حرمة الشارع تنتهك في صمت ...

تعامل الناس في الشارع فيما بينهم، مدى التحضر ومدى أيضا الالتزام بمبادئ الإسلام خاصة وأن ديننا الحنيف قد دعا إلى ضرورة غض البصر والاستقامة في المشي وعدم التكلم والضحك بصوت عال، فالمطلوب إذا هو التمدن في سلوكاتنا قبل المطالبة بالتمدن في أطر المعيشة. يعد قاسما مشترك بين السكان بكل أطيافهم لقضاء الحوائج وصورة مصغرة على مدى تحضرها وتمدنها، التجول بالشارع يستدعي التحلي بأخلاقيات إنسانية بحتة يؤطرها الاحترام المتبادل.
وفي سياق متصل، أكد احد المارة في شوارع البيض، أن الشارع يعتبر المكان الذي يجتمع فيه الناس مستغربا تواجد بعض الشباب ممن يعتدون على النسوة، وأضاف المتحدث أن الشباب يمارسون تلك السلوكات كونهم ليس لديهم ما يقومون به مرجعا ذلك إلى مسألة تتعلق بالتربية والأخلاق والتي يجب أن يتحلى بها المرء منذ الصغر. فيما أكد آخر، ان المجتمع تفاقمت فيه مثل هذه السلوكات التي تعد من السلبيات الناتجة عن قلة النهي عن المنكر حيث أن المرء يرى المنكر أمامه ويتغاضى عنه. للشارع حرمته وديننا الحنيف الضارب بجذوره في أعماق لا شعورنا الجماعي يؤطر ويهيكل تعاملاتنا حيث ينبغي لنا جميعا الانصياع ضمن نسق الاحترام وأنسنة تعاملاتنا مع الجميع بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى وتعايشنا الايجابي مع البيئة والمحيط. وفي ذات الشأن، أكد احد المارة، ان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يؤكد على ضرورة إعطاء الشارع حقه من غض البصر، كف الأذى وإلقاء السلام بين الناس، مضيفا انه من المفروض ان تكون تقاليدنا مستوحاة من الإسلام، وتمنى المتحدث أن يجتمع المفكرون والإطارات حول هذه النقطة ويتحاورون حول هذه النقطة الخاصة بالشارع، فيما أكدت مواطنة على ضرورة الإحسان للمرأة مهما كانت صفتها سواء كانت أخت أم زوجة أم غريبة إذ لابد على المرء احترامها. ومن جهتهم، يركز المختصون في علم الاجتماع على ضرورة بناء علاقات تعاملية في الشارع تبدأ بإفشاء السلام وتنتهي بسلوكيات نمارسها بثقة وبصدق. وفي ذات الشأن، أفاد الأستاذ في علم الاجتماع، ربيع بلحاج، انه لابد من الرجوع الى الدين، العرف والمعاملات حيث أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يؤكد على أن الدين معاملة تخص الكبار والصغار معا، حيث يكون فيه رابط بين كل هذه الفئات فيما بينهم في جميع الميادين سواء في الشارع، في المقهى او في وسائل النقل، مضيفا في هذا الجانب أن هناك ثلاثة أبواب وهي الثقة، الاحترام والتطبيق خصوصا هذا الأخير. للإشارة، فان إماطة الأذى عن الطريق وإفشاء السلام بين الناس، مساعدة المحتاجين وعدم التعدي على المحيط والاعتدال في المشي والالتزام بالرصيف هي حقوق على المسلم، كما حثنا رسولنا الكريم، فالتمدن في السلوك قبل المطالبة بتمدين اطر معيشتنا. الكثيرون تخلوا عن مبادئ ديننا الحنيف