صحتك مرآة لمستواك الثقافي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المتوسط اونلاين - يتعجب البعض من تجنب الأطباء لتعاطي الأدوية أو الحد من استعمالها وهم الذين ما فتئوا يكتبون الوصفات. في الحقيقة يعود ذلك لوعيهم بمخاطر هذه الأدوية وخصوصا بأعراضها الجانبية. لو توسعنا في المسألة أكثر لقلنا أن هناك علاقة مباشرة بين المستوى الثقافي المتدني وتدهور الحالة الصحية.

قام الأستاذ دافيد وليامس، من مدرسة الصحة العامة في هارفرد والمسؤول في لجنة «صندوق جونسون من أجل أميركا أكثر صحة» بدراسة أكدت له هذه الحقيقة إذ تبين أن البالغين الذين لديهم مستوى تعليمي عال وحتى وإن لم يحصلوا على وظائف جيدة تناسب مستواهم التعليمي فإنهم بالمقابل يتمتعون بصحة جيدة أكثر من نظرائهم الذين لم ينالوا قسطاً كافياً من التعليم ولنقل من الثقافة.

فأصحاب المستويات التعليمية العالية لا يتمتعون بصحة جيدة فحسب بل لهم قدرة فائقة على مواجهة الضغوطات النفسية التي تواجههم في حياتهم اليومية وهذا مقرنة مع نظرائهم الأقل تعليماً.

فغالبيتهم إما ينخرطون في نواد رياضية أو جمعيات تحد من وطأة الصعوبات والضغوطات النفسية. يشاطره في هذا الرأي إريك أنغنر، أستاذ الفلسفة والاقتصاد في جامعة ألاباما في بيرمنغهام الذي أعد دراسة حول العلاقة بين التعليم والسعادة.

فلقد صرّح بما يلي :"إذا كنت متعلماً فإنك لا شكّ ستفهم بدرجة أعلى وأعمق ما يجري في عالم الطب مقارنة بالأشخاص الأقل تعليماً، وهذا سوف ينعكس بشكل إيجابي على صحتك... فعالم الطب الحديث معقد جداً، وإذا كنت تفتقر إلى مهارات الكتابة والقراءة وفهم الأرقام فسيكون من الصعب عليك فهم الأمور المتعلقة بصحتك".

أظهرت الدراسة، التي أعدها وليامس، أن الأميركيين الذين لم يحصلوا على تعليم ثانوي يتراجع مستواهم الصحي بمرتين ونصف المرة مقارنة بنظرائهم الأكثر تعليماً.

في هذه المدة كثر الحديث عن التلاقيح ومنافعها ومضارها وذلك بمناسبة الشروع في تعميم التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير. في حين يثق عامة الناس بآراء الخبراء ويستسلمون لقراراتهم نجد أن أوساط المختصين والمثقفين بصفة عامة تطرح تساؤلات وتنقد تصرف الخبراء وقد ساهم ذلك في الكشف عن عديد القضايا الخفية.

كذلك هي الحال بالنسبة للنظام الغذائي. ففي الأوساط الفقيرة وحيث يتدنى المستوى الثقافية لاحظ عديد الباحثين أن استهلاكها الشحوم والزيوت والمواد الدسمة والفاست فود يفوق بنسبة عالية استهلاك المثقفين والمتعلمين من هذه المواد لدرايتهم بمخاطرها على صحتهم