(((...(((... الحياة .. تعامل وتواصل ... معادلة بسيطة ...)))...)))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....

في حياتنا الاجتماعية .. نجد صور كثيرة للتعامل والتواصل ...بين مختلف
الشخصيات ....فهناك شخصية ..تجده يتعامل مع الآخرين بروح جميلة ومحبة للخير
...وتجده دمث الأخلاق .. " على قولتنا .. حبوب وطيوب "...
وهناك شخصية تجدها غامضة في تعاملها مع الناس .... تجدها مزاجية بشكل واضح
... ولا تعرف كيف ستصل لقلوبهم بسهولة .. " صعبة المراس " ...
وهناك شخصيات من الصعب التكهن بتصرفاتهم ... قليلو الكلام .. كثيرو التشكيك
....لا يثقون بأحد .. غير اجتماعيين...ومنهم تجده منطوي على ذاته وعلى
حياته ولديهم قائمة صغيرة من أشخاص مقربين منهم ... " المنعزلون " ....
وشخصيات قاسية .. وغاضبة .. وصعب إنك تتعامل معهم بسهولة ... يصعبون الأمور .. ويبنون سياج قاسية لمن يقترب منهم ...
وغيرها من شخصيات مختلفة تمشي بيننا وتعيش وتتنفس وتتكلم وتتواصل فيما بينهم بصورة ما رسموه وما خططوه لحياتهم ...
ولكنني أجد إن التعامل ...من وجهة نظري ..انعكاس ذاتك على تصرفاتك والتواصل
مع الآخرين...بمعنى " عامل الناس كما تحب أن يعاملوك. وكما تعامل نفسك
...والتعاطي مع الذات التي تسكن نفسك...
"الإنسان .. يحب لنفسه أن يُعامله الآخرون بشكل طيب...لذا يتوقع منهم أن
يحترمونه .. ويقدرونه...ويحبونه...وهذا التوقع يصدر من شخص. يحب نفسه
ويقدرها ويحترمها ...لذا تجده يتعامل مع الآخرين بالمثل...ويكون تواصله
معهم بصورة ناجحة وشفافة...لآنه وضع لنفسه إطار معين يتقيد به وأجبر
الآخرين عن حسن النية أن يحترموا هذا الإطار أو الحدود ...فتجدهم يقدرونه
ويقربونه من أنفسهم ...فتجدهم يسألون عنه ويدعونه لأي مناسبة حتى لو كانت
خاصة...
لأن التواصل بينهم أصبح له رابط قوي. وهو التعامل... وهذا الرابط متين
ومترسخ ... بسبب " الأدب .. والأخلاق. والاحترام .. والتفاهم ..والود
..وتقديم العون والمساعدة على قدر الاستطاعة ...والوقوف بجانب الآخرين
ومساندتهم في محنتهم وفرحهم ...والإنصات الطيب لحديثهم .. و النصح والإرشاد
بما يرضي الله...وتوقير كبيرهم وتدليل صغيرهم .. وتقديم الهدايا الرمزية
وغيره في مناسباتهم ...والسؤال عنهم بين حين وأخر حتى لو كانت القائمة
طويلة ...والصدق أهم شيء الصدق وعدم الكذب والتكذيب...والمصارحة بأدب لشيء
يعلم إنه لمصلحتهم ...الخ
"بمعنى أن ما يحبه لنفسه ..يحبه للآخرين. ويقدمه بمحبة وصدق.. ويعبر عنه
بالتواصل ..والوصال معناه امتداد ..لا أن ينقطع عنهم مرات كثيرة ومن ثم لا
يتذكرهم إلا لمصلحة ما .. هنا سيصبح الرباط الأخوي والتعامل الجميل ..
ضعيفاً. وسينقطع في أية لحظة خصام أو سوء فهم ..
لذا أضيف عامل مهم ... وهو التعامل بأهم صفة لابد للشخص أن يتصف به ...وهو "
حسن النية وإيجاد ألف عذر للآخرين إلى أن تتضح الأمور "...وهذا ما أجده
أقوى عامل يجعل الرباط بينه وبين الآخرين متين. لأنه إن وجد العذر لأخيه ..
لصاحبه ..ولا أن يقدم سوء النية .. ويصبر إلى حين .. فإن الشخص الآخر
سيجدها شيء كبير ...وسيكون ممتن له لأنه تفاهم الوضع ..وقدره أحسن تقدير ..
لذا سيبادره بصدق وسيوضح له الأسباب وغيره ...وهنا رسخ كل منهما أول حجر
أساس العلاقة الأخوية والتعامل والتواصل الطيب فيما بينهما ..لذا تجد الشخص
الآخر سيبادر بتقديم حسن النية وإيجاد العذر لأخيه ولصاحبه .. لقاء ما بدر
منه بالسابق...وهنا يصبحان قدوة للجميع ...وستتألف القلوب معاً بالتعامل
السمح والجميل .. لانهم ببساطة شديدة " لم يسمحوا لوسوسة الشيطان أن يدخل
بينهم ..وقد أقفلوا الباب في وجهه. وهذا ما بنى جداراً عظيماً من أخلاق
عظيمة لفن التعامل والتواصل مع الآخرين
"وقد يختلف مفهوم التعامل والتواصل لدى الشخصيات المختلفة ..ولكن حين ينشأ
على يد أسرة علمته منذ الصغر فنون التعامل مع الآخرين فإنها تصبح نقطة قوة
لديه ..لأنه من السهل المضي بهذا الشأن. ولكن حين ينشأ الشخص في بيئة أسرية
الله أعلم بها .." وهنا يختلف الأمر بشكل خاص " فإنه يعكس تلك الصورة التي
رسمها منذ الصغر لتلك التربية والنشء الذي كبر عليه .. فإنه سيصعب عليه
التواصل .. لأنه غير قادر لتوصيل ما بداخله وما يريده وما يتحدث عنه
للآخرين. فإن تعامله مع الجميع سيكون صعباً عليه .. لذا سيصعب عليه التواصل
المباشر أو غيره بسهولة...وهنا سيعيش في فوضى عارمة .. قد يعيشه في كبت
وضيق وحسرة وسيشعر بأن العالم لا يفهمه ..وإنه وحيد ..لذا سيبحث عن من
يساعده ..وللأسف الكثير منهم يقع في أيد خاطئة ..ليزيدوا الطين بلة
...ويضيع التعامل ويفقدوا التواصل ...مع الآخرين بسهولة .. " وهذا ما ذكرني
مجدداً بجماعة الايمو"...
لذا أجد التعامل أساس التواصل ..والتواصل أساسه الاستمرارية ..والاستمرارية
أساسه الحب ..إن أحببت الآخرين. تتمنى لهم الخير دوماً.. وستسمر بالعطاء.
وستتواصل معهم ..وستتعامل معهم بما يرضي الله ..وسيبادلونك بالمثل إن شاء
الله ...

ولك بالمثل