"الجزائر البيضاء"

كانت الجزائر في عام 1962 مدينة جميلة يمكن العيش فيها بسهولة. كانت... تدعى من طرف الفرنسيين "الجزائر البيضاء" حيث أنها كانت أجمل مدينة بالنسبة لهم في ذلك الوقت.

في عام 2014، يبدو للناظر أن الجزائر مدينة قذرة حيث أن الناس ترمي في الشوارع ما ترمي، مدينة مكتظة بسبب الهجرة من الريف، مدينة تعاني من إزدحام دائم في حركة المرور حيث أن تلوث الهواء يؤثر سلبيا على صحة الملايين من الجزائريين المقيمين فيها. من آثار هذا الإكتضاض أيضاً عدم توفر مناصب شغل كافية للجميع، و انعدام الشعور بالأمن والأمان حيث أنه يمكن لأي شخص أن يتعرض لإعتداء في أي وقت (ليلا و نهارا) وهذا أمر مقلق للغاية.

إذا سمحنا للأمور ان تسير على هذا المسار، فماذا سيصبح وجه الجزائر بعد 10 أو 20 سنة ؟

جغرافيا مدينة الجزائر المكونة أساساً من تلال، لا تسمح لها أن تتطور بسهولة مثل ما هو الحال بالنسبة لواشنطن أو باريس. سحر مدينة الجزائر يمكن ان يتحول الى كابوس بالنسبة لسكانها وللجزائريين الذين يرغبون في قضاء عطلتهم أو مجرد الذهاب الى مطار هواري بومدين.

للمحافضة على جمال وسحر مدينة الجزائر، أقترح نقل مقر الإدارة العامة و الجهات الحكومية إلى ولاية الجلفة، 300 كم جنوب الجزائر العاصمة، وجعلها العاصمة الإدارية للبلاد. هكذا سيتم نقل مركز ثقل البلاد إلى منطقة الجنوب الأوسط الجزائري، وهي المنطقة التي طالما نسيناها.

تقع الجلفة في المرتفعات، وهي منطقة مهملة (مثل الكثير من المناطق الأخرى) من قبل الحكومات المختلفة منذ عام 1962.

ثروة منطقة الجلفة تتمثل في تربية الأغنام. على الرغم من ذلك فإن الجزائر تستورد اللحوم. لأننا نسينا أن الجزائر لن تتطور وتنمو إذا افتقدت الشيء الأساسي: الزراعة والاكتفاء الذاتي الغذائي. لهذا السبب أقترح أيضا في هذه المنطقة إنشاء صناعة حقيقية للأغذية التي تلبي احتياجات الجزائريين و تساهم في تخفيض نسبة الواردات والفساد.

باختيار الجلفة كعاصمة إدارية، آمل أن تصبح مناطق الوسط والجنوب (التي تعتبر مستقبل البلاد) أهم مراكز الجذب الإداري والسياسي والاقتصادي للبلد. أقترح في هذه المدينة ومنذ انتخابي، تنصيب وزير أول و خدمات حكومية ل 18 وزارات والخدمات المتعلقة بها، بالإضافة إلى مؤسسات إدارية عامة وصناعية وتجارية. إضافة إلى ذلك، سوف أتولى بصفتي رئيس الجمهورية، رئاسة مجلس الوزراء كل 15 يوما في الجلفة، لإرسال إشارة قوية وواضحة إلى الجزائر.

إن السياسة الحالية التي تركز جميع السلطات في الجزائر، قامت بخنق مدينة الجزائر و تفقير 75% من بقية المناطق الجزائرية التي تشعر أنها مهجورة ومهملة.

لتقليل كثافة مدينة الجزائر، أقترح الحفاظ على رئاسة الجمهورية وخدماتها، ومجلس الأمة، والمؤتمر الشعبي الوطني، وخمسة وزارات سيادية مثل وزارة الدفاع، وزارة الشؤون الخارجية، وزارة المالية، وزارة العدل، ووزارة الداخلية.

حان الوقت أن تكتشف الجزائر أن البنيات الأساسية (الطرق السريعة، والجامعات، والمستشفيات، الخ ..) ليست حكراً على الجزائر العاصمة والمناطق الشمالية فقط. المناطق الوسطى والجنوبية تستحق أيضاً أن تبنى وتتطور.

أقترح أيضا إنشاء "مدن بيئية جديدة" في المناطق الوسطى والجنوبية لاستيعاب الناس القادمين من الريف. وسوف تتكون هذه المدن من جميع الفئات الاجتماعية من أجل خلق بيئة مواتية لخلق ثروة ونوعية جيدة للحياة.

لكي يخص طوير الجزائر جميع المناطق، أقترح نقل مقر الإدارات الحكومية إلى حوالي 10 من المدن الكبرى (القائمة معرضة إلى تغييرات محتملة

كل الولايات وزارة الداخلية
المدية وزارة المجاهدين
تلمسان وزارة العدل
الجزائر العاصمة وزارة الجالية بالخارج :

- إلى تندوف: إدارة الشؤون الأفريقية.

- تمنراست: وزارة السياحة.

- وهران: وزارة الثقافة
عين الدفلى: وزارة التنمية.

- ورقلة: وزارة الطاقة والمناجم.
-البليدة:وزارة الاقتصاد
- بسكرة: وزارة الزراعة.

- قسنطينة: وزارة الشؤون الدينية.

- تيزي وزو: وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي.

في زمن التكنولوجيات الجديدة، العلاقة بين المواطنين والخدمات التي تقدمها الدولة يجب أن تلقى المزيد من الحداثة والقرب