- اديب اكرم
- الجنس :
عدد المساهمات : 44 نقاط التميز : 4461 تاريخ التسجيل : 19/09/2012 العمر : 39
هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية ؟
السبت 29 ديسمبر - 10:37
الحمد لله وحده، والصَّلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اعتاد كثير من أبناء المسلمين تقليدَ أهل الكفر المشركين في الاحتفال بيوم رأس السَّنة الميلادية، وكأنه عيد للمسلمين، بل يحتفلون به أكثر مما يحتفلون بعيدَي الإسلام، الفِطر والأضحى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وهذا الاحتفال فيه مُشابهة لأهل الكفر في الاحتفال بما يحتفلون به، وقد نُهينا عن مُشابهتهم والتشبُّه بهم فيما هو من خصائصهم؛ والأعياد من أخصِّ الشرائع.
وهذا الاحتفال فيه تشريع عيد لم يأذَن به الله؛ فالله شرَع لنا عيدين - الفِطر والأضحى- وأبْدَلنا بأعياد الجاهلية عِيدين، فكيف نشرع عيدًا زائدًا من عند أنفسنا؟!
والبعض يدَّعي أن الاحتفال برأس السنة احتفالٌ وليس عيدًا، والبعض يدَّعي أن الأعياد من قبيل العادات، والأصل في العادات الإباحة، والبعض يدَّعي أن الاحتفال برأس السنة وإن كان النصارى هم الذين سَنُّوه، فلم يعُد هذا العيد من خصائصهم، فلا بأس بالاحتِفال به؛ ولذلك أردتُ بهذه الكلمة التنبيه على حُرْمة مِثل هذا الاحتفال، والرد على مَن أجازَه، والله المستعان.
عيد رأس السنة من أعياد الكفار؛ فلا يجوز التشبُّه بهم أو مُشابهتهم في الاحتفال به:
رُغم أن عيد رأس السنة ليس مما شرَع الله لنا من الأعياد، فلا يجوز الاحتفال به؛ فعيد رأس السنة أيضًا من أعياد الكفار، فلا يجوز التشبُّه بهم أو مُشابهتهم في الاحتفال به؛ لورود النصوص الشرعية بذلك؛ فعن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خالِفوا المشركين؛ وفِّروا اللِّحى، وأحْفُوا الشوارب))[14]، ومخالَفة المشركين تَستلزِم عدم موافقتهم فيما هو من خصائصهم، وفيما هو من عاداتهم، وفيما هو من عباداتهم، وعيد رأس السنة الميلادية وسَنُّ أعياد لم يأذَن بها اللهُ من خصائص الكفار المشركين.
وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من تَشبَّه بقوم فهو منهم))[15]، والشرع قد أمَر بمخالفة المشركين، ونهى عن التشبُّه بهم ومشابهتهم؛ ليَظهر التباين بين المؤمنين والكافرين في الظاهر، كما هو حاصل في الباطن؛ فإن الموافقة والتشبُّه في الظاهر ربما تَجرُّ إلى محبَّتهم وتعظيمهم والشعور بأنه لا فَرْق بينهم وبين المؤمنين، وي..... المُتشبِّه إلى أن يتخلَّق بأخلاق مَن تَشبَّه به، وأن يعمل مِثل أعماله.
قال الذهبي: "فإذا كان للنصارى عيد، ولليهود عيد، مُختصين بذلك، فلا يُشارِكهم فيه مسلم، كما لا يُشارِكهم في شِرْعتهم ولا في قِبلتهم"[16].
والمشابهة للكفار أعمُّ من التشبُّه بهم؛ فالمشابهة تكون بقصدٍ وبغير قصد، والتشبُّه يكون بقصد، والنصوص الشرعية أتت بمُطلَق النهي عن موافقة المشركين، سواء بقصد أو غير قصْد، وأتت بالأمر بمخالفتهم، والأمر بالمخالَفة نهي عن التشبُّه بهم، ونَهيٌ عن مشابهتهم.
والتي ترتدي لبس الرجال فهي مُتشبِّهة بالرجال قصَدت أو لم تقصِد، والذي يرتدي لبس النساء فهو مُتشبِّه بالنساء قصَد أو لم يقصِد، والذي يصنع التماثيل لذوات الأرواح قد ضاهى خلْق الله قصد أولم يقصِد، والذي يَستغيث بالأموات فقد أشرَك قصد أو لم يقصِد، والذي يَبصُق على المصحف وهو يعلم أنه مصحف كفر قصد أو لم يقصد.
ولا يليق بالمسلم، ولا يجوز لمسلم تقليدُ الكافر، والتشبُّه به في عباداته وعاداته ولبْسه وأعياده، فالتقليد من شِيَم المغلوبين، والمغلوب غالبًا يُقلِّد الغالب، وكثير من النفوس تعتقِد الكمال فيمَن غلَبها فتُقلِّده؛ لأنها رأت أن من قلَّدته أفضلُ منها وأرفع منها قدرًا؛ لذلك تحاوِل أن تتشبَّه به، وأن المقلِّد شعَر بالنقص واحتقار نفسه أمام الكافر.
وإن قيل: إن كان النصارى هم الذين سَنُّوا عيد رأس السنة الميلادية فلمْ يَعد هذا العيد من خصائصهم، فالكل يحتفل به؛ لذا لا بأس بالاحتفال به، والجواب: هذا كذب؛ فليس كل الناس يحتفلون به، فهناك الكثير ممن يتمسَّك بالسنَّة، وهؤلاء لا يحتفلون بهذه الأعياد.
وعلينا بطريق الهدى، وإن قلَّ السالكون، وعلينا اجتناب طريق الردى وإن كَثُر الهالكون، وليست العِلَّة الوحيدة في عدم الاحتفال برأس السنة هي أنه من أعياد الكفار فقط، أو لمخالَفة المشركين فقط، بل هناك عِلل أخرى؛ مِثل: عدم إحداث شعيرة بغير دليل، وعدم جواز اجتماع عيدَي الإسلام مع أعياد أخرى، وعدم جواز الاحتفال بأعياد غير أعياد الإسلام، وعدم جواز تعظيم يوم من الأيام بغير دليل.
لا يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم حتى وإن هنَّؤونا بأعيادنا:
لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم؛ فهذا فيه مُوالاة لهم وإقرار لهم على ما هم عليه من الباطل، وتأييد لهم على ما هم عليه من الباطل، ويُعتبَر من جنس تهنئتهم على كفْرهم.
وإن هنَّأنا الكفارُ بأعيادنا فلا يجوز لنا أن نُهنِّئهم بأعيادهم؛ لوجود الفارق بين أعيادنا وأعيادهم، فأعيادنا حقٌّ من ديننا الحق، بخلاف أعيادهم الباطلة التي هي من دينهم الباطل، وعلى أقل تقدير فهي منسوخة بديننا، فإن هنَّؤونا على الحق، فلن نُهنِّئهم على الباطل.
ومعنى قوله - تعالى -: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8]، أن نبرَّهم فيما هو مشروع في ديننا؛ كعيادة مريضهم، وإعانة مُحتاجهم، وليس في الآية إذنٌ بمشاركتهم في باطِلهم أو تهنئتهم على كفْرهم.
الآثار المترتبة على الأعياد البِدعية:
كثُرتِ الأعياد في زماننا هذا حتى بلَغت العشرات، وما ننتهي من عيدٍ حتى ندخل في عيد، وكأن السَّنَة كلها أعياد، فضاعت لذَّة عيدَي الإسلام - الفطر والأضحى - وهذا شأن المعاصي؛ فالمعاصي تحبِس الطاعات، وتُفقِدنا لذَّة القُربات، وإحياء البدع يُميت السنن، وجزاء السيئة سيئة مِثلها.
ومن آثار هذه الأعياد البدعيَّة التشبُّه بالكفار فيما هو من خصائصهم، وتقليد الكفار فيما هو من خصائصهم، وفي هذا إشعار بذُلِّ المسلمين وإهانتهم وعِزَّة الكافرين، وهذا لا يُرضي الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - وفي موافقة الكفار تعزيزٌ لِما هم عليه، ووسيلة لافتخارهم وعُلوهم على المسلمين؛ حيث يرون المسلمين أتباعًا لهم، مقلِّدين لهم؛ ولهذا كان من المقرَّر عند أهل الخبرة في التاريخ أنَّ الأضعف دائمًا يقلِّد الأقوى، والمغلوب يُقلِّد الغالب.
ومن آثار كثرة هذه الأعياد البدعيَّة أنها تؤدي إلى كثرة العطل الرسمية، ولا تكاد تخرج من عطلة رسمية إلا وتقع في أخرى، وكثرة العطل الرسميَّة تُقلِّل الإنتاج.
ومن آثار كثرة الأعياد أنها تؤدي إلى إهدار الوقت وقِلة الإنتاج، واستغلال الوقت من عوامل النهضة ومن شروط التقدم.
انتَبِه يا مَن تحتفِل برأس السنة الميلادية:
يا من تحتفل برأس السنة، انتَبِه فعمرك في تَناقُص، وأجلك يقترِب، فبدلاً من أن تَقضي ما بقي من عمرك في الطاعة تَقضيه في معصية!
يا من تحتفل برأس السنة، كيف لك أن تحتفِل بقُرْب أجلك واقترِاب موتك ونقْص عمرك؟!
يا من تحتفل برأس السنة، قد عظَّمت ما لم يأمُر الشرع بتعظيمه، وابتدَعت ما لم يأذَن به الله، فتُبْ إلى الله قبل أن يأتيَك الموتُ بغتة.
يا من تحتفل برأس السنة، قد ضَاهيتَ شرْع ربك، وأحدَثتْ شعيرة استدرَكتَ بها على ربك وأنت لا تدري، فأَفِق قبل فوات الأوان.
يا مَن تحتفل برأس السنة، قد شَابَهتَ الكفار الضالين في أعيادهم، وقد أُمِرتَ بمخالفتهم، فاحذَر أن يُصيبَك فتنةٌ أو عذاب أليم.
يا من تحتفل برأس السنة قد أشعَرت الكفارَ بالولاء لهم لموافَقتِك لهم في أعيادهم، وأشعَرتَهم بالعِزة، والعزةُ لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين.
اللهم اهدِ شباب المسلمين.
اللهم رُدَّ المسلمين إلى دينك ردًّا جميلاً.
اللهم وحِّد صفَّنا.
اللهم وحِّد كلمتنا.
اللهم صل وسلم على نبينا محمد.
فقد اعتاد كثير من أبناء المسلمين تقليدَ أهل الكفر المشركين في الاحتفال بيوم رأس السَّنة الميلادية، وكأنه عيد للمسلمين، بل يحتفلون به أكثر مما يحتفلون بعيدَي الإسلام، الفِطر والأضحى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وهذا الاحتفال فيه مُشابهة لأهل الكفر في الاحتفال بما يحتفلون به، وقد نُهينا عن مُشابهتهم والتشبُّه بهم فيما هو من خصائصهم؛ والأعياد من أخصِّ الشرائع.
وهذا الاحتفال فيه تشريع عيد لم يأذَن به الله؛ فالله شرَع لنا عيدين - الفِطر والأضحى- وأبْدَلنا بأعياد الجاهلية عِيدين، فكيف نشرع عيدًا زائدًا من عند أنفسنا؟!
والبعض يدَّعي أن الاحتفال برأس السنة احتفالٌ وليس عيدًا، والبعض يدَّعي أن الأعياد من قبيل العادات، والأصل في العادات الإباحة، والبعض يدَّعي أن الاحتفال برأس السنة وإن كان النصارى هم الذين سَنُّوه، فلم يعُد هذا العيد من خصائصهم، فلا بأس بالاحتِفال به؛ ولذلك أردتُ بهذه الكلمة التنبيه على حُرْمة مِثل هذا الاحتفال، والرد على مَن أجازَه، والله المستعان.
عيد رأس السنة من أعياد الكفار؛ فلا يجوز التشبُّه بهم أو مُشابهتهم في الاحتفال به:
رُغم أن عيد رأس السنة ليس مما شرَع الله لنا من الأعياد، فلا يجوز الاحتفال به؛ فعيد رأس السنة أيضًا من أعياد الكفار، فلا يجوز التشبُّه بهم أو مُشابهتهم في الاحتفال به؛ لورود النصوص الشرعية بذلك؛ فعن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خالِفوا المشركين؛ وفِّروا اللِّحى، وأحْفُوا الشوارب))[14]، ومخالَفة المشركين تَستلزِم عدم موافقتهم فيما هو من خصائصهم، وفيما هو من عاداتهم، وفيما هو من عباداتهم، وعيد رأس السنة الميلادية وسَنُّ أعياد لم يأذَن بها اللهُ من خصائص الكفار المشركين.
وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من تَشبَّه بقوم فهو منهم))[15]، والشرع قد أمَر بمخالفة المشركين، ونهى عن التشبُّه بهم ومشابهتهم؛ ليَظهر التباين بين المؤمنين والكافرين في الظاهر، كما هو حاصل في الباطن؛ فإن الموافقة والتشبُّه في الظاهر ربما تَجرُّ إلى محبَّتهم وتعظيمهم والشعور بأنه لا فَرْق بينهم وبين المؤمنين، وي..... المُتشبِّه إلى أن يتخلَّق بأخلاق مَن تَشبَّه به، وأن يعمل مِثل أعماله.
قال الذهبي: "فإذا كان للنصارى عيد، ولليهود عيد، مُختصين بذلك، فلا يُشارِكهم فيه مسلم، كما لا يُشارِكهم في شِرْعتهم ولا في قِبلتهم"[16].
والمشابهة للكفار أعمُّ من التشبُّه بهم؛ فالمشابهة تكون بقصدٍ وبغير قصد، والتشبُّه يكون بقصد، والنصوص الشرعية أتت بمُطلَق النهي عن موافقة المشركين، سواء بقصد أو غير قصْد، وأتت بالأمر بمخالفتهم، والأمر بالمخالَفة نهي عن التشبُّه بهم، ونَهيٌ عن مشابهتهم.
والتي ترتدي لبس الرجال فهي مُتشبِّهة بالرجال قصَدت أو لم تقصِد، والذي يرتدي لبس النساء فهو مُتشبِّه بالنساء قصَد أو لم يقصِد، والذي يصنع التماثيل لذوات الأرواح قد ضاهى خلْق الله قصد أولم يقصِد، والذي يَستغيث بالأموات فقد أشرَك قصد أو لم يقصِد، والذي يَبصُق على المصحف وهو يعلم أنه مصحف كفر قصد أو لم يقصد.
ولا يليق بالمسلم، ولا يجوز لمسلم تقليدُ الكافر، والتشبُّه به في عباداته وعاداته ولبْسه وأعياده، فالتقليد من شِيَم المغلوبين، والمغلوب غالبًا يُقلِّد الغالب، وكثير من النفوس تعتقِد الكمال فيمَن غلَبها فتُقلِّده؛ لأنها رأت أن من قلَّدته أفضلُ منها وأرفع منها قدرًا؛ لذلك تحاوِل أن تتشبَّه به، وأن المقلِّد شعَر بالنقص واحتقار نفسه أمام الكافر.
وإن قيل: إن كان النصارى هم الذين سَنُّوا عيد رأس السنة الميلادية فلمْ يَعد هذا العيد من خصائصهم، فالكل يحتفل به؛ لذا لا بأس بالاحتفال به، والجواب: هذا كذب؛ فليس كل الناس يحتفلون به، فهناك الكثير ممن يتمسَّك بالسنَّة، وهؤلاء لا يحتفلون بهذه الأعياد.
وعلينا بطريق الهدى، وإن قلَّ السالكون، وعلينا اجتناب طريق الردى وإن كَثُر الهالكون، وليست العِلَّة الوحيدة في عدم الاحتفال برأس السنة هي أنه من أعياد الكفار فقط، أو لمخالَفة المشركين فقط، بل هناك عِلل أخرى؛ مِثل: عدم إحداث شعيرة بغير دليل، وعدم جواز اجتماع عيدَي الإسلام مع أعياد أخرى، وعدم جواز الاحتفال بأعياد غير أعياد الإسلام، وعدم جواز تعظيم يوم من الأيام بغير دليل.
لا يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم حتى وإن هنَّؤونا بأعيادنا:
لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم؛ فهذا فيه مُوالاة لهم وإقرار لهم على ما هم عليه من الباطل، وتأييد لهم على ما هم عليه من الباطل، ويُعتبَر من جنس تهنئتهم على كفْرهم.
وإن هنَّأنا الكفارُ بأعيادنا فلا يجوز لنا أن نُهنِّئهم بأعيادهم؛ لوجود الفارق بين أعيادنا وأعيادهم، فأعيادنا حقٌّ من ديننا الحق، بخلاف أعيادهم الباطلة التي هي من دينهم الباطل، وعلى أقل تقدير فهي منسوخة بديننا، فإن هنَّؤونا على الحق، فلن نُهنِّئهم على الباطل.
ومعنى قوله - تعالى -: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8]، أن نبرَّهم فيما هو مشروع في ديننا؛ كعيادة مريضهم، وإعانة مُحتاجهم، وليس في الآية إذنٌ بمشاركتهم في باطِلهم أو تهنئتهم على كفْرهم.
الآثار المترتبة على الأعياد البِدعية:
كثُرتِ الأعياد في زماننا هذا حتى بلَغت العشرات، وما ننتهي من عيدٍ حتى ندخل في عيد، وكأن السَّنَة كلها أعياد، فضاعت لذَّة عيدَي الإسلام - الفطر والأضحى - وهذا شأن المعاصي؛ فالمعاصي تحبِس الطاعات، وتُفقِدنا لذَّة القُربات، وإحياء البدع يُميت السنن، وجزاء السيئة سيئة مِثلها.
ومن آثار هذه الأعياد البدعيَّة التشبُّه بالكفار فيما هو من خصائصهم، وتقليد الكفار فيما هو من خصائصهم، وفي هذا إشعار بذُلِّ المسلمين وإهانتهم وعِزَّة الكافرين، وهذا لا يُرضي الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - وفي موافقة الكفار تعزيزٌ لِما هم عليه، ووسيلة لافتخارهم وعُلوهم على المسلمين؛ حيث يرون المسلمين أتباعًا لهم، مقلِّدين لهم؛ ولهذا كان من المقرَّر عند أهل الخبرة في التاريخ أنَّ الأضعف دائمًا يقلِّد الأقوى، والمغلوب يُقلِّد الغالب.
ومن آثار كثرة هذه الأعياد البدعيَّة أنها تؤدي إلى كثرة العطل الرسمية، ولا تكاد تخرج من عطلة رسمية إلا وتقع في أخرى، وكثرة العطل الرسميَّة تُقلِّل الإنتاج.
ومن آثار كثرة الأعياد أنها تؤدي إلى إهدار الوقت وقِلة الإنتاج، واستغلال الوقت من عوامل النهضة ومن شروط التقدم.
انتَبِه يا مَن تحتفِل برأس السنة الميلادية:
يا من تحتفل برأس السنة، انتَبِه فعمرك في تَناقُص، وأجلك يقترِب، فبدلاً من أن تَقضي ما بقي من عمرك في الطاعة تَقضيه في معصية!
يا من تحتفل برأس السنة، كيف لك أن تحتفِل بقُرْب أجلك واقترِاب موتك ونقْص عمرك؟!
يا من تحتفل برأس السنة، قد عظَّمت ما لم يأمُر الشرع بتعظيمه، وابتدَعت ما لم يأذَن به الله، فتُبْ إلى الله قبل أن يأتيَك الموتُ بغتة.
يا من تحتفل برأس السنة، قد ضَاهيتَ شرْع ربك، وأحدَثتْ شعيرة استدرَكتَ بها على ربك وأنت لا تدري، فأَفِق قبل فوات الأوان.
يا مَن تحتفل برأس السنة، قد شَابَهتَ الكفار الضالين في أعيادهم، وقد أُمِرتَ بمخالفتهم، فاحذَر أن يُصيبَك فتنةٌ أو عذاب أليم.
يا من تحتفل برأس السنة قد أشعَرت الكفارَ بالولاء لهم لموافَقتِك لهم في أعيادهم، وأشعَرتَهم بالعِزة، والعزةُ لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين.
اللهم اهدِ شباب المسلمين.
اللهم رُدَّ المسلمين إلى دينك ردًّا جميلاً.
اللهم وحِّد صفَّنا.
اللهم وحِّد كلمتنا.
اللهم صل وسلم على نبينا محمد.
- rouza
- الجنس : عدد المساهمات : 163 نقاط التميز : 5867 تاريخ التسجيل : 06/07/2012
رد: هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية ؟
السبت 29 ديسمبر - 10:48
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى