أحداث 05 اكتوبر 1988..

مضت على اكبر انتفاضة عرفتها مدن الجزائر
عقب خطاب الرئيس الشاذلي بن جديد امام طارات الدولة يوم 19 سبتمبر 1988 والذي شتم فيه الشعب والإطارات بدا غليان في كل الاوساط ينذر باندلاع ثورة في 5 اكتوبر 1988
ويومها كان ما كان و خربت الجزائر عن آخرها فلم تترك مؤسسة إلا ونهبت ودمرت
خاصة اسواق الفلاح
قيل يومها ان العملية مفتعلة ومدبرة من الخارج
وقيل بعدها انها مدبرة من السرايا
ولكن الشباب وجد فيها فرصة لا تعوض ليصب جام غضبه على الدولة ومؤسساتها
ونشات بعدها تعددية صحافية ولكنها كلها في قبضة الجنرالات
وتعددية حزبية تاكل في يد السلطة

شباب قتل وشوه وسجن
لفائدة من ؟؟؟؟

بعد 5 اكتوبر 88 اشتكى فيها شبابنا من التهميش
ها هو الآن يرمي نفسه في البحر

وبعد ان كان شعاره يومها "لا سميد لا بطاطا يا الشعب الراشي" اصبح شعاره اليوم "الحوت ولا الدود"

الله يلطف

تكون اليوم قد مرت اعوام منذ أحداث الخامس من أكتوبر سنة ثمان و ثمانين و تسعمائة و ألف، لا زلت أتذكر التاريخ لأنني وقتها كنت في الثانوية، كنا نحضر لجتياز امتحانات الباكالوريا.
كان عمري آنذاك ثانية عشر عاما، صحيح أنه لم يحدث شيئ يستحق الذكر في مدينتي. و لكن الأخبار كانت تأتينا من العاصمة بما كان يحدث، أو بالأحرى ما أريد لنا أن نعرف.
اليوم و بعد كل هذه السنوات ، أدركت و أعتقد أنني لست الوحيد، أننا نحن "القطيع" مسيرون و لسنا مخيرين أو أحرار.
المهم مالذي تغير منذ ذلك التاريخ…………………………………لا شيئ
أتذكر اليوم أن تلك الأبام كانت مليئة بالتفاؤل، كنا فعلا نأمل في مستقبل أفضل. كما لو أن الشعار الذي كانت تحمله "جبهة التجرير الوطني" الحزب الواجد الحاكم آنذاك ، و بعد أن أفرغ من محتواه في السنوات السابقة، فجأة قد عادت إليه كل معانيه، تأمل معي: " العمل و الصرامة لضمان المستقبل"
بالنسبة لي، و كنت يافعا ذاك الوقت. فقد حملت تلك الأحداث الكثير من المعاني، و صرت مؤمنا أكثر بما كنا نقرأه من شعر أبي القاسم الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة………………….فلا بد أن يستجيب القدر
نعم كان بإمكاننا نحن المواطنين البسطاء ان نغير الأشياء.
و بينت لي الأيام لاحقا كم كنت ساذجا.

-شباب الجزائر اليوم يعرف القليل عن احداث 5 اكتوبر 1988 التي يقول البعض انها غيرت الخارطة السياسية والاجتماعية للبلاد...
تشهد الجزائر اليوم ذكرى الأحداث المأساوية للخامس من أكتوبر 1988 في باب الواد. وبالنسبة للعديد من الجزائريين، كانت المناسبة فرصة للتفكير في وضع بلادهم. بعض المجموعات النشطة في المجتمع المدني تبدي قلقها من كون الجزائر لا تعكس بشكل صحيح المثل التي تم تقديمها خلال هذه الأيام. وتكافح هذه الجمعيات اليوم من أجل الحفاظ على ما تسميه "إرث أكتوبر".
آلاف الشباب دفعتهم ظروف العيش المأساوية والبطالة واللامساواة الملموسة لنظام الحزب السياسي الواحد أنذاك، نزلوا إلى الشوارع في ذلك اليوم المصيري قبل واحد وعشرون سنة للمطالبة بالتغيير. وعندما تحولت المظاهرات إلى أعمال شغب ونداء للتغيير السياسي بحماس ثوري، تم إخماد الانتفاضة بحمام دم مأساوي أودى بحياة حوالي 500 ضحية.
وحتى اليوم فإن كافة الأسباب والقرارات التي قادت لهذه الأحداث تظل مجهولة. وهناك عدة نظريات عن تلاعب شعبي والمؤامرة والكفاح السياسي داخل نظام اليوم، لكن لم يتم الكشف عن أي دليل قاطع.
لكن المؤكد هو أنه منذ ذلك اليوم في التاريخ، لم تعد الجزائر كما كانت.
وردا على الأزمة الوطنية المتطورة، أصدر الرئيس الشادلي بنجديد تعليماته للوزير الأول آنذاك مولود حمروش لإدخال سلسلة من الإصلاحات السياسية بدءا بالانتقال إلى نظام متعدد الأحزاب. وسُمح لأحزاب المعارضة، التي كان العديد منها يعمل بشكل غير قانوني، بالمشاركة في النقاش الوطني وتم التحضير لانتخابات حرة. وتم إدخال إصلاحات أخرى في قطاعي الصحافة والاقتصاد مما خول مستوى غير مسبوق من الحرية في الجزائر العاصمة.
شباب الجزائر اليوم يعرف القليل عن هذا التاريخ الذي غير الخريطة الاجتماعية والسياسية في البلاد. وقال سوهيل، 17 سنة، من سكان باب الواد ، "الخامس من أكتوبر لا يعني أي شيء بالنسبة لي. هل كان ذلك خلال حرب التحرير؟"
وبعد إطلاعه عن الأحداث التاريخية لذلك اليوم، أجاب "في 1988؟ لم أعرف ذلك من قبل". ورغم أهمية انتفاضة الشباب، إلا أنه تم إغفالها من الكتب المدرسية.
وفي مقابلة مر عليها سنة الى الان...مع الوطن، قال داحو جربال، عالم اجتماع ومدير مجلة الشؤون الاجتماعية إن دروس الخامس من أكتوبر لم تُستوعب بشكل جيد.
وقال "أكتوبر كان تعبيرا عن رغبة عميقة للتغيير في النظام السياسي، فقد كانت هناك أزمة ثقة بين الشعب والدولة".
وتابع جربال بالقول "تشخيص أسباب أحداث أكتوبر 1988 لازال ساريا اليوم، فبوادر الاضطراب الاجتماعي والأزمة في السياسة وفي صفوف كبار المفكرين تلك الفترة لا زالت حاضرة معنا".
وبحسب جربال، فكأن "شيئا لم يحدث، كما لو أن الجزائر لم تعش أحداث أكتوبر 1988، ولم تعش الأزمة المؤسساتية التي تلت أكتوبر 1988 ولم تعرف مأساة التسعينيات".
اليوم، يُعتبر التجمع من أجل عمل الشباب الذي انبثق عن أحداث أكتوبر 1988 من بين جملة منظمات تخلّد ذكرى انتفاضة الشباب. وفي كل سنة، يضع أعضاء التنظيم أزهارا في ساحة الشهداء وسط العاصمة الجزائر ويدعون للأشخاص الذين فقدوا أرواحهم.
وي..... التجمع حملة من أجل تأسيس يوم 5 أكتوبر كعيد وطني للديمقراطية. ويقول حكيم أداد، الأمين العام للتجمع "علينا مواصلة العمل من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية...لنضمن أن بعض المكاسب التي تم تحقيقها في 5 أكتوبر 1988 ستتواصل في المستقبل".
وبالنسبة للشباب الجزائري الذي يحتج على انعدام المساواة والأمراض الاجتماعية الأخرى، دعا زعيم التجمع إلى الاعتدال، وقال "نريد أن نقول للشباب أن الشغب ليس الحل الأمثل لمشاكل اليوم. علينا استعادة إيمانهم في الكفاح سياسيا، وكمواطنين علينا تشجيعهم لتنظيم أنفسهم والعمل عبر المؤسسات والتي رغم أنها غير مثالية تماما فهي موجودة لتقدم لهم فرصة للمطالبة بحقوقهم بشكل جماعي وأكثر فعالية على أمل تحقيق نتائج أفضل عوض تكسير الأشياء"