- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11973 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
الفرص التي ضيعها الإسلاميون في الجزائر..
الإثنين 17 ديسمبر - 18:31
الفرص التي ضيعها الإسلاميون في الجزائر ..
تحدثت في المداخلات الثلاث السابقة عن الفرصة التاريخية الكبرى التي ضيعها قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ سنة 1991، وعن فرصة إعادة الانتشار والاستعداد للمستقبل التي ضيعناها في حركة مجتمع السلم سنة 1997، وعن ضياع السانحة التي أوتيت لعبد الله جبالله سنة 2002.
وثمة فرصة أخرى أتيحت لحركة مجتمع السلم للخروج من شراك الشراكة مع نظام الحكم الذي أوقعها فيه إرادتها الصادقة للمساهمة في تحقيق الاستقرار للوطن الذي لا ينجح العمل الإسلامي إلا في ظله ولإبقاء فرصة العمل والاستعداد للمستقبل، وكانت الحركة كثيرا ما تبرر سياستها تلك بحجةِ شرعية قويةِ، وهي صلح الحديبية الذي أبرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المشركين والذي تنازل بموجبه عن قضايا ظهرت لكبار الصحابة أنها مبدئية فلم يستسيغوا قرار رسول الله وكادوا يعصونه كما هو معلوم، فقد قبل محو كلمة رسول الله من العقد، بل وأن يسَلِّم لهم من يأتيه من أهل مكة مسلما! مقابل أن تتوقف المواجهة لعشر سنوات ويأمن الناس كما جاء في سيرة ابن هشام.
أراد الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله أن يترشح للانتخابات الرئاسية سنة 1999 وأخذ تأشيرة ذلك من مجلس الشورى الوطني ورفض العرض الذي قدم له من بوتفليقة ليتحالف معه.
فقام نظام الحكم بإخراج ورقة كان قد أعدها له في دستور سنة 1996 الذي وُضعت فيه مادة تخصه هو بالذات تنص على عدم السماح للترشح لمن لا يملك شهادة المشاركة في الثورة التحريرية، ورغم الشهادات القوية التي قدمها قادة الولاية الرابعة منهم الرائد بورقعة وعلى رأسهم يوسف الخطيب المعروف بالعقيد سي حسان قائد الولاية الرابعة أثناء الثورة التحريرية رفضت لجنة منح الشهادات في وزارة المجاهدين الاجتماع لمنحه البطاقة بإيعاز ممن وضعوا المادة الدستورية حينما علموا في انتخابات 1995 بأنه لا مجال لمنافسة الشيخ محفوظ انتخابيا.
بعد أن منع نظام الحكم الشيخ محفوظ من الترشح حرصوا على ضمه إليهم فوفروا له مخرجا لحفظ ماء الوجه حيث زاره بوتفليقة شخصيا إلى المقر وهيئوا له ائتلافا مكتوبا مع حزبي الجبهة والتجمع وضموا له حزبا إسلاميا آخر هو حركة النهضة. كانت هذه الحادثة هي الضربة القاصمة التي زعزعت الشيخ محفوظ وغيرت ملامح كثيرة في شخصيته فغاب شيء كثير من طبيعته المرحة وقدرته على التحمل ولم يعد يحضر كثيرا في إدارة شؤون حركته ولم يصبح متحفظا في نقده لنظام الحكم حيث أصبح يتهمهم في لقاءات خاصة بأشياء خطيرة جدا وبعدها مباشرة أصيب بالمرض الذي توفاه الله به.
كل المؤشرات كانت تبين بأن الشيخ محفوظ نحناح كان في حالة إرباك شديدة وقد صرح في مجلس الشورى الوطني في الطابق الأسفل في مقر الحركة بعد اضطراره للعودة لمساندة بوتفليقة وهو يبكي بأنه هو المسؤول عن هذا الاضطراب الذي وقع للحركة. وأتصور أن الخطأ لم يتعلق فقط بعدم التحالف مع بوتفليقة منذ البداية باعتبار أن بوتفليقة جاء في بداية أمره ضعيفا في خصومة واضحة مع قيادات المؤسسة العسكرية وكان يريد تحالفات مع الأحزاب من أجل تمدين العمل السياسي، وكان يمكن أن يكون التحالف معه عن قوة فرصة للحركة لتأخذ موقعا حقيقيا في الحكم كما وعدها بوتفليقة نفسه في جلسة حضرتها بنفسي فيتيح لها ذلك ضمان الحريات والديمقراطية على الأقل التي هي في صالح البلد قبل كل شيء وفي صالح الحركة الإسلامية، ورغم حسن ظني بالشيح محفوظ الذي فضل الاستقرار وعدم الدخول في مغامرة لم يعد لها العدة، ورغم علمي بأن فكره بخصوص علاقته بالحكم تغيرت كلية وأنه كان إنما يريد ربح الوقت لترتيب شؤونه وبدأ يُنَظِّر للمعارضة من خلال كتابه الذي سُرق وأخفي قبل أن يرى النور بعد وفاته تحت عنوان " الدولة وأنماط المعارضة"، رغم ذلك أرى بأن الخطأ الأكبر تعلق بالرجوع للتحالف مع بوتفيلقة عن ضعف حيث أصبح هذا الأخير ينظر للشيخ محفوظ انه جاءه مضطرا رغم المجاملات التي منحها له في مقر الحركة، وأن مجيئه جاء وفق ترتيبات قام بها غيره، علاوة أن مساندة بوتفليقة بعد إظهار الخصومة الشديدة وإظهار عيوبه بواسطة قصاصات كان الشيخ موحفوظ نفسه يسلمها لنا قبل رفض ترشحه، وبعد الإيذاء الشديد الذي سُلط على الشيخ محفوظ في سمعته وتاريخه. كان بإمكان مواصلة معارضتنا لبوتفليقة ودعم المعارضة القوية التي ظهرت في مواجهته في الانتخابات الرئاسية من كل التيارات أن تحقق توازنا في القوة لا يسمح بالهيمنة التي منحت لبوتفلية الذي استطاع أن يجد التوازن مع قيادات المؤسسة العسكرية ضمن توزيع النفوذ والمصالح الذي نراه اليوم.
أذكر جيدا أن شعبيتنا صعدت إلى عنان السماء بعد قرار منع الشيخ محفوظ من الترشح خصوصا بعد المعالجة الإعلامية الجيدة التي ظهرنا بها في الدفاع عن أنفسنا. ولو انطلقنا في مشروع سياسي جديد من تلك اللحظة لكانت الحركة الإسلامية اليوم في أحسن أحوالها، ولكن عكس ذلك وقع، استقالات واسعة عن العمل غير معلنة ظهرت في صف الحركة وانصراف أعداد كبيرة من الجماهير عنا ظهرت في انتخابات 2002 التي تقدم فيها جبالله. ولم يصبح ممكنا تعليل ذلك بإيثار الاستقرار لأن الجزائر لم تصبح مهددة كما كانت، وأن الذي أصبح يهددها هو الاختلال العظيم في ميزان القوة لصالح نظام يمسك بكل السلط في يده مما ألغى سنة التدافع التي تمنع الفساد وتصلح الأرض كما جاء في قوله تعالى (( ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض))، ولم يصبح متاحا التعلل بصلح الحديبية لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ألغاه بعد عامين ( ثمان سنوات قبل نفاذه) لما غدر به المشركون، ونظام الحكم ( مع الفارق في قضية الإسلام والشرك بطبيعة الحال) غدر بكل عهوده مرات ومرات.
◄ للإطلاع على الجزء الأول من المقال :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
◄ للإطلاع على الجزء الثاني من المقال :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
◄ للإطلاع على الجزء الثالث من المقال :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
تحدثت في المداخلات الثلاث السابقة عن الفرصة التاريخية الكبرى التي ضيعها قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ سنة 1991، وعن فرصة إعادة الانتشار والاستعداد للمستقبل التي ضيعناها في حركة مجتمع السلم سنة 1997، وعن ضياع السانحة التي أوتيت لعبد الله جبالله سنة 2002.
وثمة فرصة أخرى أتيحت لحركة مجتمع السلم للخروج من شراك الشراكة مع نظام الحكم الذي أوقعها فيه إرادتها الصادقة للمساهمة في تحقيق الاستقرار للوطن الذي لا ينجح العمل الإسلامي إلا في ظله ولإبقاء فرصة العمل والاستعداد للمستقبل، وكانت الحركة كثيرا ما تبرر سياستها تلك بحجةِ شرعية قويةِ، وهي صلح الحديبية الذي أبرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المشركين والذي تنازل بموجبه عن قضايا ظهرت لكبار الصحابة أنها مبدئية فلم يستسيغوا قرار رسول الله وكادوا يعصونه كما هو معلوم، فقد قبل محو كلمة رسول الله من العقد، بل وأن يسَلِّم لهم من يأتيه من أهل مكة مسلما! مقابل أن تتوقف المواجهة لعشر سنوات ويأمن الناس كما جاء في سيرة ابن هشام.
أراد الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله أن يترشح للانتخابات الرئاسية سنة 1999 وأخذ تأشيرة ذلك من مجلس الشورى الوطني ورفض العرض الذي قدم له من بوتفليقة ليتحالف معه.
فقام نظام الحكم بإخراج ورقة كان قد أعدها له في دستور سنة 1996 الذي وُضعت فيه مادة تخصه هو بالذات تنص على عدم السماح للترشح لمن لا يملك شهادة المشاركة في الثورة التحريرية، ورغم الشهادات القوية التي قدمها قادة الولاية الرابعة منهم الرائد بورقعة وعلى رأسهم يوسف الخطيب المعروف بالعقيد سي حسان قائد الولاية الرابعة أثناء الثورة التحريرية رفضت لجنة منح الشهادات في وزارة المجاهدين الاجتماع لمنحه البطاقة بإيعاز ممن وضعوا المادة الدستورية حينما علموا في انتخابات 1995 بأنه لا مجال لمنافسة الشيخ محفوظ انتخابيا.
بعد أن منع نظام الحكم الشيخ محفوظ من الترشح حرصوا على ضمه إليهم فوفروا له مخرجا لحفظ ماء الوجه حيث زاره بوتفليقة شخصيا إلى المقر وهيئوا له ائتلافا مكتوبا مع حزبي الجبهة والتجمع وضموا له حزبا إسلاميا آخر هو حركة النهضة. كانت هذه الحادثة هي الضربة القاصمة التي زعزعت الشيخ محفوظ وغيرت ملامح كثيرة في شخصيته فغاب شيء كثير من طبيعته المرحة وقدرته على التحمل ولم يعد يحضر كثيرا في إدارة شؤون حركته ولم يصبح متحفظا في نقده لنظام الحكم حيث أصبح يتهمهم في لقاءات خاصة بأشياء خطيرة جدا وبعدها مباشرة أصيب بالمرض الذي توفاه الله به.
كل المؤشرات كانت تبين بأن الشيخ محفوظ نحناح كان في حالة إرباك شديدة وقد صرح في مجلس الشورى الوطني في الطابق الأسفل في مقر الحركة بعد اضطراره للعودة لمساندة بوتفليقة وهو يبكي بأنه هو المسؤول عن هذا الاضطراب الذي وقع للحركة. وأتصور أن الخطأ لم يتعلق فقط بعدم التحالف مع بوتفليقة منذ البداية باعتبار أن بوتفليقة جاء في بداية أمره ضعيفا في خصومة واضحة مع قيادات المؤسسة العسكرية وكان يريد تحالفات مع الأحزاب من أجل تمدين العمل السياسي، وكان يمكن أن يكون التحالف معه عن قوة فرصة للحركة لتأخذ موقعا حقيقيا في الحكم كما وعدها بوتفليقة نفسه في جلسة حضرتها بنفسي فيتيح لها ذلك ضمان الحريات والديمقراطية على الأقل التي هي في صالح البلد قبل كل شيء وفي صالح الحركة الإسلامية، ورغم حسن ظني بالشيح محفوظ الذي فضل الاستقرار وعدم الدخول في مغامرة لم يعد لها العدة، ورغم علمي بأن فكره بخصوص علاقته بالحكم تغيرت كلية وأنه كان إنما يريد ربح الوقت لترتيب شؤونه وبدأ يُنَظِّر للمعارضة من خلال كتابه الذي سُرق وأخفي قبل أن يرى النور بعد وفاته تحت عنوان " الدولة وأنماط المعارضة"، رغم ذلك أرى بأن الخطأ الأكبر تعلق بالرجوع للتحالف مع بوتفيلقة عن ضعف حيث أصبح هذا الأخير ينظر للشيخ محفوظ انه جاءه مضطرا رغم المجاملات التي منحها له في مقر الحركة، وأن مجيئه جاء وفق ترتيبات قام بها غيره، علاوة أن مساندة بوتفليقة بعد إظهار الخصومة الشديدة وإظهار عيوبه بواسطة قصاصات كان الشيخ موحفوظ نفسه يسلمها لنا قبل رفض ترشحه، وبعد الإيذاء الشديد الذي سُلط على الشيخ محفوظ في سمعته وتاريخه. كان بإمكان مواصلة معارضتنا لبوتفليقة ودعم المعارضة القوية التي ظهرت في مواجهته في الانتخابات الرئاسية من كل التيارات أن تحقق توازنا في القوة لا يسمح بالهيمنة التي منحت لبوتفلية الذي استطاع أن يجد التوازن مع قيادات المؤسسة العسكرية ضمن توزيع النفوذ والمصالح الذي نراه اليوم.
أذكر جيدا أن شعبيتنا صعدت إلى عنان السماء بعد قرار منع الشيخ محفوظ من الترشح خصوصا بعد المعالجة الإعلامية الجيدة التي ظهرنا بها في الدفاع عن أنفسنا. ولو انطلقنا في مشروع سياسي جديد من تلك اللحظة لكانت الحركة الإسلامية اليوم في أحسن أحوالها، ولكن عكس ذلك وقع، استقالات واسعة عن العمل غير معلنة ظهرت في صف الحركة وانصراف أعداد كبيرة من الجماهير عنا ظهرت في انتخابات 2002 التي تقدم فيها جبالله. ولم يصبح ممكنا تعليل ذلك بإيثار الاستقرار لأن الجزائر لم تصبح مهددة كما كانت، وأن الذي أصبح يهددها هو الاختلال العظيم في ميزان القوة لصالح نظام يمسك بكل السلط في يده مما ألغى سنة التدافع التي تمنع الفساد وتصلح الأرض كما جاء في قوله تعالى (( ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض))، ولم يصبح متاحا التعلل بصلح الحديبية لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ألغاه بعد عامين ( ثمان سنوات قبل نفاذه) لما غدر به المشركون، ونظام الحكم ( مع الفارق في قضية الإسلام والشرك بطبيعة الحال) غدر بكل عهوده مرات ومرات.
◄ للإطلاع على الجزء الأول من المقال :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
◄ للإطلاع على الجزء الثاني من المقال :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
◄ للإطلاع على الجزء الثالث من المقال :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى