- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11990 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
الاغلبية الصامتة ممن يعيشون التهميش و الاقصاء...
الجمعة 28 سبتمبر - 10:59
في الوقت الذي يقبل فيه رجال تحمل مسؤولياتهم السامية في أجهزة الدولة بكل شجاعة و تفان لا يتردد هؤلاء بحكم مشاركتهم الفعلية في صنع القرار في الاهتمام بالمهمات الحساسة بغية خدمة مصالح الجزائر أن واجبهم مع نداء الواجب الوطني يفرض على الجميع ابراز القدرات المطلوبة في الاصلاح و التسيير العقلاني لشؤون البلاد.
ان تحقيق هذا الرهان الحيوي لن يأتي في اعتقادنا إلا بأحداث تغيير جدري مرفوق بإصلاحات عميقة يطال المجالات الاقتصادية السياسية و الاجتماعية و السعي الى الدفاع عن جميع الحريات التي من شأنها ازدهار الجزائريين بإعطاء حظوظ متكافئة لتعزيز و دعم التعددية و التنوع السياسي للخارطة الوطنية و انقاد حرية الجزائريين من الاخطار التي تتهددها و التي اضحت حقيقية أكثر منها شكلية و الدعوة ايضا الى نكران الذات و التخلي عن المصلحة الحزبية الضيقة لمصالحة الجزائريين فيما بينهم و اعادة بناء الاقتصاد الوطني على أسس واقعية و بناءة تراعي خصوصيات المرحلة الراهنة خاصة و أن الاسباب و الدوافع التي جعلت البلاد تؤول الى الوضع المعاش يتطلب و في أجل قصير تضافر جهود جميع الوطنيين لاجتثاث جذورها بما يسمح للجزائر استعادة عنفوانها .
فقد بات من المؤكد عدم الالتزام أمام البلاد و الرأي العام لتسوية المشاكل التي تنخر الوطن فضرورة معالجتها اصبحت مطالبا ملحا قصد التمكن من اجتياز الازمة بنجاح.
ان المبادرات المعلن عنها أثبتت بأن التقييم الاقتصادي و الاجتماعي و الامني يتواصل في ظل قواعد هشة تفتقر الى الفعالية المطلوبة نتيجة تجاهل المشاكل الجوهرية التي يهدف النظام من وراءها تعزيز اركانه و قنوات التحكم و الانسجام حتى يتسنى له مواجهة متطلبات المرحلة الانتقالية.
فالعوامل الي ما برحت تهدد البلاد اصبحت تشكل باستمرار مصدر قلق جميع الوطنيين باختلاف مواقع مسؤولياتهم.
ان معالم الوضع القائم و ارتسامات افقه المتناقض يفرض على الجميع التنديد به بالنظر الى ما نزخر به من طاقات بشرية حيوية و ثروات هائلة لكننا بالمقابل تندهش لإخفائنا في توظيفها الملائم متجاهلين جحافل من شباب يعيش البؤس و الضياع و الانحراف.
ان الاغلبية الصامتة ممن يعيشون التهميش و الاقصاء ترفض التعاطي مع مشروع نظام سياسي و اقتصادي متناقض في سياق محاولات فرض نظام يتنافى في مبادئه و افكاره مع الخط النوفمبري.
فهي تدين كل مفهوم متعارض مع قيمها لا يتبنى طرحها الحصاري الذي يستمد اصالته و روحه من التقاليد العريقة للشعب الجزائري و بذلك لن نتجاوب مع طرح أي طرف كان إلا اذا وافق الجميع على خيار مشروعها المناسب المرهون بالعودة ارضية الصومام.
كما ترى في بقاء الوجوه القديمة على سدة الحكم مؤشرا مناقضا للقطيعة و النظام الوطني الاصيل، فرجال الماضي من اولئك الذين ساهموا في اركاع الجزائر و تحطيمها تمقتهم الاغلبية لمواجهتهما الدائمة للحريات الفردية و الجماعية محاولة خنقها و تقليص نشاط وسائل التعبير و التمثيل و قمع القوى الوطنية بمراقبة فكرها و نضالها الاصلاحي .. كما اخيار الجزائر يكشف القناع عن اولئك الذين يعملون على زرع بذور الفتنة و الانشقاق بين اواسط الشعب الواحد فواقع اليوم مناسبا لتكريس امر واقع مغاير بمعالجة الازمة التي يمكن تسويتها على الاقل شريطة عدم قيام جماعات المال و المصالح ذات التأثير الفعال بتمويل و توجيه و مراقبة و ارشاد قوى التخريب ذات الاتجاه الرجعي المحافظ للنظام السابق لإسقاطها من الاطار السياسي الوطني.
هذه الجماعات ما فتئت تتدعم في مواقعها من قبل نظام شرير متغطرس ساعدها على التحكم في القنوات الساسية و الاقتصادية و الادارية لغرض هيمنتها حيث مكنها دورها من المناورة بشخصيات مرموقة في دوائر صنع القرار بهرم السلطة بغية تجسيد برنامج عملها عبر الضغط بأدوات مختلفة لوضع الشعب أمام أمر الواقع و لو يتعارض خطوطه العريضة مع مبادرات الوطنيين في حين يطالب الرأي العام بترجمة قطيعة فعلية لاستئصال هذه السلوكيات المضادة للديمقراطية فالعائلة الوطنية لم تتوان في بذل جهود مخلصة باعتبارها الضمير الحي للأمة و نظرا لإيمانها العميق بقيم الخلق و الابداع و الذكاء الخارق و اتخذنا سبيل مواجهة قوى التهريج و التخريب خيارا لا بديل عنه و شكلا من أشكال النضال لثقافة الدهاء الانسانية، المجتمع اليوم لم يعد يحتمل ديماغوجية النرجسيين الذين ساهموا بتصرفاتهم اللامسؤولة في خلق مجتمع ثان موازي يتشكل من المهزومين و الذين ضربتهم مجاعة مزمنة لن يتخلصوا منها إلا بتبني خيار المواجهة الاكيدة عبر تحقيق وفاق وطني تذوب في اطاره جميع التناقضات لتطويق ظاهرة العنف، الحرقة و الانتحار بعرف النظر عن شكلها و مصدرها.
ان القوى الوطنية يثق مقتنعة بتغيير جذري عميق ليس في الميادين الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية. فحسب بل في ترسانة قانونية و دستورية تعزيزا للعلاقات الانسانية .. كما أنها مدعوة اليوم اكثر من أي وقت مضى الى الفعالية و السرعة في تجسيد طموحات التغيير لبناء البلاد على أسس صحيحة تستمد روحها من مبادئ أول نوفمبر 1954.
عاشــت الجــزائر حــرة سيـدة
المجد و الخلود لشهدائنا الابرار
تحــيا الجـــزائر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى