- ahmedaissa
- الجنس :
عدد المساهمات : 37 نقاط التميز : 4933 تاريخ التسجيل : 29/05/2011 العمر : 43
شهادة المجاهد عمار العسكري
الأحد 20 أكتوبر - 13:39
كد المجاهد والمخرج القدير عمار العسكري، أن عدد الحركى والخونة في الجزائر مطلع الاستقلال حدد بـ87 ألف حركي، مؤكدا أنهم المتسببون في الأزمات التي عاشتها الجزائر، ولام العسكري في حوار مثير مع "الشروق" انشغال الاسرة الثورية مطلع الاستقلال بامتيازات السلطة عوض القضاء على "بقايا" فرنسا الاستعمارية، كما تحدث "عمي عمار" عن استمرار كفاحه ونضاله بعد الاستقلال من أجل إحياء الثقافة الجزائرية التي بقيت مدفونة لغياب الإرادة السياسية التي من شأنها تنميته، الأمر الذي كلفه دخول السجن في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين بعد الاستسلام لمساوماته.
نعيش اليوم ذكرى الخامس أكتوبر 1988، عشت هذه الأحداث في ذلك الوقت، هل بإمكانك أن تحدثنا عن الأطراف المتورطة فيها؟
أحداث الخامس أكتوبر من صنع السلطة وأفضل الحديث عن الموضوع في مناسبة أخرى، ولكن ما يشغلني الآن هو الواقع المتأزم الذي آلت إليه الثقافة الجزائرية.
هذا يعني أنك لست مع الذين يقولون إن قطاع الثقافة يعرف انتعاشا كبيرا في الآونة الأخيرة؟
الثقافة الجزائرية في "مأزق" كبير، مازالت "مهمشة" إن لم أقل غائبة عن الجزائريين، وأنا دائما أقول شعب من دون ثقافة يعني شعب من دون حاضر أو مستقبل، ولهذا كنت دائما أحذر زملائي ورفقائي في الدولة من الاستهتار أو التهاون والتقصير بقطاعي الثقافة والتربية لأن الشعوب غير المثقفة وغير المتعلمة شعوب تملك قابلية كبيرة للاستعمار وهذا لا يخدمها، وما يهمني اليوم كمثقف جزائري فضل العمل السينمائي على السياسة بعد الاستقلال ولكن للأسف ما عشته ورأيته لا يبعث على التفاؤل أبدا.
كلامك يوحي بأنك نادم على تحولك الى حقل الثقافة والسينما؟
لم أندم ولكن أحس أنني أواصل الكفاح الذي كنت أظن انتهى بعد ان أجبرنا الاستعمار الفرنسي على مغادرة بلدنا، فلا يخفى عليكم أنني ابن جيش التحرير الوطني التحقت برفقائي في الجهاد وعمري لا يتجاوز 15 سنة، نعود الى موضوعنا الأساسي هو الحديث عن حقل الثقافة الجزائرية، عندما غادر الاستعمار الفرنسي ترك قرابة 500 قاعة سينما موزعة على مختلف أنحاء التراب الوطني، اليوم ونحن نحتفل بـ50 سنة بعد الاستقلال لم يتبق منها حتى 10 قاعات في كامل التراب الوطني، بقيت فقط قاعة الموڤار وابن زيدون !!!، ولكن هاتين القاعتين لا تمثلان الجزائر أحب من أحب وكره من كره، أين نصيب الولايات الاخرى من الثقافة، هذا غير مقبول، خمسون سنة بعد الاستقلال لا وجود لقاعات السينما.
يقال إن بومدين أدخلك السجن بسبب فيلم "المفيد"، هل هذا صحيح؟
عندما شرع الرئيس الراحل هواري في تطبيق برنامج الثورة الزراعية والثورة الصناعية طالبته باستحداث ثورة صناعية فطلب مني التريث، وقال لي هذه الأمور تأتي فيما بعد وهذا سبب دخولي الى السجن.
بمناسبة حديثك عن قطاع السينما فإنك من المخرجين الأوائل الذين دشنوا الإنتاج السينمائي في بلادنا، وتمكنت في ذلك الوقت من إنتاج أعمال خالدة دون الحاجة الى نقلها الى الخارج وتحويلها الى 35 ملم كما هو الحال اليوم للأسف، هلا تفسر لنا أسباب الأزمة التي تعيشها السينما الجزائرية اليوم بعد أن كانت منافسة مطلع الاستقلال؟
حتى تنجح السينما لا بد من سياسة توزيع محكمة داخل الوطن وخارجه، أريد أن أقول إن قاعدة الصناعة السينمائية في بلادنا الآن غير موجودة للأسف، والقاعدة الوحيدة التي كانت موجودة مطلع الاستقلال كانت تابعة للجيش الوطني الشعبي، المحافظة السياسية، أذكر أنني كنت أول من قام باستغلالها مطلع الاستقلال عندما أخرجت فيلم "دورية نحو الشرق" سنة 1971، ثم فيلم "الفحام" للمخرج محمد بوعماري رحمه الله، وكنت أعمل في القاعدة الصناعية في ذلك الوقت وهي المؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري، وبعدها أخرجت "زهرة اللوتس" سنتي 76 - 77، كنت آخر مدير للمؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري، نعود الى حديثنا، أريد أن أقول إنه بعد حل المؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري والمركز الجزائري للفن والصناعة السينمائية، والوكالة الوطنية للصحافة اختفت الصناعة السينمائية الوطنية واندثر معها تاريخ الجزائريين كذلك، قلت لهم في رئاسة الجمهورية أعمالكم ليست محفوظة، تاريخكم غير محفوظ لأننا نؤرخ الأعمال بتقنية 35 ملم "نيقاتيف" وليس في تسجيل "فيديو" ولكن تنبيهي لم يؤخذ بعين الاعتبار، وأصبحت جزائر الاستقلال عاجزة عن ذلك بعد أن تمت تصفية المؤسسات الثلاث السالفة عن الحفاظ على ذاكرتها الجماعية.
كنت مسؤولا على إحدى هذه المؤسسات ومؤكد أنك على علم بخلفيات حلها؟
أتحفظ عن ذكر أسماء هؤلاء وكل المتورطين في قضية ضياع الذاكرة الجماعية للجزائريين ولكنهم يعرفون أنفسهم، وأقول لهم بأنهم مسؤولون أمام هذا البلد ولن يرحمهم التاريخ.
أعتقد أنه حال مختلف القطاعات في بلادنا والأمر لا يتعلق بالسينما أو الجانب الثقافي فقط، أليس كذلك؟
هذا صحيح ولكن الثقافة أكثر ضررا بالنظر الى دورها في تنمية المجتمعات، من غير المعقول أن تسجل الجزائر 12 مليون أمي وأكثر من 6 ملايين بطال، بعد مرور 50 عن الاستقلال، أيعقل أن تكون جزائر الاستقلال التي ضحى من أجلها الشهداء بهذه الصورة،... لهذا يحلم شباب الجزائر بـ"الحرڤة" لا حياة في الجزائر، لأن قطاع الثقافة ميت في الجزائر، شبابنا ليسوا بحاجة الى المال ولكن الى مشروع ثقافي، ودعيني أخبرك أن ابن أخي رغم ان والده من أثرياء مدينة عنابة إلا أنه حاول اللحاق بالضفة الأخرى أكثر من مرة لكنه فشل وهذا يؤكد أن المشروع الثقافي في بلادنا فاشل، لهذا ضاع شباب اليوم وغالبيتهم أصبحوا لا يستغنون عن الخمر والمخدرات، شيء جميل أن تترعرع أجيالنا في كنف الاسلام ولكن الأجمل ان نحصن هذه الأجيال ضد خطر فقدان الهوية.
نعيش اليوم ذكرى الخامس أكتوبر 1988، عشت هذه الأحداث في ذلك الوقت، هل بإمكانك أن تحدثنا عن الأطراف المتورطة فيها؟
أحداث الخامس أكتوبر من صنع السلطة وأفضل الحديث عن الموضوع في مناسبة أخرى، ولكن ما يشغلني الآن هو الواقع المتأزم الذي آلت إليه الثقافة الجزائرية.
هذا يعني أنك لست مع الذين يقولون إن قطاع الثقافة يعرف انتعاشا كبيرا في الآونة الأخيرة؟
الثقافة الجزائرية في "مأزق" كبير، مازالت "مهمشة" إن لم أقل غائبة عن الجزائريين، وأنا دائما أقول شعب من دون ثقافة يعني شعب من دون حاضر أو مستقبل، ولهذا كنت دائما أحذر زملائي ورفقائي في الدولة من الاستهتار أو التهاون والتقصير بقطاعي الثقافة والتربية لأن الشعوب غير المثقفة وغير المتعلمة شعوب تملك قابلية كبيرة للاستعمار وهذا لا يخدمها، وما يهمني اليوم كمثقف جزائري فضل العمل السينمائي على السياسة بعد الاستقلال ولكن للأسف ما عشته ورأيته لا يبعث على التفاؤل أبدا.
كلامك يوحي بأنك نادم على تحولك الى حقل الثقافة والسينما؟
لم أندم ولكن أحس أنني أواصل الكفاح الذي كنت أظن انتهى بعد ان أجبرنا الاستعمار الفرنسي على مغادرة بلدنا، فلا يخفى عليكم أنني ابن جيش التحرير الوطني التحقت برفقائي في الجهاد وعمري لا يتجاوز 15 سنة، نعود الى موضوعنا الأساسي هو الحديث عن حقل الثقافة الجزائرية، عندما غادر الاستعمار الفرنسي ترك قرابة 500 قاعة سينما موزعة على مختلف أنحاء التراب الوطني، اليوم ونحن نحتفل بـ50 سنة بعد الاستقلال لم يتبق منها حتى 10 قاعات في كامل التراب الوطني، بقيت فقط قاعة الموڤار وابن زيدون !!!، ولكن هاتين القاعتين لا تمثلان الجزائر أحب من أحب وكره من كره، أين نصيب الولايات الاخرى من الثقافة، هذا غير مقبول، خمسون سنة بعد الاستقلال لا وجود لقاعات السينما.
يقال إن بومدين أدخلك السجن بسبب فيلم "المفيد"، هل هذا صحيح؟
عندما شرع الرئيس الراحل هواري في تطبيق برنامج الثورة الزراعية والثورة الصناعية طالبته باستحداث ثورة صناعية فطلب مني التريث، وقال لي هذه الأمور تأتي فيما بعد وهذا سبب دخولي الى السجن.
بمناسبة حديثك عن قطاع السينما فإنك من المخرجين الأوائل الذين دشنوا الإنتاج السينمائي في بلادنا، وتمكنت في ذلك الوقت من إنتاج أعمال خالدة دون الحاجة الى نقلها الى الخارج وتحويلها الى 35 ملم كما هو الحال اليوم للأسف، هلا تفسر لنا أسباب الأزمة التي تعيشها السينما الجزائرية اليوم بعد أن كانت منافسة مطلع الاستقلال؟
حتى تنجح السينما لا بد من سياسة توزيع محكمة داخل الوطن وخارجه، أريد أن أقول إن قاعدة الصناعة السينمائية في بلادنا الآن غير موجودة للأسف، والقاعدة الوحيدة التي كانت موجودة مطلع الاستقلال كانت تابعة للجيش الوطني الشعبي، المحافظة السياسية، أذكر أنني كنت أول من قام باستغلالها مطلع الاستقلال عندما أخرجت فيلم "دورية نحو الشرق" سنة 1971، ثم فيلم "الفحام" للمخرج محمد بوعماري رحمه الله، وكنت أعمل في القاعدة الصناعية في ذلك الوقت وهي المؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري، وبعدها أخرجت "زهرة اللوتس" سنتي 76 - 77، كنت آخر مدير للمؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري، نعود الى حديثنا، أريد أن أقول إنه بعد حل المؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري والمركز الجزائري للفن والصناعة السينمائية، والوكالة الوطنية للصحافة اختفت الصناعة السينمائية الوطنية واندثر معها تاريخ الجزائريين كذلك، قلت لهم في رئاسة الجمهورية أعمالكم ليست محفوظة، تاريخكم غير محفوظ لأننا نؤرخ الأعمال بتقنية 35 ملم "نيقاتيف" وليس في تسجيل "فيديو" ولكن تنبيهي لم يؤخذ بعين الاعتبار، وأصبحت جزائر الاستقلال عاجزة عن ذلك بعد أن تمت تصفية المؤسسات الثلاث السالفة عن الحفاظ على ذاكرتها الجماعية.
كنت مسؤولا على إحدى هذه المؤسسات ومؤكد أنك على علم بخلفيات حلها؟
أتحفظ عن ذكر أسماء هؤلاء وكل المتورطين في قضية ضياع الذاكرة الجماعية للجزائريين ولكنهم يعرفون أنفسهم، وأقول لهم بأنهم مسؤولون أمام هذا البلد ولن يرحمهم التاريخ.
أعتقد أنه حال مختلف القطاعات في بلادنا والأمر لا يتعلق بالسينما أو الجانب الثقافي فقط، أليس كذلك؟
هذا صحيح ولكن الثقافة أكثر ضررا بالنظر الى دورها في تنمية المجتمعات، من غير المعقول أن تسجل الجزائر 12 مليون أمي وأكثر من 6 ملايين بطال، بعد مرور 50 عن الاستقلال، أيعقل أن تكون جزائر الاستقلال التي ضحى من أجلها الشهداء بهذه الصورة،... لهذا يحلم شباب الجزائر بـ"الحرڤة" لا حياة في الجزائر، لأن قطاع الثقافة ميت في الجزائر، شبابنا ليسوا بحاجة الى المال ولكن الى مشروع ثقافي، ودعيني أخبرك أن ابن أخي رغم ان والده من أثرياء مدينة عنابة إلا أنه حاول اللحاق بالضفة الأخرى أكثر من مرة لكنه فشل وهذا يؤكد أن المشروع الثقافي في بلادنا فاشل، لهذا ضاع شباب اليوم وغالبيتهم أصبحوا لا يستغنون عن الخمر والمخدرات، شيء جميل أن تترعرع أجيالنا في كنف الاسلام ولكن الأجمل ان نحصن هذه الأجيال ضد خطر فقدان الهوية.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى