الانفصال العاطفي من كتاب (حياة بلا إحباط)د.محمد السيد

قصه حب جعلت العالم كلة يبكي
دارت أحداث هذه القصه باليابان بين كل من شاب وفتاه يعشقان
بعضهما عشقاً رهيباً لم يكن له مثيل ولا شبيه ..
وكان العشيقان يعملان في معمل (ستديو) لتحميض الصور
كانا يعشقان بعضهما لحد الموت وكانا دائما يذهبان سوياً للحدائق العامه ويأخذون من هذه الحدائق ملجأ لهم من عناء تعب العمل المرهق في ذلك الاستديوا
وكانوا يعيشون الحب بأجمل صوره ..فلا يستطيع أحد أن يفرقهم عن بعضهم إلا النوم .. وكانوا دائما يلتقطون الصور الفوتوغرافيه لبعضهم حفاظا على ذكريات هذا الحب الجميل
وفي يوم من الايام ذهب الشاب الى الاستوديو لتحميض بعض الصور
وعندما انتهى من تحميض الصور وقبل خروجه من المحل رتب كل شيء
ووضعه في مكانه من أوراق ومواد كيميائيه خاصه بالتحميض لأن حبيبته لم تكن معه نظراً لارتباطها بموعد مع امها ..
وفي اليوم التالي أتت الفتاه لتمارس عملها في الاستوديو في الصباح
الباكر واخذت تقوم بتحميض الصور ولكن حبيبها في الامس اخطأ في
وضع الحمض الكيميائي فوق بمكان غير آمن ..وحدث مالم يكن
بالحسبان بينما كانت الفتاه تعمل رفعت رأسها لتاخذ بعض الحوامض
الكيميائيه وفجأه..وقع الحامض على عيونها وجبهتها وماحدث أن أتى
كل من في المحل مسرعين إليها وقد رأوها بحاله خطره وأسرعوا
بنقلها الى المستشفى وبلغوا صديقها بذلك عندما علم صديقها بذلك
عرف أن الحمض الكيميائي الذي انسكب عليها هو أشد الأحماض قوه
فعرف أنها سوف تفقد بصرها ... تعرفون ماذا فعل ؟؟!!
لقد تركها ومزق كل الصور التي تذكره بها وخرج من المحل .. ولا يعرف أصدقائه سر هذه المعامله القاسيه لها !! ذهب الأصدقاء الى الفتاه بالمستشفى للاطمئنان عليها فوجدوها بأحسن حال وعيونها لم يحدث بها شيء وجبهتها قد أجريت لها عملية تجميل وعادت كما كانت متميزتان بجمالها الساحر ..
خرجت الفتاه من المستشفى وذهبت الى المحل نظرت الى المحل والدموع تسكب من عيونها لما رأته من صديقها الغير مخلص الذي تركها وهي بأصعب حالاتها ..حاولت البحث عن صديقها ولكن لم تجده في منزله ولكن كانت تعرف مكان يرتاده صديقها دائما ..فقالت في نفسها سأذهب الى ذلك المكان عسى أن أجده هناك .. ذهبت الى هناك فوجدته جالسا على كرسي في حديقة مليئة بالأشجار.. أتته من الخلف وهو لايعلم وكانت تنظر إليه بحسره لأنه تركها وهي في محنتها ..وفي حينها أرادت الفتاه أن تتحدث إليه ..
فوقفت أمامه بالضبط وهي تبكي ..وكان العجيب في الأمر أن صديقها
لم يهتم لها ولم ينظر حتى إليها - أتعلمون لماذا ؟؟هل تصدقون ذلك - إن صديقها لم يراها لانه أعمى فقد اكتشفت الفتاه ذلك بعد ان نهض صديقها وهو متكئ على عصى يتخطا بها خوفا من الوقوع ....
أتعلمون لماذا ؟؟ أتذكرون عندما انسكب الحامض على عيون الفتاه صديقته ؟؟ أتذكرون عندما مزق الصور التي كانت تجمعهم مع بعضهم ؟؟
أتذكرون عندما خرج من المحل ولايعلم أحد أين ذهب ؟؟؟..لقد ذهب صديقها الى المستشفى وسأل الدكتور عن حالتها وقال له الدكتور أنها لن تستطيع النظر فانها ستصبح عمياء ...أتعلمون ماذا فعل الشاب؟! لقد تبرع لها بعيونه.!!
نعم ...لقد تبرع لها بعيونه وفضل أن يكون هو الأعمى على أن تكون صديقته هي العمياء لقد أجريت لهم عمليه جراحيه تم خلالها نقل عيونه لها ونجحت هذه العمليه ... وبعدها ابتعد صديقها عنها لكي تعيش حياتها مع شاب آخر يستطيع اسعادها فهو الآن ضرير لن ينفعها بشيء !!! فماذا حصل للفتاه عندما عرفت ذلك وقعت على الأرض وهي تراه أعمى وكانت الدموع تذرف من عيونها بلا انقطاع ومشى صديقها من أمامها وهو لا يعلم من هي الفتاة التي تبكي وذهب الشاب بطريق وذهبت الفتاة بطريق آخر ..
يا الهي !!!هل من الممكن أن يصل الحب لهذه الدرجه .
إن من أحب إنسان من السهل أن يضحي له حتي لو بأغلي شئ عنده حتي إذا كان هذا الشئ نور عينه وكذلك لا نشك في أي إنسان أخلي حبه منا إلا بعد أن نكون اكتشفنا سبب بعاده.
الإنفصال العاطفى
هي مسألة يعاني منها الكثير من الأحباب.. بل ومن الأزواج الذين تزوجوا عن عاطفة جياشة.. ومشاعر ملتهبة من الحب والغرام.
تظهر أولاً في توتر العلاقة بين الطرفين.. ومن ثم الى الفتور.. ويتضاعف الأمر حتى يصل الى بتر العلاقة بالكامل.
وهنا يبدأ الشعور بالإحباط.. لاسيما بعد الإدراك.
الإنفصال هو ذلك القناع الذي يوضع ليهذب معنى الكلمة التي تحمل أقسى المشاعر.. وليس هناك ألم يضاهي الشعور بالإحباط نتيجة الإنفصال عن الحبيب.
فهو شعور بانعدام الأمل ونقص الكفاءة.. وعدم تقبل الذات والندم.. والألم النفسي الشديد.
الإنفصال يعني أن ينتهي كل شيء من الطرف الآخر.. وتتخلى عن عادات كنتما تقومان بها..وهو شيء غالباً ما يسبب أثراً نفسياً قوياً على الطرفين.. ويبعث الإحباط في النفس..
منذ فترة أتاني شاب حديث الزواج يطلب المساعدة في مسألة أليمة في حياته العائلية الجديدة.
وهي باختصار الرغبة في الإنفصال عن زوجته ؟
وفوجئت عندما علمت أنه لم يمر على زواجه سوى شهر واحد وبالطبع سألته: لماذا تريد أن تتخذ هذا القرار؟
أجاب: بأن أفكاره عن الزواج كانت أفضل من ذلك.
قلت له: هل يمكن أن تبدي تصورك عن الأمر قبل الدخول فيه؟
أجاب: بأنه كان يتصور أن الحياة ستكون خالية من المسئوليات وأن الحياة الزوجية كانت في مخيلته سعادة لا حدود لها.
ومرت أيام وأسابيع.. ثم جاءني
وهو في حالة صعبة جداً.. وفي انهيار شديد
أدركت قبل أن يتحدث معي أنه انفصل عن زوجته التي لم يلبث معها سوى شهرين تقريباً.
سألته عن الأمر .. فأكد لي ذلك؟
قلت له ماذا تشعر الآن؟ قال الإحباط والوحدة وفقدان المعنى للحياة.
سألته هل كنت تحبها؟
أجاب: أننا عشنا قصة حب من 3 سنوات وحاربنا كل العقبات من الأهل في زواجنا..
سألته: هل كانت جميلة؟
أجاب: بأنها نادرة الجمال.
سألته: هل تتعامل معك بعنف أو غلظة؟
قال: لا هي أرق من ذلك بكثير
سألته: هل قصرت في واجب من واجباتها في الحياة الزوجية؟
قال: لا
إذاً: هي جميلة ورقيقة ومطيعة وودودة وهادئة الطباع
قال: نعم
قلت له قاصداً تعنيفه: أنا أحييك أنك طلقت هذه الزوجة لأن هناك ألف رجل يبحث عنها.
لم يتمالك نفسه من البكاء وقال لي ماذا أفعل؟
قلت له أنت وحدك من يستطيع أن يجيب على ذلك.
لكن دعني أقول لك.
إنك انفصلت عنها لأنك لم تقدر معنى الزواج ولم تقدر زوجة كهذه.. ولم تدرك قيمة الحب الذي كان بينكما، لكنك الآن أدركت تماماً.. وعانيت الإنفصال والإحباط وفقدان معنى الاسرة والشعور بالفراغ العاطفى
فقرر في الحال.. أن يمضي الى زوجته الحبيبة.. وأن يرجع إليها وقد فهم وأدرك النعمة التي كان فيها.
إنها قصة للإنفصال العاطفي. لم يقدر صاحبها المسئولية.
وكان يرسم في مخيلته أن الزواج عبارة عن ليلة زفاف جميلة وشهر عسل جميل.. وخلو المسئولية .
ولم يفهم:
إن أجمل شيء في الزواج هى المسئولية الجميلة التى يحملها أحدنا على كاهله تجاه زوجة مطيعة وأبناء سيملأون عليه أركان البيت ويكبرون ويترعرعون أمامه يوماً تلو الآخر وحينئذٍ يشعر بمعنى بناء الأسرة التى كم تعب في بنائها.
- كثيراً من حالات الإنفصال يكون السبب فيها عدم إدراك قيمة الطرف الآخر.
لكن سرعان ما يدرك صاحبها.. بعد الإنفصال وأحياناً بعد فوات الأوان.
فقد يدرك زوج قيمة زوجته المطلقة.. بعد أن تتزوج بآخر
وقد يدرك قيمة صديق.. حين يتعرف صديقه على صاحب آخر.
وقد يدرك قيمة خطيبته.. بعد أن ترتبط بشخص آخر.

وحالها لا ينفع الندم.. ولا يفيد البكاء.
كيف تتعامل مع الإنفصال العاطفي؟
يجب أن ندرك أنه حتى بعد الإنفصال هناك حياة جديدة تنتظرنا وهناك دائماً أمل وتفاؤل.
تأكد من أن الإنفصال أمر طبيعي يحدث لجميع الناس في أي وقت وفي أي مكان.. فدعه يأخذ مجراه الطبيعي دون أن تحاول إيذاء الطرف الآخر.. أو تجبره على البقاء في علاقة غير ناجحة بينكما.
إذا انفصل شخص عنا فهذا لا يعني أننا فاشلون أو أننا السبب في ذلك- بل يعني أن العلاقة بينكما هي التي لم تكن ناجحة وقد تكون ناجحة مع شخص آخر يتلاءم مع شخصيتنا ويتماشى مع طباعنا.
وتذكر: أن هناك الكثير من الشخصيات المشهورة في المجتمع مرت بتجارب مماثلة واستمرت في البحث عن طرفها الآخر المناسب فلا تتعامل مع الموقف على أنه مسألة شخصية.
إذا شعرت بالرغبة في البكاء.. فلا بأس لأن البكاء يغسل كل المشاعر السلبية ويخفف التوتر والضغط وهكذا ت..............ع غمامة العلاقة من أمامك وترى أشخاص أكثر ملاءمة لك.
الإنفصال يعني أن هناك حياة جديدة، ومرحلة غامضة مجهولة سيكون هناك أيام جميلة وأخرى سيئة، تمالك نفسك وكن قوياً في وجه التغيرات، فأنت إنسان تعيش واقع لا تعيش خيال.
بعد الإنفصال يمضي كل طرف في طريقه، فقد يتعرف شريكك السابق على شخص آخر ويقرر الإرتباط به، فلا تنزعج فهذا أمر طبيعي لأن الإنسان لا يمكنه العيش بمفرده، لذا ينبغي أن تتخلص من الذكريات السيئة وبكل شيء يذكرك بعلاقتك السابقة وابحث عن شريك جديد يلاءم شخصيتك ويتماشى مع قيمك.
لا تتعامل بحمق مع شريكك، فلا تهدد أو تؤذي لمجرد أنك تشعر بالغضب، ولا تقم بنشر أسرار شريكك السابق لتسئ إليه، أو تعيق مسيرته الجديدة.
واعلم أن التصرف بعدوانية وحقد سوف يسيئ إليك في النهاية ولن تنال منه سوى البعد الأكثر عن شريكك.
لا تشعر بالإحراج أنك لست مع الشريك في المناسبات التي كنتما تذهبان إليها سوياً .. وفقط.. استمتع بوقتك.. وحياتك
واترك الإحراج لأولئك الذين يعيشون علاقة فاشلة ولا يحاولن حل مشاكلهم.
لا أحد في هذه الحياة يستحق أن يعيش بألم ولا أنت أيضاً فلا تحول ألمك الى مأساة تنعكس على الأشخاص المحيطين بك، لأنك عندها سوف تبعد الناس عنك.. وقد يكون منهم شريك محتمل.
لا تعش على أمل كاذب بأنكما ستعودان لبعضكما، فالتغير صعب على الأشخاص الذين عاشوا تجربة فاشلة وقاسية، فلا تبني قصوراً من الرمال.
تحدث دائماً بخير عن شريكك السابق، فذلك يدل على حسن معاملتك للآخرين، وينم عن نقاء معدنك، وحسن خلقك حال الخصام.. والإنفصال.
تذكـــر
- إن العاطفة هي المعدة التي تمتلئ بالحب فتتغذى بها الروح.
فلا تكتب عليها أنها مقروحة فتشقى الروح بقرحتها ويضيق الصدر لذلك.
- إن أعظم عاطفة يمتلئ بها قلبك أن تحب الله بصدق وأن تشعر بقربة منك.. وأن تثق في اختياره وقضائه.
- أحبب حبيبك هونا ماً.. عسى أن يكون بغيضك يوماً ما
وابغض بغيضك هوناً ما.. عسى أن يكون حبيبك يوماً ما.
- لن تستطيع أن تغير العالم من حولك ولكنك تستطيع أن تغير من نفسك والتغيير ليس مستحيلا .
- إذا هجرك من تحب فكن صلبا وتماسك ... وهكذا مع كل من يبتعد عنك
- قل لهـــــم..
أنـك نسيتهـم .. وأدر لهـم ظهـر قلبـك , وأمـض ِفـي الطـريق المعاكـس لهـم فربما كان هناك .. فـي الجهة الأخرى.. أناس يستحقونك أكثـر منهـم
قل لهـــم ..
إن الأيـام لا تتكـرر.. وإن المـراحـل لا تعـاد .. وإنـك ذات يـوم .. خلفتهـم تمـامـاً كمـا خلفــوك فــي الـوراء وإن العـمـر لا يعـود الى الــوراء أبــداً
قل لهـــم ..
إنك لفظت آخر أحلامك بهـم.. حين لفظت قلوبهـم.. وإنك بكيت خلفهـم
كثيـراً حتـى اقتنعـت بمـوتهـم وإنـك لا تملـك قـدرة إعادتهم الى الحياة فــي قلبــك مــرة أخــرى بعــد أن إختــاروا الـمــوت فيــك .
قل لهـــم ..
إن رحـيلهــم جعلـك تعـيـد إكتشاف نفسـك.. وإكتشـاف الأشيـاء حولـك وانـك اكتشفــت أنهـم ليـسـوا آخـر المشـوار.. ولا آخـر الإحساس.. ولا آخـر الأحـلام.. وأن هنـاك أشيـاء أخــرى جـمـيلـة.. ومـثيـرة.. ورائعــة تـستـحــق عـشــق الـحـيــاة وإسـتـمــراريـتــهــا .

قل لهــــــم..
إنـك أعـدت طـلاء نفـسـك بعـدهـم.. وأزلـت آثـار بصمـاتـهـم مـن جـدران أعماقـك.. وأقتلعـت كـل خناجـرهم من ظهرك وأعدت ولادتك مـن جديـد وحرصت على تنقية المساحات الملوثة منهـم بك ، وإن مساحتك النقيـة مـــا عـــادت تـتـســع لـهـــم .
قل لهـــم ..
إنك أغلقت كـل محطات الإنتظار خلفهـم.. فلـم تعـد ترتـدي رداء الشـوق وتقـف فـوق محطـات عودتهـم.. تترقـب القـادميـن.. وتدقـق في وجـوه المسافريـن.. وتبحث في الزحام عـن ظلالهـم وعطـرهـم وأثـرهـم عـل صـدفــة جـمـيـلــة تـأتــي بـهــم إلـيــك .

قل لهـــم ..
ان صـلاحيتهـم انتهت.. وأن النبض في قلبك ليس بنبضهم.. وأن المكان فـي ذاكرتك ليس بمكانهم.. ولم يتبق لهم بك سوى الأمـس.. بكل ألم وأســى وذكـــرى الأمـــس.
قل لهــــم ..
أنـك نزفتهـم في لحظـات ألمـك كدمـك.. وإنـك أجهضتهـم فـي لحظـات غيابهـم كجنيـن ميـت بداخلـك.. وإنـك أطلقـت سراحهـم منـك كـالطيـور وأغلقـت الأبـواب دونـهـم وعـاهـدت نفسـك ألا تفـتـح أبـوابـك إلا لأولئـك الــذيــن يسـتـحـقـــون.

وللحديث بقية للدكتور محمد السيد
كاتب ومحاضر في التنمية البشرية