- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11993 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
ارموا بالاحتفالات إلى الشارع يحتضنها الشعب !
الإثنين 31 ديسمبر - 19:36
ارموا بالاحتفالات إلى الشارع يحتضنها الشعب !!
العربي بن مهيدي شهيد الثورة الجزائرية العظيمة وأحد مفجريها رحمه الله قال ذات يوم "ارموا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"، سعيا منه لجعلها ثورة شعبية جماهيرية عارمة أكثر قوة وتأثيرا، فكان له ذلك، وفعلها مع رفقائه، فاحتضن الشعب ثورته وتبناها الصغير والكبير، والمرأة والرجل، المتعلم والجاهل، وشارك فيها سكان المدن والأرياف، وانتصر بعد ذلك الشعب كله..
الجملة الشهيرة التي قالها الشهيد بن مهيدي كان يمكن أن نقيس عليها اليوم بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال، ونرمي بالاحتفالات إلى الشارع ليحتضنها الشعب ويتبناها ويتجاوب معها ويشارك فيها، فيشعر بالانتماء والاعتزاز، وأنه معني بها مباشرة، خاصة أنه قيل لنا بأن الاحتفالات ستمتد طيلة السنة الجارية في كل ربوع الوطن عبر نشاطات وبرامج رصد لها أزيد من 700 مليون يورو وجندت لها كل الوزارات والادارات ..
الاحتفالات بعد مرور ستة أشهر عن الخامس من جويلية ليست جماهيرية ولا بالحجم الذي أعلن عنه، والشعب مغيب عنها ولا يشعر بها ولا يشارك فيها، لأنها بقيت حبيسة الصالونات والقاعات في مهرجانات وحفلات وفعاليات يتفرج عليها المنظمون فقط بعيدا عن التلاميذ والطلبة والعمال وفئات الشعب المختلفة، وبعيدا عن المساهمة الشعبية الواسعة في إحياء أمجاد شعب ضحى ولا يزال.
تلاميذ المدارس وطلاب المعاهد والجامعات والعمال في المصانع والفلاحين والرياضيين والبطالين والصغار والكبار والنساء والرجال كلهم خارج مجال التغطية، وغير معنيين بالاحتفالات والوقفات والذكريات، في وقت كان يمكن للمؤسسات والجمعيات التربوية والثقافية والاجتماعية والرياضية أن تكون طرفا أساسيا في الاحتفالات، وكان يمكن أن نلمس الأجواء في النفوس وبين الأسر، وفي الشوارع والأحياء والمدن والأرياف وحتى خارج الجزائر لدى جالياتنا في المهجر المقدر عددها بالملايين والتي لا نتذكرها إلا في الاستحقاقات الرئاسية والتشريعية.
التلفزيون الوطني العمومي والتلفزيونات الجزائرية الخاصة من جهتها كان يمكن لها أن تجعل من سنة الاحتفالية بأعظم ثورات القرن العشرين مناسبة لتوطيد العلاقة مع جماهيرها، والتصالح مع الشعب بكل فئاته عبر الوقوف عند كل الانجازات التي تحققت وإشراك الأفراد والأسر والمدارس والمعاهد والجامعات وكل المؤسسات الوطنية بموظفيها وإطاراتها، مرورا بالشوارع والأحياء والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، وبإشراك المبدعين في مجالات السينما والتلفزيون والثقافة والإعلام في إنجاز الأعمال الفنية والسينمائية لأجل الحفاظ على الذاكرة والتأسيس لثقافة التوثيق والاعتراف وتقدير التضحيات وتثمين الإنجازات وتشخيص الإخفاقات أيضا.
لم يحدث شيء من هذا القبيل مع انتهاء النصف الأول من سنة الاحتفالية في موعد كنا ننتظر منه الكثير، وكان يمكن أن يكون فرصة تاريخية نتصالح فيها مع الذاكرة الجماعية التي صنعها رفقاء بن مهيدي، ولكن أين الرجال من أمثال بن مهيدي ورفقائه؟ وأين حق الأجيال الصاعدة في معرفة تاريخها وتضحيات رجالاتها وانجازاتهم ؟ وأين الثورة والشهداء والمجاهدون من التاريخ وهي التي كان من المفروض أن تدرس في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، وتدون في كتب التاريخ الحديث، ويفتخر ويعتز ويقتدي بها الجيل الحالي، في وقت تفتخر وتعتز فيه بلدان وشعوب أخرى بثورات ضد أنظمتها دامت أياما واستشهد فيها المئات !!
ألا يوجد فينا أنصاف العربي بن مهيدي يفكرون ويقررون ويفعلون مثله فيرموا بالاحتفالات إلى الشارع ليحتضنها الشعب، ويرموا له خصال الرجال ومبادئهم وتضحياتهم لكي يستنيروا ويقتدوا بها، عوض أن نرمي لهم المخدرات والمسكنات وكل أنواع المفسدات ؟؟؟ رحمة الله عليك وعلى كل رفقائك يا سي العربي وسامح الله كل من لم يحافظ على الأمانة ...
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى