- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11994 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
امناء الضبط يتحدّون الوزارة بالموت..
الأربعاء 16 مايو - 19:48
رد: انذارات كتابية من الوزارة لاعوان امانة الضبط المتربصين في جميع مجالس الوطن
كتاب الضبط يتحدّون الوزارة بالموت
زهرة دريش
الوزارة تريدنا أن ننتحر حرقا
لازال خمسة كتاب ضبط مضربين عن الطعام منذ تسعة أيام، يواجهون الموت في أيّ لحظة، بمقر دار النقابات بالدار البيضاء، شرقي العاصمة، بين طلب الإسعاف والتزود بالفيتامين د من أشعة الشمس، والموت يتربّص بهم في كل لحظة، خاصة وأن أغلبهم خارت قواهم ووهنت أجسادهم.
حينما اتصلنا، أول أمس، برئيس الفدرالية الوطنية لموظفي قطاع العدالة، مراد غدية، لم يتمكن من الرد علينا وأحال الأمر إلى زميل له، وكان صوت هذا الأخير يدل على أن الرجل لم يعد هو الآخر يستطيع الكلام، وأخبرنا أن غدية طريح الفراش، فقررنا التنقل إلى مكان موت كتاب الضبط.
أموات على كراس وشعارات تلف المكان
حينما وصلنا مقر دار النقابات، بالدار البيضاء، كانت الساعة تشير إلى حدود الحادية عشرة صباحا، طرقنا الباب الحديدي طويلا دون جدوى، قبل أن يخبرنا شباب أن المضربين عن الطعام بهذا المقر موجودون في الداخل، وأضافوا أنه منذ قليل نقلت إحدى المضربات في حالة خطرة إلى المستشفى. في هذه الأثناء كنّا نتصل بمراد غدية لكنه لم يكن يرد، اضطررننا بعد وقت طويل من الوقوف إلى استعمال قطعة نقدية لطرق الباب، وبعد لحظات سمعنا حركة وفُتِح الباب، أين استقبلنا رجل رحب بنا ورافقنا في السلالم، ولفت انتباهنا أنه لم يتمكن صعود الدرج، وكان يمشي ويترنح، وعندما دخلنا وجدنا أنفسنا في طابق غطيت جدرانه بلافتات وشعارات، حول الإضراب وسببه، وخلف حاجز خشبي غطي عن آخره بشعارات دونت على الورق الأبيض الذي ألصق على كامل المساحة، تفاجأنا بسيدتين إحداهما ممددة على أريكة، والثانية ملقاة على كرسي ورأسها مائلة إلى الأرض، وعيناها مغمضتان، وكرسي يجلس عليه غدية، في مدخل غرفة كانت كاتبة الضبط ليلى من مجلس قضاء تيزي وزو نائمة فيها دون حراك، وبها عدة مضاجع يأوي إليها البقية حينما يتمكن منهم الوهن.
لن نتراجع والوزارة لم تترك لنا خيارا
في البداية أحرجنا من التحدث إلى المضربين، كون حالاتهم لم تكن تسمح، وجعلهم يتحدثون يرهقهم أكثر، فحاولنا سؤالهم عن حالهم التي كانت تغني عن أيّ سؤال، وكانت إجاباتهم بالإيماء، قبل أن نضعهم تحت الأمر الواقع ونواصل الحديث إليهم، ودون أسئلة أو استنطاق تواصلت الدردشة، حينما يتمكنون من الحديث. وكان مراد غدية أحسن منهم حالا، لأن الثلاثة في المقر سيدات أصابهن الوهن بسبب الإضراب عن الطعام منذ تسعة أيام. وجاء قرار الإضراب، بحسب المتحدثين، بعد غلق الوزارة أبوابها في وجه كتاب الضبط منذ إضراب 10 أفريل المنصرم. وقالت (ن.ز)، من مجلس قضاء العاصمة، في هذا الشأن، بعد إضراب لمدة 20 يوما واحتجاجات واعتصامات أمام الوزارة الوصية، ثم الرئاسة، قررنا الدخول في مرحلة أخرى من الاحتجاج للمطالبة بحقوقنا التي وافقت عليها الوزارة سنة 2011 . وأضافت، الوزارة لم تترك لنا خيارا، خاصة بعد الظاهرة الغريبة التي عشناها أمام مقر رئاسة الجمهورية أين رأينا كيف يتم انتهاك حق المواطن، لا الموظف .
إحدى المضربات نقلت إلى المستشفى أمس
عندما وصلنا كان قد تم نقل إحدى المضربات إلى طبيب خاص، وقد رافقها زميلان لها، وذلك بعد أن سقطت أرضا إثر انخفاض معدل السكر في دمها. بينما كانت قد نقلت كاتبة الضبط ليلى (من مجلس قضاء تيزي وزو)، بحسب المتحدثين، ليلة أول أمس في حدود الساعة التاسعة ليلا رفقة أخرى إلى مستشفى رويبة، وكان من المقرر مبيتها هناك ، غير أنه وبعد إجراء الأطباء لاتصالات قيل لنا لا يوجد مكان لها، فاضطررنا للعودة . وقال غدية، إنه في كل مرة يتصلون بالإسعاف الذي يبعد حوالي 300 متر عن المقر، لا تأتي السيارة إلا بعد وقت طويل. وأضاف، أن رجال الإسعاف عندما يحضرون يجرون اتصالات عدة يقولون فيها، هل ننقلهم إلى المستشفى أم لا؟ ، ثم بعد أخذ ورد يتم نقل الحالة لإسعافها، ومع ذلك لا يتم إرجاعنا، فنضطر إلى أخذ سيارة أجرة . وقال المتحدثون، إنهم بين القدر والمستشفى ماضون في قرارهم إلى أن تتحرك الوزارة، وإن لم تفعل سوف يستمرون إلى النهاية مهما كانت النتيجة.
أولياؤنا ضغط إضافي علينا لكنهم يحترمون قرارنا
الداخل إلى مقر دار النقابات، ينتابه شعور غريب، بأن الموت يتربص بمن في المكان، خاصة عندما يشاهد جثثهم ملقاة على الكراسي والأرائك وأفرشهم قبالتهم تنظر ضمّهم ساعة الوهن، بعد أن ألقت بهم، كما قال غدية، أمّهم وزارة العدل. الناظر إليهم يلمح نظرة المودع للحياة وهو عازم على ذلك، وقالوا إنهم لم يجدوا حلاّ آخر بعد ضغط الوزارة على البقية وجعلتهم يعودون للعمل تحت طائلة التهديد، وهنا قال غدية: لم يسلموا من العقاب، فقرابة 45 كاتبا تم عقابهم بالخصم من رواتبهم، وفصلهم، لإحالتهم على المجلس التأديبي ، وقال زميلة له هذه الإجراءات لم تنقص من عزيمتنا بل زادتنا قوة وإصرارا على الصمود . أما نادية فقالت، لم أكن أتصوّر يوما أنني سوف أضرب عن الطعام، غير أنني، وككل الزملاء، أخذنا الأمر من باب التحدي ، وأردفت ليس سهلا، فمن جانب الأسرة وإن كانت تتفهّم، ثمة ضغط كبير خاصة من ناحية الوالدين الذين يراقبان حالتنا وهذا حمل آخر يضاف إلينا رغم القوة التي مدّنا الله بها .
ليلى... والدتها مجاهدة أضربت خلال الثورة وتدعم قرارها
وقالت إحدى المضربات عن ليلى، التي استيقظت وتوجّهت إلى الشرفة من أجل التزود بفيتامين د ، إن والدتها مجاهدة، وكانت قد عاشت نفس الظروف التي تعشيها ابنتها اليوم، فقد أضربت عن الطعام خلال الحرب التحريرية . وأردفت، هي تساند ابنتها اليوم، لقد قالت لها دافعي عن حقك، وإياك والعودة إليّ ذليلة ، وواصلت المتحدثة هذا الأمر ليس هيّنا على والدينا، إنه صعب جدا، غير أنهم واعون بنضالنا من أجل حقوقنا، لذلك لم يقفوا في وجهنا .
غادرنا مقر دار النقابات، تاركين المضربين في المكان الذي اختاروه لإضرابهم عن الطعام وربما لموتهم ، خاصة وأن الوزارة إلى اليوم لم تُبْدِ أي ردة فعل والإضراب يدخل يومه العاشر.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى