قريبا .. سيخرج جموع الحركى !

قريبا .. سيخرج جموع الحركى !! ..

أتأسف كشاب جزائري إبن مجاهد وحفيد شهيد إلى ما آلت إليه حال بلادي بعد خمسين سنة من الإستقلال ، حيث أننا وبعد خمسين سنة من حكم جبهة التحرير الوطني لم نجني إلا الخراب والدماء والتخلف والدمار ، وبطبيعة الحال المشكلة ليست في من خان بل في من ذل وسكت وأعني بذلك نحن كشعب جبان ، وكما تقول الحكمة : " لا تسأل الطغاة لماذا طغوا .. ولكن اسأل الشعوب لماذا ركعوا " !!

أنا خائف .. أجل خائف من الفضيحة .. فبعد أيام قليلة سيأتي الرئيس الفرنسي إلى الجزائر أو بالأحرى سيأتي رئيس الدولة الإستعمارية المجرمة " فرنسا " التي قتلت جدي ونكلت بجدتي والتي لم تعترف بجرائمها بعد ، والتي أرسلت " ذراع شرف " لكل الجزائريين في ذكرى ثورتنا المجيدة 58 ، والتي عاثت في بلادنا فسادا وإرهابا طيلة قرن ونصف من الزمن ، والتي والتي والتي .. سيأتي رئيسها بعد 50 سنة مما سمي إستقلال ، ليقف على تركتهم ويعاين بكل جرأة ما حصدته سياستهم وما وصلت إليه جزائرهم من تبعية وفساد !!

أجل .. أنا خائف من زيارة هولاند التاريخية هذه ، والتي سيكتبها التاريخ إما في سجل المجد أو الخيانة ، أو بالأحرى إما أن يسطر الجزائريون موقفا شريفا يمجدو فيه شهداءهم وثورتهم أو يسطرو فيه موقفا لن تكفيه كلمات الخيانة والحقارة تعبيرا !

تذكرون جميعا زيارة جاك شيراك إلى الجزائر ، وكيف جاءه الجزائريون من كل حدب وصوب ليهتفو باسمه وبدولته ويطلبو منه التأشيرة لدخول فرنسا ، بل ويطلبو منه مسكنا وعملا وووو .. !!!

صورة مبكية .. أخشى أن تتكرر مع هولاند خاصة لما سمعت أنه سيزور تلمسان وبالتحديد سيلقي كلمة بجامعة "أبو بكر بلقايد" ، هل تساءلتم لماذا الجامعة بالتحديد ؟!! ..

الجامعة لأنها تحوي النخبة ( وأي نخبة ) .. أقول تحوي عينة من مثقفي الشعب ، وقادته المستقبليين ، وإطاراته ، وشبابه ، وووو .. تخيلو معي أن يستقبل من قبل ( النخبة ) بتصفيقات حارة وطلب الفيزا بعد خمسين سنة من الإستقلال .. وهنا الفضيحة .. وإذا حدث هذا فلنراجع أنفسنا ولنراجع إستقلالنا ولم لا فلنطلب منها إعادة إحتلالنا ولنسلم لها مقاليد الحكم مباشرة بدون وساطة ( الأفلان والأرندي حاليا ) .. فلربما هذا سينشيء جيلا جديدا يعيد أمجاد ماضينا !!

كم أتمنى أن يسجل الجزائريون موقفا شريفا وأن يستغلو هذه المناسبة التعيسة لإبراز حجم وعينا وحجم رغبتنا في دحر الإحتلال الغير مباشر الذي نرتع فيه ..

كم أتمنى أن يستقبل الجزائريون هولاند بمسيرات سلمية تجوب الشوارع تنادي بالحرية وبتجريم الإستعمار وتمجيد الشهداء والإنتقام لـ " ذراع الشرف " التي أهانونا بها في عيد ثورتنا .. كم أتمنى أن يحفظ الجزائريون ماء وجوههم أمام الفرنسيين في هذا اليوم ..

هم مجدو الحركى وجرمو من يعاتبهم أو يلومهم على فعلتهم ، ونحن مجدنا شهداءنا بترديد عبارات سوقية في الملاعب ، بل حتى أعلامنا لا نكاد نرفعها إلا وقد أهناها في المناسبات الرياضية ..

بعد خمسين سنة من حكم الحركى والعسكر ، خائف أن يخرج جموع من الحركى الجدد ، ليمجدو فرنسا ، ويتنكرو لجرائمها ، وماضيها التي لا زالت تفخر به ! .. خائف أن نرى جموعا تخرج لاستقبال من يفتخر ويعتز بقتل وسفك دماء أجدادنا وآبائنا .. إن حدث ذلك فكبرو على النيف والشرف الجزائري أربعا !!