاب بأنه "غاشي"، هذا الزعيم أصبح فيما بعد وزيرا للتجارة في حكومة دولة "الغاشي". الغريب في الأمر أن الذين كالوا السباب لهذا الشعب ودعوا صراحة لرمي نتيجة هذه الصناديق لم يحصلوا مجتمعين على 3 % من أصوات الشعب.
بعد أيام من تهيئة الأجواء ومحاولة إيجاد جميع المبررات الشعبية والقانونية تم إلغاء الانتخابات ووقف المسار لتدخل الجزائر في مرحلة ما بعد إلغاء المسار الانتخابي.
ليس هنا المجال للتفصيل في الأحداث فهذه مهمة يقوم بها المؤرخون، ولكن هناك شيء يجب ذكره للتاريخ، فبينما دعت بعض الأطراف السياسية صراحة لإلغاء المسار الانتخابي رفضت أطراف أخرى هذا الطرح، وعلى رأسها عبد الحميد مهري وآيت أحمد، لكن بين هاذين الرأيين الصريحين في الرفض والدعوة كانت هناك بعض الأطراف الأخرى التي رحبت بإلغاء المسار الانتخابي في عملية استقراء الآراء وجس النبض التي قام بها العسكر، من بين هذه الأطراف كانت حركة حماس!
التبرير الذي ساقه من ألقى أو دعا إلى إلغاء الانتخابات هو خطر هذا الحزب على الديمقراطية والنظام الجمهوري. طبعا المنطق والعقل كانا يقتضيان أن يُعطى الحزب فرصته وإن حاول فعلا الانقلاب على الديمقراطية فلا أعتقد أن أحدا كان سيأسف عن إقصائه بالقوة ، أما في حالة التزامه بالديمقراطية فالشعب هو الكفيل بمحاسبته. أعتقد أن هذه النقطة أخذت حقها من النقاش في عدة منابر، لكن ما أريد أن أضيفه ، وربما غاب عن كثير من المحللين، أن معظم مرشحي الجبهة الإسلامية للبرلمان كانوا من أساتذة الجامعات والجامعيين البعيدين جدا عن التيار المتشدد في الجبهة. بعبارة أخرى أننا كنا بصدد التعامل مع الوجه الليبرالي للجبهة الإسلامية أكثر من تعاملنا مع التيار المحافظ، بل أكاد أجزم أن ممارسة السلطة كانت ستفضي إلى انقسامات في الحزب لتفرز تيارا سياسيا أكثر براقماتية وواقعية.
التحليل الأخير أعتبره موجها إلى الذين ساندوا أو تعاطفوا مع إلغاء المسار الانتخابي عن حسن نية وخوف حقيقي عن الجزائر، أما الذين قاموا بإلغاء المسار وحرضوا عليه فلا أعتقد أن إلغائهم للانتخابات كان خوفا على الديمقراطية أو حبا في الجزائر، لأن مسار الأحداث فيما بعد تحول إلى انقلاب على الديمقراطية والحرية وعقاب للأغلبية الساحقة من الشعب الجزائري
- منتديات العماريةالمدير الفنى للمنتدى
- الجنس :
عدد المساهمات : 6535 نقاط التميز : 16164 تاريخ التسجيل : 18/04/2009 العمر : 35 الموقع : http://bit.ly/Llerty
رد: من تكون الجبهة الاسلامية للانقاذ
الأحد 8 يناير - 20:55
شكرا اخى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى