- achwak
- الجنس :
عدد المساهمات : 4671 نقاط التميز : 11994 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 47
النهائي بين المولودية والاتحاد..
الخميس 25 أبريل - 19:32
تعيش شوارع العاصمة على وقع تحضيرات ماراطونية لمباراة ينتظرها الجميع توصف بالنارية بين فريقين عتيدين هما مولودية الجزائر، واتحاد العاصمة، وهي المباراة التي جعلت أزقة الأحياء والساحات العمومية والمقاهي بالعاصمة تعرف حركة غير اعتيادية من طرف الأنصار الذين شرعوا في التنافس على إظهار حبهم لفريقهم من خلال تعليق أضخم الرايات وتوزيع الأعلام على سكان الأحياء.
تنقلت عبر بعض الأحياء الشعبية لرصد الأجواء التي تعيشها قبيل أيام قليلة عن موعد العرس الكروي بين المولودية والاتحاد.
قصدنا حي سوسطارة في قلب باب الواد الذي كان هادئا على غير العادة، رغم اقتراب يوم المباراة الموعود. بعض المناصرين الذين كانوا بالمقهى المتواجد في شارع باب جديد المعروف بوفائه لفريق الاتحاد أرجعوا سبب الهدوء إلى تغير طبيعة ومزاج المناصرين مقارنة بما كان الأمر عليه في سنوات السبعينات والثمانينات، حيث أصبح أرباب العائلات يحجمون عن النزول إلى الشارع للاحتفال بالانتصار تفاديا لحدوث مشاكل وشجارات تنتهي في كثير من الأحيان بسيلان الدماء وقضاء أيام وليال في السجن، وهو ما أكده لنا العم حميد الذي تأسف على المستوى الذي نزل إليه بعض المناصرين الذين يعتبرون المنافسات الرياضية حلبة للصراع والتعارك.
انتعاش.. رغم كل شيء
أما بوعلام بلقاسمي أحد أكبر مناصري اتحاد العاصمة بحي سوسطارة فيؤكد أن العديد من أبناء الحي غيروا مكان إقامتهم، وهو ما جعل الأجواء تخف نوعا ما عما في السابق، وعرفت الفترة المسائية جوا مشحونا بالحماس والابتهاج بعد خروج الشباب إلى الشوارع للتحضير والاحتفال بعد تشكيل فرق وورشات خاصة لخياطة الأعلام الممجدة لمسار الفريقين وتلوينها.
وبشارع لوني أرزقي وجد بائعو الملابس الرياضية الفرصة المواتية من أجل إنعاش تجارتهم بحيث زينوا واجهات محلاتهم بمختلف الملابس الرياضية والأحذية والأساور والأعلام التي تمثل ألوان الفريقين، فكان الأخضر والأحمر والأسود والأبيض الألوان الطاغية على كافة البنايات والشوارع والأزقة المؤدية إلى باب الواد بالعاصمة والأحياء المحيطة لها.
.. حتى التجارة في أوجها
شباب باب الواد استغلوا الفرصة للتجارة وعرض كل ما يتعلق بالمنتجات الرياضية من ألبسة ورايات و''الفوفوزيلا'' التي باتت موضة جديدة في الملاعب الجزائرية بعد مونديال جنوب إفريقيا في .2010 البائع إسلام الذي بسط طاولته في مدخل الحي المعروف باسم ''جورجيو'' أو ''حومة القبور''، كما يحبون تسميتها، أكد لنا أن أسعار المنتجات الرياضية في المتناول، وأوضح أن الباعة حريصون على عرض لوني الفريقين بنفس السعر تفاديا لاتهامهم بالترويج لأحد الفريقين على حساب الآخر، ورغم ذلك يقول إن ألوان المولودية تعد الأكثر مبيعا، ويتراوح سعر اللباس الرياضي للفريقين بين 700 دج و3500 دج، حسب النوعية إذا ما كانت أصلية أو مقلدة، في حين يبلغ سعر الأقمصة من 1200 دج إلى 1600دج، أما الرايات فبلغ سعرها 500 دج.
من أجل الروح الرياضية
وبحي الإخوة عشاشي المعروف بولائه الكبير لفريق مولودية العاصمة التقينا الشباب وهم بصدد التحضير لتزيين واجهات العمارات بالأعلام الممجدة لفريقهم، وما لاحظناه بالمكان تواجد علم كبير يمثل ألوان اتحاد العاصمة، هذا الأمر شرحه لنا رفيق الذي أكد أن المناصرين حريصون على فرض الاحترام بين مناصري الفريقين وتعليق علم الاتحاد من طرف أنصار المولودية جاء حسبه تعبيرا عن الرغبة في إرساء روح رياضية خالصة أثناء المباراة وتعبيرا عن احترامهم لمناصري ولاعبي الفريق.
وفي ذات السياق أوضح العم فريد أن هذا التصرف نابع أيضا من منطلق التنوع الموجود في فئات المناصرين في الحي الواحد والبيت الواحد أيضا، مؤكدا أنه يناصر فريق مولودية العاصمة في حين تناصر زوجته وابنه فريق الاتحاد.
أكثر من نصف قرن من الوفاء
ويعرف شارع جورجيو حركة كثيفة من طرف المناصرين الذين احتلوا مساحات واسعة من الشارع، ناهيك عن سائقي السيارات الذين يطلقون العنان لأجهزة المذياع بسياراتهم والتي تصدح بآخر ما أنتج من أغان حماسية للفريقين.. الداخل للحي يراوده إحساس بأنه في عرس كبير بأحياء العاصمة، استوقفنا عمي رابح الذي يشجع مولودية العاصمة منذ 55 سنة، ليشير إلى الراية المخلدة لذكرى المناصر ''ويطو'' المعروف بجنونه بفريق ''الشناوة'' والذي كان صديقا حميما للحارس الدولي للعميد فوزي شاوشي، حيث توفي إثر مرض منذ أشهر.
أما العم حميد مناصر منذ 50 سنة للعميد، فتأسف لأن المناصرين اليوم أصبحوا غير قادرين على اصطحاب عائلاتهم إلى الملعب، بعد انتشار السب والكلام الفاحش والاعتداء في الملاعب، وقال إنه لم يزر الملعب منذ سنوات، حيث أصبح يفضل المكوث في المنزل لمتابعة المباريات مع زوجته وأولاده، بعد تحويل الملعب إلى مكان لتصفية الحسابات، ودعا الشباب إلى التعقل وانتهاج سلوك الجيل السابق في الملاعب من أجل منح صورة جيدة لمناصري الفريقين وصورة جيدة لمستوى كرة القدم في بلادنا.
ملاحقات أفراد الشرطة مزعجة
وبحي الساعات الثلاث المعروف بجمهوره الكروي العريض، صادفنا مجموعة هائلة من التجار والمناصرين المتربعين على مساحات واسعة منه، الوافدون لاقتناء ألوان فرقهم، أشار إلينا سيد علي أن تجارة الملابس الرياضية عرفت رواجا كبيرا مؤخرا، إلا أنه أبدى استياءه من ملاحقات أفراد الشرطة لهم بحجة أن وقت التحضير للمباراة مازال مبكرا، وخلال تواجدنا بالمكان داهمت دورية للشرطة الطاولات المنصوبة وأمرت أصحابها بجمع سلعهم وإبعادها عن أروقة الحي، حيث ردد أحد الأعوان ''ارفع السلع من هناك عندما يصل وقت المباراة ساهل''، وهو ما جعل العديد من الشباب من التجار والمناصرين يستنكرون الأمر ويؤكدون أنه سيفوت على المواطنين والأنصار بهجة التحضير للمباراة ويسرق فرحتهم.
''كتشاوة'' بالألوان
واصلنا جولتنا عبر الأحياء الشعبية إلى غاية سوق ''جامع اليهود'' مرورا بساحة الشهداء التي لم تقل فيها الأجواء حماسا مقارنة بباب الواد، ف''جامع كتشاوة'' المعروف بحيويته طيلة السنة أصبح مزينا بألوان الفريقين، وبطريقة هستيرية إن أمكن القول روى لنا سيد أحمد قصته مع حب الفريق التي بلغت به حتى الانفصال عن خطيبته السابقة التي كانت مناصرة وفية لاتحاد الحراش.
وقال محمد إن العائلة التي تناصر المولودية لم تتقبل في البداية فكرة خطبة فتاة من الحراش، وهو ما دفعه إلى تركها وخطبة فتاة أخرى مناصرة مولودية العاصمة، حيث قال: ''هكذا سأتفاهم معها وستفهم حبي للفريق، سأشتري لها أعلاما وقبعات لتشاهد المباراة''.
الفتيات كن حاضرات لشراء القبعات والأساور، حيث أكدن في حديثهن مع ''الخبر'' أنهن لن يفوتن فرصة الاحتفال مع العائلة بهذه المناسبة.
بوتفليقة مع المولودية أو الاتحاد؟
وكان سر نجاحات المولودية العاصمية المتتالية محل حديث العام والخاص بالشوارع، حيث أجمع البعض على أن الفريق يحظى برعاية خاصة من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في حين ذهب آخرون إلى تحليل طريقة لعب الفريق والحديث عن الفنيات التي يستعملها اللاعبون.
وفي شارع ''نلسون'' في باب الواد عبرنا بين طاولات البيع المعروضة على مساحات واسعة من الأرصفة والساحة العمومية التي تقابلها، أين صادفنا الثنائي سيد علي الذي يناصر الاتحاد وكمال الذي يناصر المولودية، شقيقان واضبا على حب فريقيهما بكل روح رياضية، حيث أكدا في حديثهما إلينا أنهما يحضران الأجواء بالمنزل للوالدة والوالد اللذين يناصران المولودية وأختهما التي تناصر الاتحاد لمشاهدة المباريات. وقال سيد علي إنه وشقيقه كمال حريصان على المحافظة على تقليد توارثته العائلة وذلك بأن يقوم مناصر الفريق الفائز منهما بإحضار قالب حلوى كبير للعائلة من أجل الاحتفال.
''الفيميجان'' حاضر في ''جامع اليهود''
رغم غياب ''الفيميجان'' والألعاب النارية بجميع أسواق باب الوادي، إلا أنها كانت حاضرة بسوق جامع اليهود، حيث يتهافت على اقتنائها المناصرون من كافة الأعمار، وتتراوح أسعار ''الفيميجان'' بين 1300دج و12000دج، وقد تحدث البائع ''فراقو'' عن أكثرها رواجا وأخطرها على مستعملها في نفس الوقت، وبين القادوس والبصلة والدروج التي تتراوح أثمانها بين 3000 و8000 دج، ويوجد البابور الذي يصل ثمنه إلى حد 12000دج، والتي يحضرها المناصرون للاحتفال بعد انتهاء المباراة.
يعرف نهائي كأس الجزائر لكرة القدم المقرر يوم أول ماي المقبل بملعب 5 جولية (الأولمبي)، بين الجارين العاصميين مولودية الجزائر واتحاد الجزائر معركة من نوع خاص، يخوضها أنصار الفريقين من خلال اللافتات المعلقة في مختلف احياء العاصمة.
معركة حامية الوطيس بين الأنصار
ولا تعيش أحياء باب الوادي و سوسطارة و القصبة، والأحياء العاصمية الأخرى سوى على وقع المباراة النهائية الخامسة التي ستجمع الفريقين، و هو موعد يعد له أنصار التشكيلتين العدة بشكل خاص، وفي انتظار اليوم الموعود يحاول كل طرف كسب المعركة “البسيكولوجية” على الطرف المنافس، لذا يخوض الطرفان معركة حامية الوطيس بواسطة اللافتات والرايات والشعارات الممجدة لفريقهم المفضل.
ألوان الفريقين تغطي كل الأماكن
وحتى على مستوى التواصل الاجتماعي، بلغت المعركة ذروتها بين أنصار الإخوة الأعداء، والتي أخذت أبعادا كبيرة مع اقتراب موعد الطبعة ال 49، ولا يمر يوم إلا ونشر الأنصار على صفحات “الفايس بوك”، صورا وأعلاما بألوان الفريقين، وهي طريقة تؤجج المنافسة قبل موعدها المحدد.
أموال طائلة تصرف على الحدث
ويبدو أن “هذه الطريقة” أتت بثمارها، بعد تزايد الرايات واللافتات بشكل مطرد، منذ نهاية الأسبوع المنصرم وعلى مستوى كل أحياء العاصمة بدون استثناء، وفي هذا السياق أطلق كل طرف العنان للإبداع من أجل تقديم منتوج “فريد من نوعه”، حتى ولو كلفه ذلك أموال طائلة.
أصحاب مصانع الخياطة أكبر الرابحين
هذه المعركة الحامية الوطيس، لم تخدم سوى مصالح أصحاب مصانع الخياطة والطباعة، الذين ارتفعت أرقام أعمالهم بدرجات، على غرار الباعة المتجولين الذين يعرضون أقمصة الفريقين بأثمان معقولة، كون البضاعة تبدو مغشوشة، والتي تثير دون شك سخط أصحاب العلامات الرسمية التي تمون الناديين.
لافتات صخمة تحمل ألوان الناديين
ومن بين الإبداعات التي لاحظناها في شوارع باب الوادي مثلا، اللافتات الضخمة التي تحمل سويا ألوان الناديين والتي علقت من بناية إلى أخرى، وهو ما استحسنه الجميع كونه يجسد العلاقات الحميمة، التي طالما جمعت أنصار المولودية والاتحاد.
نهائي يبشر بتنافس شديد في المدرجات
هذه الطريقة من شأنها أن تبشر بنهائي غني بالألوان على مدرجات ملعب 5 جويلية للصرح الأولمبي، وهي مباراة تعهد أصحاب المولودية و الاتحاد تنشيطها بأحسن طريقة، كانت وهو ما جعل الملاحظين يجمعون على أنها ستكون معركة أخرى في “المدرجات.”
فمولودية الجزائر التي فازت بالمقابلات النهائية الأربعة على الغريم الاتحاد، مصممة على المواصلة على هذا المنوال، بينما يريد أبناء سوسطارة “محو شبح المولودية”، مما فسح المجال واسعا لنقاش طويل لا ينتهي بين أنصار الطرفين، في الوقت الذي بدأ فيه العد التنازلي “للمعركة الحقيقية”.
تنقلت عبر بعض الأحياء الشعبية لرصد الأجواء التي تعيشها قبيل أيام قليلة عن موعد العرس الكروي بين المولودية والاتحاد.
قصدنا حي سوسطارة في قلب باب الواد الذي كان هادئا على غير العادة، رغم اقتراب يوم المباراة الموعود. بعض المناصرين الذين كانوا بالمقهى المتواجد في شارع باب جديد المعروف بوفائه لفريق الاتحاد أرجعوا سبب الهدوء إلى تغير طبيعة ومزاج المناصرين مقارنة بما كان الأمر عليه في سنوات السبعينات والثمانينات، حيث أصبح أرباب العائلات يحجمون عن النزول إلى الشارع للاحتفال بالانتصار تفاديا لحدوث مشاكل وشجارات تنتهي في كثير من الأحيان بسيلان الدماء وقضاء أيام وليال في السجن، وهو ما أكده لنا العم حميد الذي تأسف على المستوى الذي نزل إليه بعض المناصرين الذين يعتبرون المنافسات الرياضية حلبة للصراع والتعارك.
انتعاش.. رغم كل شيء
أما بوعلام بلقاسمي أحد أكبر مناصري اتحاد العاصمة بحي سوسطارة فيؤكد أن العديد من أبناء الحي غيروا مكان إقامتهم، وهو ما جعل الأجواء تخف نوعا ما عما في السابق، وعرفت الفترة المسائية جوا مشحونا بالحماس والابتهاج بعد خروج الشباب إلى الشوارع للتحضير والاحتفال بعد تشكيل فرق وورشات خاصة لخياطة الأعلام الممجدة لمسار الفريقين وتلوينها.
وبشارع لوني أرزقي وجد بائعو الملابس الرياضية الفرصة المواتية من أجل إنعاش تجارتهم بحيث زينوا واجهات محلاتهم بمختلف الملابس الرياضية والأحذية والأساور والأعلام التي تمثل ألوان الفريقين، فكان الأخضر والأحمر والأسود والأبيض الألوان الطاغية على كافة البنايات والشوارع والأزقة المؤدية إلى باب الواد بالعاصمة والأحياء المحيطة لها.
.. حتى التجارة في أوجها
شباب باب الواد استغلوا الفرصة للتجارة وعرض كل ما يتعلق بالمنتجات الرياضية من ألبسة ورايات و''الفوفوزيلا'' التي باتت موضة جديدة في الملاعب الجزائرية بعد مونديال جنوب إفريقيا في .2010 البائع إسلام الذي بسط طاولته في مدخل الحي المعروف باسم ''جورجيو'' أو ''حومة القبور''، كما يحبون تسميتها، أكد لنا أن أسعار المنتجات الرياضية في المتناول، وأوضح أن الباعة حريصون على عرض لوني الفريقين بنفس السعر تفاديا لاتهامهم بالترويج لأحد الفريقين على حساب الآخر، ورغم ذلك يقول إن ألوان المولودية تعد الأكثر مبيعا، ويتراوح سعر اللباس الرياضي للفريقين بين 700 دج و3500 دج، حسب النوعية إذا ما كانت أصلية أو مقلدة، في حين يبلغ سعر الأقمصة من 1200 دج إلى 1600دج، أما الرايات فبلغ سعرها 500 دج.
من أجل الروح الرياضية
وبحي الإخوة عشاشي المعروف بولائه الكبير لفريق مولودية العاصمة التقينا الشباب وهم بصدد التحضير لتزيين واجهات العمارات بالأعلام الممجدة لفريقهم، وما لاحظناه بالمكان تواجد علم كبير يمثل ألوان اتحاد العاصمة، هذا الأمر شرحه لنا رفيق الذي أكد أن المناصرين حريصون على فرض الاحترام بين مناصري الفريقين وتعليق علم الاتحاد من طرف أنصار المولودية جاء حسبه تعبيرا عن الرغبة في إرساء روح رياضية خالصة أثناء المباراة وتعبيرا عن احترامهم لمناصري ولاعبي الفريق.
وفي ذات السياق أوضح العم فريد أن هذا التصرف نابع أيضا من منطلق التنوع الموجود في فئات المناصرين في الحي الواحد والبيت الواحد أيضا، مؤكدا أنه يناصر فريق مولودية العاصمة في حين تناصر زوجته وابنه فريق الاتحاد.
أكثر من نصف قرن من الوفاء
ويعرف شارع جورجيو حركة كثيفة من طرف المناصرين الذين احتلوا مساحات واسعة من الشارع، ناهيك عن سائقي السيارات الذين يطلقون العنان لأجهزة المذياع بسياراتهم والتي تصدح بآخر ما أنتج من أغان حماسية للفريقين.. الداخل للحي يراوده إحساس بأنه في عرس كبير بأحياء العاصمة، استوقفنا عمي رابح الذي يشجع مولودية العاصمة منذ 55 سنة، ليشير إلى الراية المخلدة لذكرى المناصر ''ويطو'' المعروف بجنونه بفريق ''الشناوة'' والذي كان صديقا حميما للحارس الدولي للعميد فوزي شاوشي، حيث توفي إثر مرض منذ أشهر.
أما العم حميد مناصر منذ 50 سنة للعميد، فتأسف لأن المناصرين اليوم أصبحوا غير قادرين على اصطحاب عائلاتهم إلى الملعب، بعد انتشار السب والكلام الفاحش والاعتداء في الملاعب، وقال إنه لم يزر الملعب منذ سنوات، حيث أصبح يفضل المكوث في المنزل لمتابعة المباريات مع زوجته وأولاده، بعد تحويل الملعب إلى مكان لتصفية الحسابات، ودعا الشباب إلى التعقل وانتهاج سلوك الجيل السابق في الملاعب من أجل منح صورة جيدة لمناصري الفريقين وصورة جيدة لمستوى كرة القدم في بلادنا.
ملاحقات أفراد الشرطة مزعجة
وبحي الساعات الثلاث المعروف بجمهوره الكروي العريض، صادفنا مجموعة هائلة من التجار والمناصرين المتربعين على مساحات واسعة منه، الوافدون لاقتناء ألوان فرقهم، أشار إلينا سيد علي أن تجارة الملابس الرياضية عرفت رواجا كبيرا مؤخرا، إلا أنه أبدى استياءه من ملاحقات أفراد الشرطة لهم بحجة أن وقت التحضير للمباراة مازال مبكرا، وخلال تواجدنا بالمكان داهمت دورية للشرطة الطاولات المنصوبة وأمرت أصحابها بجمع سلعهم وإبعادها عن أروقة الحي، حيث ردد أحد الأعوان ''ارفع السلع من هناك عندما يصل وقت المباراة ساهل''، وهو ما جعل العديد من الشباب من التجار والمناصرين يستنكرون الأمر ويؤكدون أنه سيفوت على المواطنين والأنصار بهجة التحضير للمباراة ويسرق فرحتهم.
''كتشاوة'' بالألوان
واصلنا جولتنا عبر الأحياء الشعبية إلى غاية سوق ''جامع اليهود'' مرورا بساحة الشهداء التي لم تقل فيها الأجواء حماسا مقارنة بباب الواد، ف''جامع كتشاوة'' المعروف بحيويته طيلة السنة أصبح مزينا بألوان الفريقين، وبطريقة هستيرية إن أمكن القول روى لنا سيد أحمد قصته مع حب الفريق التي بلغت به حتى الانفصال عن خطيبته السابقة التي كانت مناصرة وفية لاتحاد الحراش.
وقال محمد إن العائلة التي تناصر المولودية لم تتقبل في البداية فكرة خطبة فتاة من الحراش، وهو ما دفعه إلى تركها وخطبة فتاة أخرى مناصرة مولودية العاصمة، حيث قال: ''هكذا سأتفاهم معها وستفهم حبي للفريق، سأشتري لها أعلاما وقبعات لتشاهد المباراة''.
الفتيات كن حاضرات لشراء القبعات والأساور، حيث أكدن في حديثهن مع ''الخبر'' أنهن لن يفوتن فرصة الاحتفال مع العائلة بهذه المناسبة.
بوتفليقة مع المولودية أو الاتحاد؟
وكان سر نجاحات المولودية العاصمية المتتالية محل حديث العام والخاص بالشوارع، حيث أجمع البعض على أن الفريق يحظى برعاية خاصة من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في حين ذهب آخرون إلى تحليل طريقة لعب الفريق والحديث عن الفنيات التي يستعملها اللاعبون.
وفي شارع ''نلسون'' في باب الواد عبرنا بين طاولات البيع المعروضة على مساحات واسعة من الأرصفة والساحة العمومية التي تقابلها، أين صادفنا الثنائي سيد علي الذي يناصر الاتحاد وكمال الذي يناصر المولودية، شقيقان واضبا على حب فريقيهما بكل روح رياضية، حيث أكدا في حديثهما إلينا أنهما يحضران الأجواء بالمنزل للوالدة والوالد اللذين يناصران المولودية وأختهما التي تناصر الاتحاد لمشاهدة المباريات. وقال سيد علي إنه وشقيقه كمال حريصان على المحافظة على تقليد توارثته العائلة وذلك بأن يقوم مناصر الفريق الفائز منهما بإحضار قالب حلوى كبير للعائلة من أجل الاحتفال.
''الفيميجان'' حاضر في ''جامع اليهود''
رغم غياب ''الفيميجان'' والألعاب النارية بجميع أسواق باب الوادي، إلا أنها كانت حاضرة بسوق جامع اليهود، حيث يتهافت على اقتنائها المناصرون من كافة الأعمار، وتتراوح أسعار ''الفيميجان'' بين 1300دج و12000دج، وقد تحدث البائع ''فراقو'' عن أكثرها رواجا وأخطرها على مستعملها في نفس الوقت، وبين القادوس والبصلة والدروج التي تتراوح أثمانها بين 3000 و8000 دج، ويوجد البابور الذي يصل ثمنه إلى حد 12000دج، والتي يحضرها المناصرون للاحتفال بعد انتهاء المباراة.
يعرف نهائي كأس الجزائر لكرة القدم المقرر يوم أول ماي المقبل بملعب 5 جولية (الأولمبي)، بين الجارين العاصميين مولودية الجزائر واتحاد الجزائر معركة من نوع خاص، يخوضها أنصار الفريقين من خلال اللافتات المعلقة في مختلف احياء العاصمة.
معركة حامية الوطيس بين الأنصار
ولا تعيش أحياء باب الوادي و سوسطارة و القصبة، والأحياء العاصمية الأخرى سوى على وقع المباراة النهائية الخامسة التي ستجمع الفريقين، و هو موعد يعد له أنصار التشكيلتين العدة بشكل خاص، وفي انتظار اليوم الموعود يحاول كل طرف كسب المعركة “البسيكولوجية” على الطرف المنافس، لذا يخوض الطرفان معركة حامية الوطيس بواسطة اللافتات والرايات والشعارات الممجدة لفريقهم المفضل.
ألوان الفريقين تغطي كل الأماكن
وحتى على مستوى التواصل الاجتماعي، بلغت المعركة ذروتها بين أنصار الإخوة الأعداء، والتي أخذت أبعادا كبيرة مع اقتراب موعد الطبعة ال 49، ولا يمر يوم إلا ونشر الأنصار على صفحات “الفايس بوك”، صورا وأعلاما بألوان الفريقين، وهي طريقة تؤجج المنافسة قبل موعدها المحدد.
أموال طائلة تصرف على الحدث
ويبدو أن “هذه الطريقة” أتت بثمارها، بعد تزايد الرايات واللافتات بشكل مطرد، منذ نهاية الأسبوع المنصرم وعلى مستوى كل أحياء العاصمة بدون استثناء، وفي هذا السياق أطلق كل طرف العنان للإبداع من أجل تقديم منتوج “فريد من نوعه”، حتى ولو كلفه ذلك أموال طائلة.
أصحاب مصانع الخياطة أكبر الرابحين
هذه المعركة الحامية الوطيس، لم تخدم سوى مصالح أصحاب مصانع الخياطة والطباعة، الذين ارتفعت أرقام أعمالهم بدرجات، على غرار الباعة المتجولين الذين يعرضون أقمصة الفريقين بأثمان معقولة، كون البضاعة تبدو مغشوشة، والتي تثير دون شك سخط أصحاب العلامات الرسمية التي تمون الناديين.
لافتات صخمة تحمل ألوان الناديين
ومن بين الإبداعات التي لاحظناها في شوارع باب الوادي مثلا، اللافتات الضخمة التي تحمل سويا ألوان الناديين والتي علقت من بناية إلى أخرى، وهو ما استحسنه الجميع كونه يجسد العلاقات الحميمة، التي طالما جمعت أنصار المولودية والاتحاد.
نهائي يبشر بتنافس شديد في المدرجات
هذه الطريقة من شأنها أن تبشر بنهائي غني بالألوان على مدرجات ملعب 5 جويلية للصرح الأولمبي، وهي مباراة تعهد أصحاب المولودية و الاتحاد تنشيطها بأحسن طريقة، كانت وهو ما جعل الملاحظين يجمعون على أنها ستكون معركة أخرى في “المدرجات.”
فمولودية الجزائر التي فازت بالمقابلات النهائية الأربعة على الغريم الاتحاد، مصممة على المواصلة على هذا المنوال، بينما يريد أبناء سوسطارة “محو شبح المولودية”، مما فسح المجال واسعا لنقاش طويل لا ينتهي بين أنصار الطرفين، في الوقت الذي بدأ فيه العد التنازلي “للمعركة الحقيقية”.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى