منتديات العمارية
لبسم الله
salaùm
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائرفي منتدى العمارية هذه الرسالة تبين انك غير مسجل معنا الرجاء التسجيل للأستفادة منكم ..؟؟ وان كنت مسجل من قبل فالرجاء تسجيل الدخول
Basketball Basketball Basketball جزاك الله كل خير

مع التحية al@dfg وردة وردة وردة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات العمارية
لبسم الله
salaùm
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائرفي منتدى العمارية هذه الرسالة تبين انك غير مسجل معنا الرجاء التسجيل للأستفادة منكم ..؟؟ وان كنت مسجل من قبل فالرجاء تسجيل الدخول
Basketball Basketball Basketball جزاك الله كل خير

مع التحية al@dfg وردة وردة وردة


منتديات العمارية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
المدير العام ومؤسس المنتدى
المدير العام ومؤسس المنتدى
الجنس : ذكر الحمل
عدد المساهمات : 6011 نقاط التميز : 24740 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 36 الموقع : العمارية المدية الجزائر
http://omaria.mountada.biz

الحادي عشر : سحر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم Empty الحادي عشر : سحر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم

السبت 5 فبراير - 21:22
الحادي عشر : سحر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم

نقل ما روي عن أمير المؤمنين قال : سحر لبيد بن الأعصم اليهودي وأم عبد الله اليهودية رسول الله (ص) فعقدوا له في إحدى عشر عقدة … فأقام النبي (ص) لا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يبصر ولا يأتي النساء " .

نقول : العجب ممن يعترض على الشيعة بهذا الخبر مع أنه مذكور عندنا بأسناد واهية ، وعندهم في الصحيحين ، ولذا هو يقر بعد ورقة واحدة إن قصة سحر النبي (ص) صحيحة ، ووقعت لرسول الله (ص) حيث قال الكاتب :
" وأما ما رووه من وقوع السحر على رسول الله (ص) فإن السحر أولا رواه أهل السنة والشيعة وهو مرض من الأمراض وليس فيه مطعن على النبوة ، ثم إنه لم يؤثر في تبليغه الرسالة ، ولا صدق ما يقول (ص) "

فإذا كان الأمر صحيحا في نظرك كما قلت ، ووقع لرسول الله (ص) فلماذا ذكرته ضمن قائمتك في تعداد الروايات الشيعية التي تسيء إلى الأنبياء ؟! أهو لتكثير الأرقام فقط !!

ومن قال لك إن مجرد ذكر الخبر في بعض روايات الضعيفة عن الشيعة يعني قبولهم للأمر ؟! وهو ما سنوضحه فيما يلي .

- ج 2 ص 238 -

الخبر في مصادر الشيعة
وقصة خبر سحر النبي (ص) في مصادر الشيعة ذكرها العلامة المجلسي في (بحار الأنوار ) في عدة موارد منها ما في الجزء 63 باب تأثير السحر والعين .
فنقلها أولا عن تفسير فرات الكوفي عن عبدالرحمن بن محمد العلوي و محمد بن عمرو الخراز عن إبراهيم بن محمد بن ميمون عن عيسى بن محمد عن جده عن أمير المؤمنين (ع) قال : سحر لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبدالله اليهودية رسول الله (ص) ...
وعلق العلامة المجلسي على الرواية بقوله : " قد مر الكلام في تأثير السحر في الأنبياء والأئمة وأن المشهور عدمه " (1) .

ولكن السند في المطبوع من تفسير فرات هو التالي قال : " فرات بن إبراهيم الكوفي قال حدثنا محمد بن عبدالله بن عمرو الخراز قال حدثنا إبراهيم – يعني بن محمد بن ميمون – عن عيسى يعني ابن محمد عن أبيه عن جده " (2) .

ونقلها ثانية عن كتاب ( دعائم الإسلام ) للقاضي نعمان بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي (ع) (3) .

ونقلها ثالثا عن كتاب ( طب الأئمة ) عن محمد بن جعفر البرسي عن أحمد بن يحيى الأرمني عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبدالله (ع) قال أميرالمؤمنين (ع) : إن جبرئيل أتى النبي (ص) وقال : يا محمد ، قال : لبيك يا جبرئيل ، قال : إن فلانا اليهودي سحرك ... ... " (4) .


(1) بحار الأنوار ج63 ص 22 .
(2) تفسير فرات الكوفي ص 619 .
(3) بحار الأنوار ج63 ص 23 .
(4) المصدر السابق ، الصفحة نفسها .


- ج 2 ص 239 -

ورواه مرة أخرى عن المصدر السابق مرسلا قال : وعن أبي عبدالله الصادق (ع) أنه سئل عن المعوذتين ... (1) .
ونقل الخبر الأخير الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ) (2) ، والظاهر إن النقل عن نفس المصدر .

قيمة الروايات ومصادرها
الرواية الأولى نقلت عن تفسير فرات ، قال العلامة المجلسي عن الكتاب : " وتفسير فرات وإن لم يتعرض الأصحاب لمؤلفه بمدح ولا قدح ، لكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها مما يعطي الوثوق بمؤلفه وحسن الظن به " (3) .

وقال الشيخ التستري في ( القاموس ) : " طبع تفسيره في هذه الأعصار إلا أن الغريب عدم ذكر الكشي والشيخ في الرجال والفهرست والنجاشي له أصلا " (4) .

وقال محقق الطبعة الحديثة لتفسير فرات : " وربما كان من الناحية الفكرية والعقائدية زيديا أو كان متعاطفا معهم ومخالطا إياهم و متمايلا إليهم على الأقل كما يبدو واضحا لمن يلاحظ في الكتاب مشايخه وأسانيده وأحاديثه فهو أشبه ما يكون بكتب الزيدية ، وليس فيه نص على الائمة الاثنى عشر وإن كان مكثرا في الرواية عن الصادقين ... " (5) .

والسند كما علمت مضطرب بالإضافة إلي أن جلهم بل كلهم مجاهيل .


(1) بحار الأنوار ج63 ص 24 .
(2) مكارم الأخلاق ص 413 .
(3) بحار الأنوار ج2 ص 37 .
(4) قاموس الرجال ج8 ص376 . (5) تفسير فرات ، المقدمة ص 11 .


- ج 2 ص 240 -

وأما الرواية الثانية فهي منقولة من كتاب ( دعائم الإسلام ) للقاضي نعمان بن محمد .

قال السيد الخوئي في كتابه ( معجم رجال الحديث ) :
" وقال الشيخ صاحب الجواهر ( قدس الله نفسه ) في مسألة من فاتته صلوات متعددة بأن دعائم الإسلام مطعون فيه وفي صاحبه انتهى ، أقول أن كتاب ( دعائم الإسلام ) فيه من الفروع على خلاف مذهب الإمامية قد ذكر جملة منها في ذيل محاضراتنا في الفقه الجعفري ومع ذلك فقد بالغ شيخنا المحدث النوري ( قدس الله نفسه ) في اعتبار الرجل أنه كان من الإمامية الحقة فهو لم يثبت ، فالرجل مجهول الحال وعلى تقدير الثبوت فكتابه ( دعائم الإسلام ) غير معتبر لأن رواياته كلها مرسلة " (1) .

ومن الواضح أن الرواية مورد البحث مرسلة إذ يقول مؤلف الكتاب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ، فلا اعتبار لها أبدا .

وأما الروايتين الأخيرتين فهي عن كتاب ( طب الأئمة ) وقد ألحق بالأول نص رواية البخاري بصيغة ( ويروى ) .

وأما الكتاب نفسه فقد قال عنه العلامة المجلسي :
" وكتاب طب الأئمة من الكتب المشهورة لكنه ليس في درجة سائر الكتب لجهالة مؤلفه ، ولا يضر ذلك إذ قليل منه يتعلق بالأحكام الفرعية وفي الأدوية والأدعية لا نحتاج إلى الأسانيد القوية " (2) .


(1) معجم رجال الحديث ج19 ص 169 .
(2) بحار الأنوار ج2 ص30 .


- ج 2 ص 241 -

لكن الظاهر من الشيخ الطهراني وغيره نسبة الكتاب إلى ابنا بسطام قال في ( الذريعة ) : " من جمع الأخوين أبي عتاب والحسين ابني بسطام بن شابور الزيات " (1) .

عموما الرواية الثانية في الكتاب مرسلة لا سند لها إلى الإمام الصادق (ع) ، وأما الأولى فهي لا تدل إلا على إن لبيد سحر النبي (ص) ولم تصرح بأنه أفلح في التأثير ، بل هي أوضح في عدم تأثير السحر به (ص) بسبب إبلاغه بالأمر .

فضلا عن ذلك فالسند فيه جهالة محمد بن جعفر البرسي وكذا أحمد بن يحيى الأرمني ، وأما محمد بن سنان فقد قال عنه النجاشي : " وهو رجل ضعيف جدا لا يعول عليه ولا يلتفت إلى ما تفرد به " (2) .

وقال عنه الشيخ : " محمد بن سنان له كتب وقد طعن عليه وضعف ... وله كتاب النوادر وجميع ما رواه إلا كان فيها من تخليط أو غلو " (3) .

هذا حال الروايات ، وإليك فيما يلي رأي علماء الطائفة .
رأي علماء الشيعة في الأمر

قال الشيخ الطوسي في ( التبيان ) : " ولا يجوز أن يكون النبي (ص) سحر على ما رواه القصاص الجهال ، لأن من يوصف بأنه مسحور فقد خبل عقله ، وقد أنكر الله تعالى ذلك في قوله تعالى ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ) ، ولكن يجوز أن يكون بعض اليهود اجتهد في ذلك فلم يقدر عليه ، فأطلع الله نبيه على ما فعله حتى استخرج ما فعلوه من التمويه ، وكان دلالة على صدقه ومعجزة له " (4) .


(1) الذريعة ج15 ص139 .
(2) فهرست النجاشي ص 328 .
(3) فهرست الشيخ ص 143 .
(4) التبيان في تفسير القرآن ج10 ص 434 .


- ج 2 ص 242 -

نعم رد العلامة الطباطبائي في ( الميزان ) هذا الاستدلال بصورته المطلقة حينما قال : " وما استشكل بعضهم في مضمون الروايات أن النبي (ص) كان مصونا من تأثير السحر كيف ؟ وقد قال الله تعالى ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ) ، يدفعه أن مرادهم بالمسحور والمجنون بفساد العقل بالسحر ، وأما تأثره عن السحر بمرض يصيبه في بدنه ونحوه فلا دليل على مصونيبته منه " (1) .

فكلامه وإن كان صحيحا في نفسه ، ولكن المشكلة أن الروايات التي ذكرت سحر النبي محمد (ص) تحدثت عن أن السحر أثر في وعيه وإدراكه بحيث كان يتخيل له أنه يأتي المرأة ولم يكن قد أتاها ، فمضمون الروايات هو فساد العقل والإدراك بسبب السحر ، ولذا يجب ردها والاستدلال بالآية تام على ذلك .

ونقل الخبر المجلسي في الجزء 18 عن ( طب الأئمة ) ثم قال بعدها : " المشهور بين الإمامية عدم تأثير السحر في الأنبياء والأئمة (ع) وأولوا بعض الأخبار الواردة في ذلك وطرحوا بعضها .

وقال الطبرسي رحمه الله : روي أن لبيد بن أعصم اليهودي سحر رسول الله (ص) ثم دس ذلك في بئر لبني زريق ...
ورووا ذلك عن عائشة وابن عباس ، وهذا لا يجوز لأن من وصف بأنه مسحور فكأنه قد خبل عقله ، وقد أبى الله سبحانه ذلك في قوله ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا ).

ولكن يمكن أن يكون اليهودي أو بناته على ما يروى اجتهدوا في ذلك فلم يقدروا عليه واطلع الله نبيه (ص) على ما فعلوه حتى استخرج وكان ذلك دلالة على صدقه


(1) الميزان ج20 ص 393 .



- ج 2 ص 243 -

(ع) وكيف يجوز أن يكون المرض من فعلهم ، ولو قدروا على ذلك لقتلوه وقتلوا كثيرا من المؤمنين مع شدة عداوتهم لهم ... " (1) .

وقد ذكر المجلسي رأيه بشيء من التفصيل في الجزء 63 قال :
" وأما تأثير السحر في النبي والإمام صلوات الله عليهما فالظاهر عدم وقوعه وإن لم يقم برهان على امتناعه إذا لم ينته إلى حد يخل بغرض البعثة كالتخبط والتخليط فإنه إذا كان الله سبحانه أقدر الكفار لمصالح التكليف على حبس الأنبياء والأوصياء (ع) وضربهم وجرحهم وقتلهم بأشنع الوجوه فأي استحالة على أن يقدروا على فعل يؤثر فيهم همّا ومرضا ؟! لكن لما عرفت أن السحر يندفع بالعوذات والآيات والتوكل وهم عليهم السلام معادن جميع ذلك فتأثيره فيهم مستبعد ، والأخبار الواردة في ذلك أكثرها عامية أو ضعيفة ومعارضة بمثلها ، فيشكل التعويل عليها في إثبات مثل ذلك " (2) .

ثم نقل العلامة المجلسي رأي أبي جعفر الاسترابادي – يظهر من ابن حجر إنه من علماء الشافعية - في سحر اليهودي النبي (ص) حيث قال : " وهذه أخبار آحاد لا يعمل عليها في هذا المعنى ، وقد روي عن عائشة أنها قالت : سحر رسول الله (ص) في عمل فيه السحر ، وهذا معارض ذلك " (3) .

ونقل قول العلامة في ( المنتهى ) : " وقد روى الجمهور عن عائشة أن النبي (ص) سحر حتى يرى أنه يفعل الشيء ولا يفعله … رواه البخاري … وهذا القول عندي باطل والروايات ضعيفة خصوصا رواية عائشة لاستحالة تطرق السحر إلى الأنبياء عليهم السلام " (4) .


(1) بحار الأنوار ج 18 ص70 .
(2) المصدر السابق ج63 ص 41 .
(3) بحار الأنوار ج63 ص 28 .
(4) المصدر السابق ج63 ص 30 .


- ج 2 ص 244 -

ونقل في الجزء 38 ما رواه ابن شهراشوب في ( المناقب ) قال : " المفسرون في قوله تعالى ( وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ) أنه لما سحر النبي (ص) لبيد بن أعصم اليهودي ... ... إن صح هذا الخبر فليتأول وإلا فليطرح " (1) .
الاستدلال بما حدث لموسى (ع)

ويحاول البعض الاستدلال بقوله تعالى ( فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ) (2) ، بتقرير إن الآية تصرح بتأثر موسى بسحرهم .

فنقول إن الذي نمنعه ويمنعه علماؤنا هو التأثير العقلي على النبي بمعنى أن يتخيل أمور لم يفعلها ، وأما أن عينه كعين غيره من الناس تتأثر بقوانين الطبيعة ، فيتخيل إليه إن العصا التي في الماء مكسورة كما يتخيل لنا ، فهذا أمر لا نمنع وقوعه للنبي ، ولكن النبي لوعيه يلتفت إلى أنها صحيحة غير مكسور ، وإن الكسر مجرد تخيل ، لا أن يعتقد أنها مكسور حقيقة كما نسبوا إلى رسول الله (ص) في أمر سحره ، ولم يكن ما فعله سحرة فرعون إلا بعض الألعاب الفيزيائية التي يتخيل معها الناظر أن الحبال والعصي تتحرك .

قال ابن كثير في تفسيره : " وذلك أنهم أودعوها من الزئبق ما كانت تتحرك بسببه وتضطرب وتميد بحيث يخيل للناظر أنها تسعى باختيارها ، وإنما كانت حيلة " (3) .

وقال الشيخ الطوسي في ( التبيان ) : " وإنما قيل يخيل لأنها لم تكن تسعى حقيقة وإنما تحركت لأنه قيل إنه كان جعل داخلها زئبق ، فلما حميت الشمس طلب الزئبق الصعود فتحركت العصي والحبال ، فظن موسى أنها تسعى " (4) .


(1) بحار الأنوار ج 38 ص 302- 303 .
(2) طه / 66 .
(3) تفسير ابن كثير ج3 ص166 .
(4) التبيان في تفسير القرآن ج7 ص186 .


- ج 2 ص 245 -

وقال ابن حجر في ( الفتح ) : " وقوله تعالى ( يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى )هذه الآية عمدة من زعم أن السحر إنما هو تخييل ، ولا حجة له بها لأن هذه وردت في قصة سحرة فرعون ، وكان سحرهم كذلك ، قال أبو بكر الرازي في ( الأحكام ) : أخبر الله تعالى أن الذي ظنه موسى من إنها تسعى لم يكن سعيا وإنما كان تخييلا وذلك إن عصيهم كانت مجوفة قد ملئت زئبقا ... " (1) .

الخبر في مصادر السنة
هذا عن سند الرواية في مصادر الشيعة ، وأما مصادرها عند أهل السنة : فقد نقلها البخاري في صحيحه ، كتاب بدء الخلق ، باب صفة إبليس وجنوده عن عائشة قالت : " سحر النبي (ص) حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله ، حتى كان ذات يوم دعا ودعا ، ثم قال : أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي ، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما للآخر : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب قال : ومن طبه ؟ قال لبيد بن الأعصم قال : فيما ذا ؟ قال : في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر ، قال : فأين هو؟ قال : في بئر ذروان ، فخرج إليها النبي (ص) ثم رجع ، فقال لعائشة حين رجع : نخلها كأنه رؤوس الشياطين ، فقلت : استخرجته ؟ فقال : لا أما أنا فقد شفاني الله ، وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرًا ، ثم دفنت البئر " (2) .
وروى الحديث مسلم في صحيحه (3) .

وقد اعترض على الخبر بعض متكلمين أهل السنة كما صرح بذلك ابن الجوزي في ( كشف المشكل ) قال : " وقد أنكر قوم من المتكلمين صحة هذا الحديث


(1) فتح الباري ج10 ص 225 .
(2) صحيح البخاري ج4ص 148 . (3) صحيح مسلم ج4 ص 1719 .


- ج 2 ص 246 -

وقالوا : لو جاز أن يؤثر السحر في رسول الله (ص) لم يؤمن أن يؤثر ذلك في الوحي إليه فيقع الضلالة والجواب : ... والأنبياء بشر يجري عليهم ما يجري على البشر إلا ما يتعلق بالوحي محفوظ وهم محفوظون فيه ... " (1) .

ونقل المازري الاعتراض ولكن عبر عنهم بالمبتدعة ، ذكر ذلك ابن حجر في ( الفتح ) قال : " قال المازري : أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها ، قالوا : وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثم ، وأنه يوحى إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء ، قال المازري : وهذا كله مردود لأن الدليل قد قام على صدق النبي (ص) فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ والمعجزات شاهدات بتصديقه فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل ، وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض ، فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين ...

وفي مرسل يحيى بن يعمر ثم عبد الرزاق سحر النبي (ص) عن عائشة : " حتى أنكر بصره " ، وعنده في مرسل سعيد بن المسيب " حتى كاد ينكر بصره " ، قال عياض : فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده ، قلت : ووقع في مرسل عبد الرحمن بن كعب عند ابن سعد فقالت أخت لبيد بن الأعصم : أن يكن نبيا فسيخبر وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله ، قلت : فوقع الشق الأول كما في هذا الحديث الصحيح ... وقال عياض : يحتمل أن يكون المراد بالتخيل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته


(1) كشف المشكل ج4 ص 342 .



- ج 2 ص 247 -

من الاقتدار على الوطء ، فإذا دنا من المرأة فتر عن ذلك كما هو شأن المع..... ويكون قوله في الرواية الأخرى " حتى كاد ينكر بصره " أي صار كالذي أنكر بصره بحيث أنه إذا رأى الشيء يخيل أنه صفته فإذا تأمله عرف حقيقته ، ويؤيد جميع ما تقدم أنه لم ينقل عنه في خبر من الأخبار أنه قال قولا فكان بخلاف ما أخبر به ، وقال المهلب : صون النبي (ص) من الشياطين لا يمنع إرادتهم كيده فقد مضى في الصحيح أن شيطانا أراد أن يفسد عليه صلاته فأمكنه الله منه فكذلك السحر ما ناله من ضرره ما يدخل نقصا على ما يتعلق بالتبليغ بل هو من جنس ما كان يناله من ضرر سائر الأمراض من ضعف عن الكلام أو عجز عن بعض الفعل أو حدوث تخيل لا يستمر بل يزول ويبطل الله كيد الشياطين واستدل ابن القصار على أن الذي أصابه كان من جنس المرض بقوله في آخر الحديث : أما أنا فقد شفاني الله ، وفي الاستدلال بذلك نظر لكن يؤيد المدعى أن في رواية عمرة عن عائشة عند البيهقي في الدلائل : فكان يدور ولا يدري ما وجعه ، وفي حديث ابن عباس عند ابن سعد مرض النبي (ص) وأخذ عن النساء والطعام والشراب فهبط عليه ملكان الحديث " (1) .

المهم تلاحظ إن محاولة المازري الاقرار بأن النبي يمكن أن يتعرض لتخييل عقلي في غير أمور الشرع لم تكن مقبولة لصعوبة الفصل بين الأمرين إذا أقر الإنسان بإنه يمكن أن يصاب النبي (ص) بالتخييل ، فهي إصابة في العقل ، ولذا حاول عياض وضع تبرير آخر للخبر يبعده عن تحقق تخيل أصلا وإنما هو مثل المرض الذي يصيب البدن من عدم القدرة على مجامعة النساء ، وهكذا وجه الأمر المهلب وابن القصار .

المهم المقدار الذي يمكن قبوله هو السحر الذي يصيب البدن دون أن يصيب عقل وإدراك النبي للأمور ، كما أيد ذلك السيد الطباطبائي ، وقد نقلنا قوله فيما سبق .


(1) فتح الباري ج10 ص 226- 227 .



- ج 2 ص 248 -

والمهم إن القول بأن هناك تخيل حدث لرسول هي إما روايات عائشة – شابها شيء من غيرة النساء - أو روايات مرسلة كما في مرسلة عمر بن الحكم أو عبدالرحمن بن كعب ، وأما الروايات الأخرى التي نقلت عن صحابة آخرين فهي خالية من هذا الأمر وتتحدث عن تعرض الرسول للسحر وتأذيه بذلك من دون أن تذكر تعرض إدراكه أو عقله لخلل .


الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى