فرنسا تدخل في أزمة غاز بسبب تعطل مصفاة سكيكدة بالجزائر

تتزامن موجة البرد الشديد التي تعيشها فرنسا في هذه الايام مع ازمة غاز حقيقية تعيشها المناطق الجنوبية من البلاد ، و التي جاءت بعد التأخر الذي شهدته اصلاحات مصفاة النفط في ميناء ولايةسكيكدة الجزائرية ، مما تسبب في تباين كبير في أسعار هذه الطاقة الضرورية مقارنة بالشمال.
و أكدت سلطات الطاقة الفرنسية أن هناك سببا آخر في هذه الأزمة و هو تركيز الجزائر في الآونة الأخيرة في ارسال شحنات الغاز الى السوق الآسيوية ، التي تعرف ارتفاعا في الأسعار مقارنة بنظيره الأوروبي ، و هو ما يزيد من هامش الأرباح ، الأمر الأمر الذي اثر على الحصة الفرنسية ، و ذكر بيان لسلطة ضبط قطاع الطاقة في فرنسا "أن سوق الغاز في جنوب فرنسا يواجه وضعا مقلقا مع بداية فصل الشتاء" ، مضيفة " أن هناك ضبابية في الأزمة ، و لا يعرف المدى الذي يمكن أن تبلغه حتى يتم ايجاد حل لها".
و تتزامن هذه الأزمة مع العديد من التقارير التي تشير الى انخفاض حاد في مستوى احتياطيات الغاز في المناطق الفرنسية الجنوبية من 82 بالمئة قبل أسبوع الى 76 بالمئة ، و هو ما يظهر أن أزمة الغاز في البلاد كبيرة جدا ، و أن أي تأخر في ايجاد مصادر لاستيراد هذه الطاقة يهدد نفاذ الاحتياطيات في ذروة فصل الشتاء.
و أشارت التقارير الفرنسية الى أن الأنظار تتجه الى ميناء سكيكدة من أجل ايجاد حل لهذه الأزمة التي تزداد سوءا مع مرور الوقت ، و الذي تسبب تعطل مصفاته الرئيسية في تأثر واردات الغاز على مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط ، و الي تعتمد الكثير عليه من الدول اضافة الى فرنسا ، في الحصول على مواردها من الغاز الطبيعي ، على غرار اسبانيا و ايطاليا ، و لكن سلطة ضبط قطاع الطاقة أبدت شكوكا في اقتراب موعد اصلاح المنشأة ، الذي ليس محددا الى غاية اللحظة ، و لا يعرف بالضبط كم تبقى من وقت لعودتها الى النشاط العادي.
و كانت مصفاة سكيكدة قد تعرضت لحريق شهر فيفري في حريق هو الثاني هذه السنة بعد حادث مماثل شهر جانفي ، ثم تبعهما تعطل في شهر جويلية ،مما تسبب في توقفها عن النشاط ، تأتي هذه الأحداث بعد إعادة بعث عمل المصفاة إثر عملية تأهيلها التي شراكتها فيها الشركة الجنوب كورية سامسونغ للهندسة والبناء، عبر برنامج يضم عددا من الأشغال على غرار تصميم وتزويد الأجهزة وتحديث المنشآت الكهربائية وجميع وحدات المصفاة، وإعادة تأهيل ورفع قدرات وحدات أخرى فضلا عن إنجاز منشآت استغلال.
و كان من المفترض أن تسمح أشغال تحديث المصفاة بالزيادة في الطاقة الإنتاجية بحوالي 10 بالمائة لتنتقل إلى 16.6 مليون طن سنويا منها 4.7 مليون طن من المازوت و2 مليون طن من البنزين.