- al master
- الجنس :
عدد المساهمات : 257 نقاط التميز : 4986 تاريخ التسجيل : 15/02/2012 العمر : 54 الموقع : منتديات العمارية
سحر الفرص الضائعة..؟
الجمعة 23 نوفمبر - 18:21
نتألم كثيراً إذا أهدرنا فرصة، غير مدركين أن الغد أكثر
إشراقاً، وإذا ضاعت فرصة فإن هناك الكثير من الفرص
المتاحة، التي تأتي مرات عديدة ومديدة متى ما تحررنا من
أحزاننا ومخاوفنا
استعدّ البلجيكي بيير كوليفورد جيداً للمقابلة الوظيفية التي
ستنتظره غداً لشغل وظيفة مساعد طبيب أسنان في إحدى
العيادات الشهيرة في بروكسل.
تناول عشاء خفيفاً عند السابعة مساء،
ثم جرب ارتداء قميصه السماوي للمرة الحادية عشرة، الذي
اشتراه خصيصاً للمقابلة. قبل حلول الساعة التاسعة كان بيير
يغطّ في سبات عميق، استيقظ مبكرا ًجداً..استحم ثم أعد فطوره
المفضل. كأس حليب مع تفاحة طازجة اشتراها بالأمس من
البقالة المجاورة، ارتدى سرواله وقميصه الجديد. سرح شعره
والتقط مفتاح غرفته من الطاولة، بحث عن محفظته التي يضع
فيها بطاقاته ون.....ه، لكن لم يجدها على الطاولة أو ما جاورها.
قلب الغرفة رأساً على عقب دون جدوى.. تلوث قميصه الجديد
بعرقه وقلقه وسرواله بالغبار وتوتره. فتش عنها في كل مكان..
في دورة المياه وتحت السرير. في المطبخ وبين الأواني بلا
نتيجة. كان الوقت يمر سريعاًجداً جدا،
كانت المرة الوحيدة التي فكر فيها في تحطيم ساعة يده التي
ورثها من عمه ليضع حدا لنزيف الوقت، لم يتبق على موعده
سوى ساعة فقط..
والحافلة التي ستقله إلى مكان المقابلة تحتاج إلى نحو 40
دقيقة. كان في حيرة من أمره، هل يواصل البحث أم يذهب؟
كان بين خيارين أحلاهما مر. لو واصل البحث قليلاً ربما لن
يدخل المقابلة بسبب تأخره، ولو ذهب قد لا يدخل لأنه لا يملك
أي إثبات أنه بيير كوليفورد. لم ينتظر طويلاً. قرر أن يذهب
عارياً من هويته. لكن الحافلة تأخرت، تأخرت أكثر من نصف
ساعة. ووصل إلى الموعد متأخراً نحو ربع ساعة. سُمح له
بالدخول و قالوا له المواظفين
بصوت واحد: لن تحصل على هذه الوظيفة أو غيرها.
"من لا يحترم الوقت لن يجد من يحترمه. "
حاول أن يدافع. الا أنهما منعاه قائلين على الفور: اخرج لو
سمحت. خرج والدموع تحتشد في محاجره.
عاد إلى المنزل يجر أذيال الخيبة. اضطر مكرهاً قبول العرض
الآخر الذي تلقاه مبكراً للعمل كمتدرب في استوديو للرسم،
لتسديد التزاماته المالية وديونه المتراكمة. لم يكن العرض
مغرياً له. الراتب زهيد والدوام طويل جداً،
لكن بيير اكتشف نفسه في الأستوديو. رجع لمزاولة هواية
الرسم التي ابتعد عنها طويلاً بفضل تشجيع مدربيه، والأجواء
الملهمة التي وجدها في المكان. تعرف لاحقاً على رسامين
مبدعين كاندريه فرانقيون وموريس. عمل مع اندريه في مجلة
لرسوم الأطفال وحقق نجاحاً كبيراً. وعُرف باسم (بييو). انتشر
اسمه سريعاً وأصبحت أعماله محل إعجاب الكثيرين.
في سلسلة (جون وبيويت) الكوميدية ظهرت شخصية كارتونية
ابتكرها (بييو) باسم" (السنافر) لأول مرة. حققت الشخصية
نجاحاً مدوياً. انتقلت من عالم الورق إلى التلفزيون ومن ثم إلى
السينما. انتشرت شخصيات السنافر من المحيط إلى المحيط
منذ عام 1958 وحتى اللحظة. السنافر باتوا في كل مكان وبكل
اللغات، كدمى وكألعاب فيديو وكقصص وروايات. تهفو إليهم
قلوب الأطفال والكبار معاً.
تخيلوا المشهد فقط
لو وجد بيير محفظته في الوقت المناسب لربما أصبح مساعد
طبيب أسنان مغمور. سيموت ولن يعلم عن موته أحد، لكن
عندما مات في عام 1992اتشحت الصحف البلجيكية بالسواد
كأنها في مأتم. تعاملت مع وفاته كما تتعامل مع رحيل الزعماء
والقياديين الأفذاذ.
إن ما حدث لبيير مع وظيفة طبيب الأسنان قد يحدث مع أي منا
دون أن ندري، فقد نخسر وظيفة وفرصة نتطلع إليها ونحزن
، ولا نعلم أن الخير يكمن في تركها. لا يوجد أبلغ
من التصدي لهذا الحزن. نتألم كثيراً إذا أهدرنا فرصة غير
مدركين أن الغد أكثر إشراقاً، وإذا ضاعت فرصة فإن هناك
الكثير من الفرص المتاحة. إن من أكثر المقولات التي تزعجني
هي مقولة: "الفرصة لا تأتي مرتين".
إنها تأتي مرات عديدة ومديدة متى ما تحررنا من أحزاننا
ومخاوفنا، وخرجنا بشهية مفتوحة إلى العالم المليء بالفرص،
والمتسامح جداً مع المحاولات والتجارب.
أدبياتنا وثقافتنا للأسف هي مصدر للإحباط وذخيرة للتشاؤم.
لوكانت
الفرصة لا تأتي مرتين، لما أحرز لاعب برشلونة، ليونيل
ميسي، أكثر من 200 هدف،
ولما نال الممثل الأميركي جاك .....لسون 3 جوائز أوسكار.
لا تأسفوا على الفرص المهدرة،
وإنما تأسفوا على حزنكم عليها، لأن الفرص لا تموت.
لكن الحزن هو المميت يخنق أرواحنا ويبلد مشاعرنا ويحرمنا
من المحاولة والتألق.
تحياتي
إشراقاً، وإذا ضاعت فرصة فإن هناك الكثير من الفرص
المتاحة، التي تأتي مرات عديدة ومديدة متى ما تحررنا من
أحزاننا ومخاوفنا
استعدّ البلجيكي بيير كوليفورد جيداً للمقابلة الوظيفية التي
ستنتظره غداً لشغل وظيفة مساعد طبيب أسنان في إحدى
العيادات الشهيرة في بروكسل.
تناول عشاء خفيفاً عند السابعة مساء،
ثم جرب ارتداء قميصه السماوي للمرة الحادية عشرة، الذي
اشتراه خصيصاً للمقابلة. قبل حلول الساعة التاسعة كان بيير
يغطّ في سبات عميق، استيقظ مبكرا ًجداً..استحم ثم أعد فطوره
المفضل. كأس حليب مع تفاحة طازجة اشتراها بالأمس من
البقالة المجاورة، ارتدى سرواله وقميصه الجديد. سرح شعره
والتقط مفتاح غرفته من الطاولة، بحث عن محفظته التي يضع
فيها بطاقاته ون.....ه، لكن لم يجدها على الطاولة أو ما جاورها.
قلب الغرفة رأساً على عقب دون جدوى.. تلوث قميصه الجديد
بعرقه وقلقه وسرواله بالغبار وتوتره. فتش عنها في كل مكان..
في دورة المياه وتحت السرير. في المطبخ وبين الأواني بلا
نتيجة. كان الوقت يمر سريعاًجداً جدا،
كانت المرة الوحيدة التي فكر فيها في تحطيم ساعة يده التي
ورثها من عمه ليضع حدا لنزيف الوقت، لم يتبق على موعده
سوى ساعة فقط..
والحافلة التي ستقله إلى مكان المقابلة تحتاج إلى نحو 40
دقيقة. كان في حيرة من أمره، هل يواصل البحث أم يذهب؟
كان بين خيارين أحلاهما مر. لو واصل البحث قليلاً ربما لن
يدخل المقابلة بسبب تأخره، ولو ذهب قد لا يدخل لأنه لا يملك
أي إثبات أنه بيير كوليفورد. لم ينتظر طويلاً. قرر أن يذهب
عارياً من هويته. لكن الحافلة تأخرت، تأخرت أكثر من نصف
ساعة. ووصل إلى الموعد متأخراً نحو ربع ساعة. سُمح له
بالدخول و قالوا له المواظفين
بصوت واحد: لن تحصل على هذه الوظيفة أو غيرها.
"من لا يحترم الوقت لن يجد من يحترمه. "
حاول أن يدافع. الا أنهما منعاه قائلين على الفور: اخرج لو
سمحت. خرج والدموع تحتشد في محاجره.
عاد إلى المنزل يجر أذيال الخيبة. اضطر مكرهاً قبول العرض
الآخر الذي تلقاه مبكراً للعمل كمتدرب في استوديو للرسم،
لتسديد التزاماته المالية وديونه المتراكمة. لم يكن العرض
مغرياً له. الراتب زهيد والدوام طويل جداً،
لكن بيير اكتشف نفسه في الأستوديو. رجع لمزاولة هواية
الرسم التي ابتعد عنها طويلاً بفضل تشجيع مدربيه، والأجواء
الملهمة التي وجدها في المكان. تعرف لاحقاً على رسامين
مبدعين كاندريه فرانقيون وموريس. عمل مع اندريه في مجلة
لرسوم الأطفال وحقق نجاحاً كبيراً. وعُرف باسم (بييو). انتشر
اسمه سريعاً وأصبحت أعماله محل إعجاب الكثيرين.
في سلسلة (جون وبيويت) الكوميدية ظهرت شخصية كارتونية
ابتكرها (بييو) باسم" (السنافر) لأول مرة. حققت الشخصية
نجاحاً مدوياً. انتقلت من عالم الورق إلى التلفزيون ومن ثم إلى
السينما. انتشرت شخصيات السنافر من المحيط إلى المحيط
منذ عام 1958 وحتى اللحظة. السنافر باتوا في كل مكان وبكل
اللغات، كدمى وكألعاب فيديو وكقصص وروايات. تهفو إليهم
قلوب الأطفال والكبار معاً.
تخيلوا المشهد فقط
لو وجد بيير محفظته في الوقت المناسب لربما أصبح مساعد
طبيب أسنان مغمور. سيموت ولن يعلم عن موته أحد، لكن
عندما مات في عام 1992اتشحت الصحف البلجيكية بالسواد
كأنها في مأتم. تعاملت مع وفاته كما تتعامل مع رحيل الزعماء
والقياديين الأفذاذ.
إن ما حدث لبيير مع وظيفة طبيب الأسنان قد يحدث مع أي منا
دون أن ندري، فقد نخسر وظيفة وفرصة نتطلع إليها ونحزن
، ولا نعلم أن الخير يكمن في تركها. لا يوجد أبلغ
من التصدي لهذا الحزن. نتألم كثيراً إذا أهدرنا فرصة غير
مدركين أن الغد أكثر إشراقاً، وإذا ضاعت فرصة فإن هناك
الكثير من الفرص المتاحة. إن من أكثر المقولات التي تزعجني
هي مقولة: "الفرصة لا تأتي مرتين".
إنها تأتي مرات عديدة ومديدة متى ما تحررنا من أحزاننا
ومخاوفنا، وخرجنا بشهية مفتوحة إلى العالم المليء بالفرص،
والمتسامح جداً مع المحاولات والتجارب.
أدبياتنا وثقافتنا للأسف هي مصدر للإحباط وذخيرة للتشاؤم.
لوكانت
الفرصة لا تأتي مرتين، لما أحرز لاعب برشلونة، ليونيل
ميسي، أكثر من 200 هدف،
ولما نال الممثل الأميركي جاك .....لسون 3 جوائز أوسكار.
لا تأسفوا على الفرص المهدرة،
وإنما تأسفوا على حزنكم عليها، لأن الفرص لا تموت.
لكن الحزن هو المميت يخنق أرواحنا ويبلد مشاعرنا ويحرمنا
من المحاولة والتألق.
تحياتي
- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11993 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
رد: سحر الفرص الضائعة..؟
الجمعة 23 نوفمبر - 18:32
رائعة اخي دائما متألق ومتميز
الأوراقْ التي تسقط من الشجره لا تعود اليها .. لكن تنمو اوراق اجمل وافضل عليها .. هكذا بعض الناس في حياتنا .. فتحياتي لكل من سقطو ولم بموتوا.
لأن الفرص لا تموت.
الأوراقْ التي تسقط من الشجره لا تعود اليها .. لكن تنمو اوراق اجمل وافضل عليها .. هكذا بعض الناس في حياتنا .. فتحياتي لكل من سقطو ولم بموتوا.
لأن الفرص لا تموت.
- محمد منال ملاك
- الجنس :
عدد المساهمات : 93 نقاط التميز : 4759 تاريخ التسجيل : 22/02/2012 العمر : 47
رد: سحر الفرص الضائعة..؟
الإثنين 26 نوفمبر - 11:38
شكرا اخي الكريم على الموضوع
في الحياة اشياء ربما نندم على تضيعها كصديق ومع الايام تكتشف العكس
في الحياة اشياء ربما نندم على تضيعها كصديق ومع الايام تكتشف العكس
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى