لولا هؤلاء...

لولا هؤلاء لما كُنّا حتى "كونتابلية عند الكولون " جملة نبّه إليها وزير الداخلية ،لإيقاظ وتنبيه ضمائرالجزائريين بمستعمر غاشم لم يكن ليخرج من ديارنا لولا بسالة وبراعة ورجولة ونزاهة الرعيل الأول من المجاهدين البررة ...
لقد توجه الطيب بلعيز بهذا التعليق خلال تنصيبه لوالي وهران الجديد زعلان عبد الغني ،ومن محاسن الصدف أن تزامن ذلك وعشية الاحتفال بغرة أول نوفمبر المجيدة ،التي تحظى بقدسية خاصة أقرّها كافة الأحرار في العالم من عظماء ومواطنين ومفكرين وقادة وثوار.
وهنا لستُ بصدد الاشادة بما قاله وزير الدولة ،بل لأشير أنه نبّهني إلى ضرورة الردّ على بعض المتهورين ،الذين حاولوا التشكيك في مصداقية المجاهدين والإساءة إلى قدسية أعظم ثورة شهدها التاريخ في القرن الماضي ،وإن كانوا شرذمة لا يبالي بها أحد ،إلاّ أنّ الواجب اتجاه الوطن والشهداء والمجاهدين يُحتِّم علينا أن نقول لهم إنّكم لاتُمثِّلون إلاّ أنفسكم ونواياكم ومستوياتكم ،وقبل أن تتحدّثواعن الثورة والثوار ،نظِّفوا ثيابكم من الدّنس وتوضئوا الوضوء الأكبر والأصغر
ونقول لهؤلاء : إن لم يكن لكم في عائلاتكم مجاهدا أو شهيدا،فاقرؤوا عن الثورة في كتابات الأعداء والأصدقاء من الغربيين قبل الأشقاء والعرب ،وجميع هؤلاء انبهروا بثورة لم يُغذّيها إلاّ رجال وُلِدوا من رحم حرائر الجزائر
نعم يا هذا وذاك،ويا هاته وتلك،لوبقي الكولون لَمَا كنتم ولا ما كُنتنّ حتّى "كونتابلية "أو "كونتابليات" عنده ..إذن فلتخرس ألسنتكم والتزموا الصمت وأركنوا بعيدا عن الوطنيين ، و الوطن لمن يُخلص له ويحبّه والثورة والثوار هما الوطن الجزائر..
والمصيبة الكبرى أن تأتي هذه التهكمات والتهجمات من بعض الذين أخلص لهم الوطن وأعطاهم مناصبا ورتبا لم يكونوا يحلمون بها يوما ،وما كانت ستصل إليهم لولا الرجال الذين ضحوا بالنفس والنفيس ليموتوا هم ونحيا نحن أعزّاء شامخين ..
إنّ ما بقي من الرّعيل الأوّل من المجاهدين الذين صنعوا أقدس ثورة في حياة البشرية لحدّ الآن ليستحقون كلّ العطاء والثناء ،وليس عيبا أو مستحيلا أن نطلب منهم المعونة والنصيحة حول كيفية حبّ الوطن والّذود عنه ،وإنّ أنفة المرء وكرامته في ما ذكرناه ،منها يستمدّ شخصيته ومبادئه ،وكل ما لايغرف من هذه القيم والخصال الحميدة والنبيلة ، أمرؤٌ عابثٌ ،هدفه التشويش والشوشرة ومخالفة رأي الإجماع ..
إنّ المُقدّسات من أسمى ما تُبنى عليه الأوطان،وهي رموز لا يطالها البهتان ،وكانت السبب ولا زالت في إثارة العزائم وإيقاظ الهمم منذ الأزل وثورتنا من المقدسات وحذاري ياهؤلاء..