- منتديات العماريةالمدير الفنى للمنتدى
- الجنس :
عدد المساهمات : 6535 نقاط التميز : 16185 تاريخ التسجيل : 18/04/2009 العمر : 35 الموقع : http://bit.ly/Llerty
المجاهد "لخضر بورقعة" :مؤامرة "لابلويت"(المؤامرة الزرقاء) ،لازالت مستمرة؟؟
الخميس 19 أغسطس - 14:49
تحدث لخضر بورفعة، الشخصية التاريخية المعروفة، بكثير من الصراحة خلال نزوله ضيفا على ''الخبر الأسبوعي'' إلى درجة أن اللقاء استمر معه حوالي 6 ساعات كان خلالها ينتقل ما بين جزائر الاستعمار وجزائر الاستقلال، ويربط بين الأحداث والحوادث·· تحدث في أشياء كثير، عن الماضي عن الحاضر وعن المستقبل، صوته كان فيه نبرة تشاؤم، فليست هذه هي الجزائر التي حارب من أجلها الاستعمار الفرنسي، وخلاصة كلامه أن الشجاعة أضحت تهورا، وأن الجبان تحوّل إلى حكيم ومتبصر، والمنافق أصبح ذكيا، في حين أن الشريف أصبح لا يصلح لا للمكان ولا للزمان، والأخطر من ذلك أن الخيانة أصبحت وجهة نظر·
الثورة ليست بحاجة إلى مادة دستورية لحمايتها
قال لخضر بورفعة إن الهدف من التعديل الدستوري الأخير كان يخص مادة واحدة وما عدى ذلك مثل ترقية المرأة وحماية رموز الثورة لم يكن سوى تمويه·
وكان ضيف ''الخبر الأسبوعي'' يقصد بذلك المادة التي كانت تقيد عدد الولايات الرئاسية بولايتين والتي صادق ''مجلس الأمة'' على إلغائها فاتحا بذلك باب الرئاسة مدى الحياة أمام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بدعوى ''حرية الشعب في اختيار قادته''·
ب· علاوة
وقال المجاهد المعروف لخضر بورفعة إن المسألة لم تكن أبدا مسألة دساتير وتعديلات· وقال إن الثورة وتاريخها ليست بحاجة إلى مادة دستورية لحمايتها· ''العيب ليس في القوانين، بل فينا نحن ما دمنا غير قادرين على إعادة النظر في أخلاقنا وفي قيمنا وثقافتنا''· وأضاف إنه أصيب بإحباط كبير عندما أراد مؤخرا الإطلاع على الدستور حين وقف على عند المادة 21. ''هذه المادة تقول لا يجوز استعمال السلطة في مؤسسات الدولة كمصدر للثراء ولا وسيلة للمحسوبية وللجهوية وللإقطاع، وقد أعدت قراءتها عدة مرات لكي أتأكد من أنها ليست خطأ مطبعيا أو مادة مدسوسة· لقد طويته وناديت الشخص الذي جاءني به وقلت له خذ دستورك''· واسترسل قائلا: ''الجرائد تثير من وقت لآخر مسألة السلع المغشوشة وقطع الغيار المزوّرة وكان الأحرى بها أن تثير قضية الإطارات المغشوشة والمزورة·· الإشكالية بالنسبة لي تتعلق بالـ''سيستام''· وأعود إلى المادة 21 لأقول إنك عندما تستعرض مواد الدستور وكل الوثائق الأخرى منذ ميثاق طرابلس، تجد أنها واضحة بأسلوبها المضبوط وبأبوابها، لكن ما حظها من التطبيق؟ أما تعديل الدستور فهو أسلوب تعودنا عليه وتعودنا على تغيير بعض مواده في كل فترة بعد أن يؤمن النظام لذلك مناخا ملائما''·
بالنسبة لـ''ترقية موقع المرأة'' التي جاءت في التعديلات الأخيرة على الدستور، قال لخضر بورفعة إن الخطاب السياسي السائد لدى تناوله مسألة المرأة يعطيك الانطباع أن المرأة مادة جديدة اكتشفناها حديثا في منطقة الهفار ويجب أن نستغلها وأن نسوقها· ''المرأة التي عرفتها أنا هي تلك التي وقفت إلى جانب الرجل خلال الثورة وكانت تنقل الماء والمؤن وطفلها في غالب الأحيان مشدود إلى ظهرها وهي تنوء بما تحمله حتى أنها تكاد أن تقع أرضا· المرأة التي عرفتها أنا هي تلك المرأة الشهيدة خلال معركة وطفلها بجانبها يرضع من صدرها· ألا يكفي هذا؟ أنا لا أرغب في الكلام عن ''امرأة المارلبورو''· بل أتكلم عن المرأة التي كانت تطحن القمح في الرحى الحجري التقليدي وتفلح الأرض وكانت تجاهد وتكافح· كل هذا عشناه ولم يكن خيالا ولا قصصا وروايات· هاته المرأة ليست في حاجة لدساتيرهم ولتعديلاتهم ولا لكي يتخذوا منها حجة تغطي سياساتهم''· ويرى بورفعة أنه يوجد حتما من بين هؤلاء الذين يتكلمون عن المرأة ''ممن لم يروا المرأة على تلك الصفة التي رأيتها أنا عليها بحكم مواقعهم خلال الثورة وبحكم الأماكن التي كانوا فيها، ورغم احترامنا لمن كانوا يمثلون الثورة في الخارج، إلا أننا نقول إنهم ليسوا كمثل من عايش الثورة من الداخل وشاهد أمورا وتأثر بها''·
وانتقل ضيف ''الخبر الأسبوعي'' إلى إشكالية تحديد من هو المجاهد وما تطرحه من جدل يقفز إلى السطح مرة بعد أخرى فقل إن الذنب ليس ذنب وزارة المجاهدين ولا الوزير الحالي ولا من تتابعوا على رأس تلك الوزارة ولا ذنب المجاهدين بصفتهم مجاهدين· ''العيب كل العيب في القانون الذي جاء في 62 ليضبط هذا القطاع والذين وضعوا ذلك القانون لم يعيشوا الثورة· قانون أتخذ في ظروف معينة وحدد صفة المجاهد· الدستور تغير عدة مرات وتغيرت القوانين والعباد وبقي ذلك القانون على حاله· الناس يتكلمون عن الشهادات المزيفة، بينما العيب يعود إلى القانون الذي لم يخضع لأية مراجعة مع ما فيه من ثغرات تسهل عمليات التسلل· القانون يشترط ثلاثة شهود فقط لحيازة صفة مجاهد·· مَن يعجز حقيقة عن توفير هذا العدد من الشهود لكي يتحصل على صفة مجاهد ويصبح هو بدوره شاهدا لصالح مرشحين آخرين؟ وزارة المجاهدين تجد نفسها محاصرة وهي لا تملك حلاّ· السائد الآن هو أن شهادة النضال تستخرج من البلدية· هنا الخلل· فأنا مثلا كنت أنشط في الوسط وكان معي مجاهدون من الشرق، وهناك من كانوا وراء البحر، فكيف يعود هؤلاء إلى بلدياتهم لتمنح لهم شهادة الجهاد؟ الإشكالية كلها نشأت منذ خلق الشهادة البلدية في 62 من طرف بومدين وجماعته· صحيح، كان هناك العديد من أفراد الشعب ممن تعاونوا مع الثورة بمختلف الأشكال ويجب أن تكون لهم حقوق، وهؤلاء الأشخاص كان التنظيم يعرفهم·· لكن مثل هؤلاء لم يكونوا ممنوعين أن يشهدوا لصالح غيرهم· ومثلهم من كانوا في الخارج، كيف يعقل أن يشهدوا لصالح أناس من الداخل؟ هكذا وقعت الفوضى· في تقديراتنا التي وضعناها بمناسبة تحويل جيش التحرير الوطني إلى الجيش الشعبي الوطني، كان عدد المجاهدين لا يتجاوز 30 ألف فرد· القانون لم يمنع انتحال صفة المجاهد وأصبح بمثابة مكتب لليد العاملة''·
ومن الأمثلة التي ساقها بورفعة عن تلك الفوضى أن أعضاء في لجنة الشؤون الاجتماعية لم يكونوا يعرفون مهمة المحافظ السياسي وهل هو مجاهد· ''عندها انسحبت من اللجنة وقد شعرت أنني لن استطيع التفاهم مع أعضائها· المحافظ السياسي كان هو الذي يقبل المجاهدين أو يرفضهم، فكيف يصبح موضع تساؤل؟ ولا ريب أن صاحب السؤال لم يكن يعيش في الداخل، فربما كان يعيش في الخارج أو في منطقة الحدود· علما أن مسألة المجاهدين المزيفين كانت مطروحة منذ الاستقلال وكان يقصد من ورائها الضباط الجزائريون الذين فروا من الثكنات الفرنسية والتحقوا بالثورة''·
بن شريف يريد أن يدخل التاريخ من الخلف
أحمد بن شريف يريدُ أن يدخل التاريخ من باب موارب· لقد التحق بالجبل يوم 28 جويلية 57, وقْت أن كان آخرُ فردٍ فينا قد أفنى مئة جزمة· عمليةُ هروبِه من الثكنة الفرنسية نفسُها لم يكن هو من خطّط لها ونفّذها· الشخص الذي قام بها يدعى جلول وكان عريفا بنفس الثكنة· وقد استشهد فيما بعد وسميت باسمه الكتيبة الجلولية المشهورة· كان بن شريف ضابطا وقد ذهب إليه جلول حيث كان نائما وأخبره بعملية الهروب فانضم إلى الهاربين وكان عددهم 16 فردا من بينهم ستة فرنسيين وثمانية أفارقة ثم جلول وبن شريف· العملية تمت بدون إراقة دماء بعد أن تمكن جلول ورفاقه من نزع سلاح الحراس ثم ذهب إلى مرقد بن شريف وأيقضه من النوم· والذي حدث بعد ذلك أن قائد المنطقة سي امحمد أذاع منشورا يدعو فيه الضباط وضباط الصف الجزائريين العاملين في القوات الفرنسية إلى الالتحاق بالثورة منوها بفعل بن شريف·
في ماي من نفس السنة عيّنه سي امحمد كمساعد للرائد عز الدين بالرغم من أن هذا المنصب لم يكن معروفا لدينا· لكن بن شريف سرعان ما أصبح مصدر إزعاج للرائد عز الدين بسبب عدم معرفته بحرب العصابات· وقد أعلم الرائد عز الدين سي امحمد أنه لم يعد في حاجة لبن شريف فما كان من سي امحمد سوى أن بعثه إلى الحدود لعله يكون هناك ذا فائدة في تدريب الجنود·
في جويلية58 وصل بن شريف إلى المغرب ومن هناك انتقل إلى تونس· في بداية سنة 60 عاد إلى التراب الوطني مبعوثا مثل غيره كثيرين من مبعوثين على خلفية الإعداد للاستيلاء على السلطة· كان برفقته ضابط يدعى فلاح محمد وكان معروفا لدى الجميع بفضل عمله كدليل بين المنطقة الحدودية ومناطق الداخل· وقد وصلا إلى منطقتنا في 16 سبتمبر 1960. في 24 أكتوبر ألقت القوات الفرنسية عليهما القبض في بني سليمان بمنطقة تابلاط· محمد فلاح الذي كان جريحا، أجهزوا عليه أما بن شريف فقد أخذوه معهم· بعد ذلك قام وفد من قبيلته بالتوجه إلى الحاكم العام ثم قصد باريس ليلتمس لدى المسؤولين هناك إنقاذه من الموت· الفرنسيون لم يكونوا أغبياء· لماذا قتلوا فلاح؟ فلاح بالذات كان أصيب بجروح في منطقة البليدة وأنقذ حياته فرانس فانون بنفسه·
أتذكر أن فلاح خلال إقامته بيننا هو وبن شريف، كان يحلو له أن يتكلم عن السلاح الذي كان في حوزة جيش الحدود ويفيض في وصفه وكان بن شريف يتدخل في كل مرة ليسكته· كان فلاح يعلق بذلك على تسليحنا نحن مجاهدو الداخل الذي كان بسيطا وفقيرا· هل كان بن شريف عميلا؟ الله أعلم· كل ما أعلمه أنه نجا من الموت بفضل تدخل أسرته لدى السلطات الفرنسية في باريس، وكان المسؤولون الفرنسيون يحترمون الأعيان وقد كان أبوه قائدا· الذي أتذكره عنه أنه في كل مرة يصل إلى قرية أو دشرة، يسارع إلى الاستفسار لدى سكانها عما إذا كان عسكر فرنسا سأل عنه أم لا، وكان يفرح كثيرا إذا جاءه الرد بالإيجاب ولا يتردد في هذه الحالة في منح مخاطبه بعض النقود·
ب· ع
بوضياف هو من قتل نفسه!
عن عودة محمد بوضياف إلى البلاد من منفاه المغربي الطويل ليتقلد منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة ثم ما حدث له بعدئذ، يعتقد لخضر بورفعة أن الأمر كله ''كان مكرا ومراوغة الهدف منهما ضمان استمرار النظام بعد إزاحة الرئيس الشاذلي بن جديد من الحكم، وإلا كيف نفسّر بغير ذلك أنه في فترة وجيزة مرّ على رئاسة الدولة كل هؤلاء الرؤساء لتستقر الأمور أخيرا بين يدي بوتفليقة''·
ويرى لخضر بورفعة في حديثه مع فريق ''الخبر الأسبوعي'' أن الذين كانوا وراء مجيء بوضياف كانوا فريقا من متآمرين· ''لقد مدّوا يدهم إلى سلّة التاريخ وأخرجوا منها وجها رأوا أنه يصلح ليمكن لهم الاستمرار في مكرهم· وكان ذلك خطأهم الأكبر· لم يكونوا يعرفون بوضياف حق المعرفة، وبالمقابل فإن بوضياف أيضا لم يكن يعرفهم''·
لقد بقي بوضياف رجل ثورةٍ كما أضاف لخضر بورفعة· كان صارما وكان حازما متشبعا بأخلاق الثورة وكان بالتالي بعيدا كل البعد عن الواقع المستجد في بلاده· لقد نسي أن الوقت الذي كانت فيه صورته وصورة رفقائه عنوانا للوطنية، نسي أن هذا الوقت قد مضى·
في تحليله للدور الذي كان معدّا لبوضياف، يشير لخضر بورفعة لما يصفه بـ''المخبر'' حيث جرى إعداد طبخة بوضياف واستعماله ثم توريطه في قرارات معينة· ''بوضياف عاد من رحم التاريخ محاطا بهالة من الشرعية الثورية، ولم يكن الذين جاؤوا به يدركون ما يفعلون· كانوا يظنون أنه يمكن لهم أن يملأوا بشخصيته فراغا مؤقتا أو مرحلة· أول شيء جرى تنفيذه بعد عودة بوضياف هو إقامة مراكز الاعتقال في الصحراء· وكان ذلك أمرا مدروسا ومبيتا من طرف من أعتبرهم أنا أعضاءً في ''المخبر''، أي الذين كانوا وراء عودته· لم يكن هناك من هدف لإقامة مراكز الاعتقال تلك سوى إتاحة الفرصة للمعتقَلين لكي يتعرفوا على بعضهم البعض ويوثقون الصلات ببعضهم البعض· هكذا يمكن للعناصر القادمة من عنابة التعرف على القادمين من وهران وهلم جرا· بعد ذلك صدر قرار من نفس المخبر بحبس القادة الإسلاميين في سجن لامبيز (باتنة) وإعطائهم بذلك فرصة للقاء فيما يشبه مؤتمر صومام خاص بهم وتوزيع الأدوار بينهم· ولما تمّ لهم ذلك، جرى تنظيم عملية لهروبهم من السجن في ليلة من الليالي ليتوزعوا عبر مناطق الوطن وتتخذ كل جماعة منهم عنوانا لها مثل السلفية وجيش الإنقاذ والحركة الإسلامية المسلحة وغير ذلك· كان هناك توزيع دقيق للأدوار وللمناطق''·
وأعود إلى بوضياف وأعتقد أنه بدأ يشك في نوايا المحيطين به وكان آخر ما بدر منه من كلام قبيل اغتياله يتعلق بالشباب وبيأسهم، ولا ريب أنه قال ذلك بوضوح أكبر في اجتماعات سابقة له· لو عاد إلى الحياة وقال لي إن فلانا هو الذي قتله لقلت له إنك أنت الذي قتلت نفسك· لقد أخذ طبعه كرجل ثورة يبرز ويطغى على تصرف رجل الدولة· رجل الدولة يهادن ويساوم ويراوغ وله عدة وجوه بينما كان لبوضياف وجه واحد وكلمة واحدة· وأذكر أن عدة مجاهدين توجهوا إليه في المغرب وحاولوا إقناعه بعدم العودة وأنا شخصيا كنت من جملة الذين نصحوه بذلك·
لكن ما الذي جعل بوضياف يقبل بينما كان قد رفض في الاستقلال السلطة عندما اقترحتها عليه جماعة بومدين قبل أن تقترحها على بن بلة؟
عن هذا السؤال، يردّ لخضر بورفعة بجملة تخمينات من بينها أنه ربما اعتقد بوضياف أن وقته قد حان وأن الرفاق الآخرين وقد فقدوا بعضا من نقائهم، لم يعودوا قادرين على قيادة البلاد· ''الشخص الذي أقنعه بالعودة هو علي كافي· أنا كنت مع علي كافي في الأمانة الوطنية للمجاهدين، وذات يوم طلب خالد نزار وزير الدفاع اللقاء بنا هو وغزالي رئيس الحكومة آنذاك· كنا خمسة، أنا وعلي كافي وصالح بوبنيدر وصديقي الطيب والعقيد عمارة بوغلاز· دار الاجتماع حول إمكانية تسليح المجاهدين لمواجهة الإرهاب، وقد عارضت أنا تلك الفكرة من موقع أن الجيش هو حامي الدولة، وتسبب ذلك في خصام مع علي كافي ثم قررت الاستقالة من المنظمة· وقد علمنا فيما بعد أن بوضياف كان في مكتب مجاور للمكتب الذي اجتمعنا فيه· كان بوضياف قد زار الجزائر مرتين على الأقل بطريقة غير معلنة· وكان علي كافي قد زاره في المغرب من قبل وهو الذي اقنعه بالعودة''·
من هم أعضاء هذا ''المخبر'' وما مصلحتهم من وراء كل هذا؟ ***''إنها عملية لابلويت الشهيرة لا تزال مستمرة''! بهذا يرد لخضر بورفعة وهو يقصد عملية اختراق واسعة نفذتها مخابرات الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير من أجل اختراق صفوف الثورة· ''عملية لا بلويت لم تكن عملية ظرفية كما توهمنا·· إنها استثمار طويل المدى يستمر بعد الاستقلال· إنه الاختراق المستمر للجزائر''·
علاوة· ب
بوتفليقة حيّد الجيش
يرى لخضر بورفعة أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ''قادر على تحييد الجيش''· وأوضح ضيف ''الخبر الأسبوعي'' أن الجيش كمؤسسة ينبغي أن يبقى بعيدا عن التجاذبات السياسية وينبغي حمايته هو أيضا من الضربات السياسية· وقال إن الجيش يتكون من أبناء الشعب ولكن قيادته تشبه ''مهزلة سيئة أو طبيخا أخذ يصدر رائحة كريهة'' وهي المقصودة بـ''التحييد''· ''لقد نجح بوتفليقة كما يبدو في تكوين ملفات عنهم ووجدوا أنفسهم بدون حماية نظرا لتورطهم بطريقة أو بأخرى في بعض القضايا الشائكة''· وقال إنه يتصوّر أن تلك العملية جرت كالتالي·· هناك حتما شخص لا يملك جنودا ولا أسلحة ''ولكنه يحمل حافظة تحتوي ملفات عن الجميع وهو يقدّم تلك الملفات بمقابل''·
وعبّـر عن اعتقاده أن ولاية بوتفليقة الثالثة التي من أجلها جرى تعديل الدستور ''تقررت بعيدا عن قيادة الجيش''·
ب· ع
لهذه الأسباب اغتيال الجغلالي ورفقائه
يرى الرائد لخضر بورفعة بأن الخلافات التي كانت أحيانا دموية بين الولاية السادسة والرابعة، يتحمل جزءا منها جماعة الخارج، وجماعة مؤتمر الصومام الذين لم يعطوا الولاية السادسة حقها من الاهتمام رغم كونها تضم ثلاثة أرباع الجزائر من حيث المساحة، فضلا عن أهميتها بعد اكتشاف البترول مما جعلها مسرحا للعديد من المناورات الفرنسية·
فخلال انعقاد مؤتمر الصومام تم تعيين قادة أكفاء على رأس الولايات الخمس، أما بالنسبة للولاية السادسة فقد تم تعيين الشهيد علي ملاح، فهذا الأخير كان معربا في ثقافته ويحفظ القرآن الكريم وكان قومي الإيديولوجية، وقد كان متمردا على النظام الاستعماري منذ 1947 والذين كلفوه بهاته المهمة كانوا يهدفون إلى إبعاده لعدم تطابق توجهاتهم معه· ولما قاموا بتعيينه أرسلوا معه جنديين فقط أحدهما يحمل المتاع والآخر يقوم بوظيفة كاتب·
وعقب تعيين علي ملاح أقام مقر قيادته بالولاية الرابعة وبالتحديد في جبل اللوح· وفي هاته الأثناء كنا نسمع بوجود جيش على رأسه الشهيد زيان عاشور متمركز بمنطقة الصحراء· فقرر سي امحمد قائد الولاية الرابعة إرسال فوج من المجاهدين إلى الصحراء بقيادة علي زويش وحمله رسالة إلى الشيخ زيان يطلب فيها إرسال فوج من الصحراء إلى الرابعة لتوثيق أوامر التعاون، لكن ما إن وصل فوج علي زويش إلى جبل بوكحيل في أواخر أكتوبر 1956 حتى تم اغتيال جميع أفراده باستثناء واحد يدعى عبد الرحمان ولا نعلم إلى غاية اليوم من غدر بهم وقتلهم· مع العلم بأن جماعة بلونيس ومفتاح من الحركة الوطنية كانوا متواجدين بالمنطقة آنذاك· وكانت هاته الحادثة بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير·
استشهد علي ملاح وعين العقيد الحواس على رأس الولاية السادسة والذي حضر اجتماع العقداء في ديسمبر 1958 بالطاهير، والذي انبثقت عنه قرارات هامة من بينها إرسال كتيبة من جنود الولاية الرابعة إلى الولاية السادسة لمساعدتها في حربها ضد فلول بلونيس المدعمة من القوات الفرنسية، كما تقرر إيفاد كتيبة أخرى إلى الولاية الأولى لدعمها في خربها ضد ما يسمى بالمشوشين، ومن سنن القادة آنذاك تبادل الهدايا، إذ عقب الاجتماع أهدى عميروش سلاحه لسي امحمد وبادله سي امحمد نفس الهدية، أما بالنسبة للحواس فقد أهدى له سي امحمد أحسن محافظ سياسي في الولاية الرابعة وهو المدعو باشن·
وفيما يخص الطيب الجغلالي فقد كان سفير الولاية الرابعة يتنقل بين الولايات الست، وسبق أن كانت له معرفة بسي الحواس إبّان النضال في إطار الحركة الوطنية مع العلم بأن الطيب الجغلالي هو الآخر كان متمردا على النظام الاستعماري منذ 1943. وما إن التقى الحواس بالجغلالي في تونس أثناء الكفاح حتى طلب من الولاية الرابعة أن ترسل إليه كتائب لقيادة الساسة، وهو ما تم· ولما استشهد العقيد الحواس في 28 مارس 1959 حتى تولى الجغلالي منصب قائد الولاية· بعدها تمكن أحد مسؤولي الولاية السادسة من الحصول على رسالة موجهة من الجغلالي إلى مسؤولي الرابعة يوصيهم خيرا برئيس بلدية شامبلا (العمارية حاليا) مع العلم بأن هناك صداقة سابقة بين رئيس البلدية وسي الطيب الجغلالي، وبالتالي كانت الرسالة بالنسبة لقادة السادسة مبررا كافيا للقضاء عليه مع 18 إطار من الرابعة كانوا معه·
بعدها ترصدت الولاية الرابعة لعلي بن المسعود الذي كان مسؤول منطقة وكان وراء اغتيال الجغلالي وأعوانه، فتمت محاكمته مع محمد بلقاضي وتم القضاء عليهما·
وخلال أزمة 62 كانت الولاية السادسة بقيادة محمد شعباني في صف قيادة الأركان إلى جانب الولاية الخامسة والولاية الأولى في حين كنا في الصف الآخر، وقبل اندلاع المواجهات فيما يعرف بحرب الولايات التقيت محمد شعباني في عين وسارة وكان معه بومدين وبن الشريف، وآخرون، فقلت له: ''لقد جئتم لتحطيمنا لكن أقسم لك بالله فإن هؤلاء الذين أتيت معهم اليوم هم الذين سيقتلونك فيما بعد''·
وتشاء الأقدار أن أكون ضمن وفد إلى جانب علي منجلي ويوسف الخطيب إذ أرسلنا بن بلة لإقناعه بالعدول عن تمرده، وكان ذلك سنة 1964 في بسكرة· فذّكرته بحدث عين وسارة فقال لي: ''ذلك هو أكبر خطأ ارتكبته وسأدفع ثمنه بحياتي''·
لمجد ناصر
أبو عمار، بوتفليقة ودفتر الشيكات!
ردا على سؤال بشأن جزائر ما بعد الانتخابات الرئاسية لـ9 أفريل2009 ، أجاب ضيف ''الخبر الأسبوعي'' بسرد قصة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عند إعلان قيام الدولة في الجزائر عام 1986, مؤكدا على أن عشية انعقاد جلسة قيام الدولة ظهرت بعض الخلافات إلى السطح، بما هدد بتأزيم الأوضاع وإفساد العرس الفلسطيني الذي كان يترقبه الجميع·
وأشار إلى أن أحد قيادات منظمة التحرير الفلسطينية ذهب ليلا لمقابلة ياسر عرفات في نادي الصنوبر، وكان أبو عمار نائما، فلم يتحرج من إيقاظه ليخبره بالتجاذبات الواقعة، فنظر إليه الرئيس الفلسطيني الراحل وهو لا يزال يتثاءب ومد يده إلى جيبه وأخرج منه دفتر الشيكات، وقال: ''ما دام دفتر الشيكات هذا مع أبو عمار، فاذهب لتنام ولا تخشى شيئا''، وأكد بورفعة على أن الجلسة عقدت، وغادر الكثير من المشاركين في اجتماع الجزائر غاضبين، ولكن النتيجة بعد ذلك معروفة، وما حدث في غزة منذ أشهر هو أحد نتائج منطق ''دفتر الشيكات''·
وأوضح أن نفس المنطق معمول به في الجزائر، فدفتر الشيكات موجود، وهناك استعداد دائم لغلق الأفواه وإسكات الأصوات الغاضبة بشيك أو اثنين، ولكن ما ذا سيحدث بعد ذلك·
واعتبر أن الانتخابات الرئاسية القادمة مجرد موعد إجرائي، مؤكدا على أنه من غير الطبيعي أن يخلق النظام معارضين ويعطيهم الإمكانيات اللازمة لمعارضته، وأوضح أن منطق الديمقراطية مقلوب في بلادنا، فمن المفروض عندما تجرى الانتخابات ويفوز حزب بها يشكل الحكومة، أما البقية فيذهبون إلى المعارضة، أما عندنا فالحزب الذي يفوز بالأغلبية يوظف أحزابا أخرى، ويعطيها ''كوطة''، ونجد أن منطق دفتر الشيكات ونظرية أبو عمار تظهر هنا من جديد·
واعتبر ضيف ''النقاش'' أن وجود المعارضة الحقيقية شيء ضروري لأي نظام، في حين أنه لا فائدة ترجى من المعارضة الشكلية أو الديكورية التي نراها، مشيرا إلى أن النتائج محسومة سلفا، فالرئيس بوتفليقة فائز بالانتخابات، ولويزة حنون سيمنحونها المركز الثاني، في إطار ''موضة'' ترقية المرأة سياسيا·
كمال زايت
7 وزراء من دشرة واحدة عيب
أشار بورفعة إلى أن آثار أزمة 1962 لا تزال قائمة اليوم وغدا، ولما سألناه عن آثارها أجاب: ''الآثار كثيرة، ماذا تريدون مني أن أذكر لكم كمثال، هل أقول أن أخطر آثار هذه الأزمة هو الجهوية، 7 وزراء من دشرة واحدة عيب''·
وأضاف أنه لما كتب مذكراته اتصل به المؤرخ محمد حربي ولامه لأنه انتقد بومدين كثيرا، فأجابه قائلا: ''أنا لست مؤرخا، ولا أمثل إلا شخصي، لقد عارضت بومدين وهو حي، والآن بومدين مات، اتركوا لنا على الأقل الحق في أن نقول ما نشاء، وأنت كمؤرخ حاول أن تكون متجردا في عملك، لأن الأجيال القادمة ستأخذ ما تكتبه على أنه نتاج بحث علمي بحت''·
وألمح بورفعة إلى أن الجزائر اليوم في حاجة إلى بومدين في كل ولاية، دون أن يكون هذا بالضرورة كفيلا بحل مشاكل الجزائر، وإعادة الانضباط لتسيير الشأن العام·
وأكد لخضر بورفعة على أننا نعيش وقتا أصبحت فيه الشجاعة تهورا، والجبان تحول إلى حكيم ومتبصر، والمنافق يوصف بأنه ذكي، في حين أن الشريف أصبح لا يصلح لا للمكان ولا للزمان، وأوضح أنه لا يؤمن بوجود مواطن سيء، بل هناك حاكم سيء، وإذا كان هناك مواطنون سيئون فذلك بسبب أن هناك مسؤولين سيئين·
كمال· ز
مصالي مرتد وكان أخطر على الثورة من فرنسا
أسهب الرائد لخضر بورفعة في الحديث عن مصالي الحاج، معتبرا بأن هذا الأخير رفض التغيير وطعن الثورة من الخلف، وحرمها من خيرة مناضلي الحركة الوطنية تكوينا ونضالا، وقال: ''لما كنا نلقي القبض على المصاليين لا نعرف كيف نتحدث إليهم، وكيف نتعامل معهم''·
واعتبر بأن المذنب الحقيقي فيما جرى كان مصالي الحاج، يا ليته سكت فقط بعد قيام الثورة، مؤكدا على أن بلونيس كان عضوا بارزا في الحركة الوطنية، وكوبيس تأسست المنظمة السرية so في بيته بعين الدفلى، لكنهما وآخرين وجدوا أنفسهم في حرب ضد الثورة بتوجيهات وأوامر من مصالي الحاج·
وأعرب بورفعة عن حنقه وضيقه بسبب إطلاق الرئيس بوتفليقة اسم مصالي الحاج على مطار تلمسان، مؤكدا أنه من حق أي كان أن يناور سياسيا من أجل تحقيق مكاسب أو تعزيز مواقع، ولكن أن يوظف التاريخ من أجل تحقيق أغراض سياسية، فذلك أمر مرفوض، إلا إذا كانت الخيانة وجهة نظر·
وعن سؤال بشأن التوصيف الذي يطلقه بورفعة على مصالي، قال ضيف ''الخبر الأسبوعي: ''إن مصالي مرتد، والمرتد عن الكفر في الإسلام تمحى سيئاته، أما المرتد عن الإسلام عقوبته القتل''· واعتبر بورفعة أن ''ما فعله مصالي بالثورة أضاف لها في تقديراتي 3 سنوات على الأقل، إذ كان بالإمكان أن تحصل الجزائر على استقلالها في 1959, وفرنسا لعبت على ذلك وشجعت وسلحت المصاليين، فبلونيس وجماعته كانوا يخرجون بشاحنات وأسلحة فرنسية، وخلال تلك السنوات الثلاث التي أضافها مصالي وأنصاره إلى عمر الثورة سقط 80 بالمائة من شهداء الثورة''·
وأوضح أن المصاليين كانوا يتعاملون بوحشية مع جنود الثورة، عندما يلقون القبض عليهم، واستطرد قائلا: ''لقد كانوا يذبحونهم من القفا بوحشية وتنكيل، مشيرا إلى أن الجيوش الفرنسية كانت تأتي في المرتبة الثالثة أو الرابعة من حيث الخطر في كثير من المناطق، مقارنة بالمصاليين، الذين كالوا للثورة ضربات موجعة وقاتلة·
ك· زايت
طالب الإبراهيمي وبوتفليقة انقلبا على بومدين
أكد بورفعة أن كثيرا من الأشخاص والمسؤولين الذين كانوا محسوبين على الرئيس الراحل هواري بومدين، انقلبوا عليه بعد وفاته، ولم يواصلوا على نفس النهج، ولم يدافعوا عن نفس الأفكار التي سبق وأن كانوا يدافعون عنها عندما كان بومدين على قيد الحياة·
وأشار ضيف ''الخبر الأسبوعي'' إلى أن أحمد طالب الإبراهيمي وزير الخارجية الأسبق أسس حزبا أسماه حركة الوفاء، في حين أنه كان من الأولى بالنسبة له أن يظل وفيا لبومدين، ولما قلنا لبورفعة أن الإبراهيمي لم يحصل على الاعتماد لحزبه علق قائلا: ''أحسن، وإن شاء الله لن يحصل على الاعتماد أبدا''!
ولما سألنا الرائد بورفعة إن كان الرئيس بوتفليقة بقي وفيا لبومدين، أجاب بعفوية قائلا: ''ما كانش منها'' بوتفليقة بقي وفيا لبومدين في الحملات الانتخابية والندوات الصحفية، في حين أنه تنكر له في الواقع مثله مثل غيره، مشددا على أن بومدين كان يضرب بالعصا، ويحكم على البلد بيد من حديد، وبعد أن مات ذهب كل شيء، وكل ما أنجز في عهده وهو ملك للشعب تبدد وضاع وخرب وبيع بالدينار الرمزي·
وأشار إلى أن الرئيس الراحل عاش في مصر واقترب من ثورة الضباط الأحرار، لذا كان يعرف اختيار الرجال والظروف المناسبة من أجل الحصول على ما يريد، مشددا على أنه لو قيل لي من قبل أن بن طوبال سيمسك الشريط ليقصه بومدين لما صدقت، ولكن ذلك تحقق، ذلك هو بومدين، الذي كان يعرفهم جيدا، عكسنا نحن الذين لم نعرفهم جيدا، ولذلك خسرنا أمامهم في المعركة، ولما سألنا بورفعة إن كان سيأتي اليوم الذي سيمسك فيه الشريط ليقصه بوتفليقة قال: ''لن يحدث هذا أبدا''·
كريم بن شيخ
فتح الحدود مع المغرب ليس هو الحل
قال الرائد لخضر بورفعة أن فتح الحدود الجزائرية ـ المغربية لا طائل من ورائه إلا إذا كان في إطار رؤية شاملة، تأخذ في الاعتبار ضرورة إعادة بعث مشروع اتحاد المغرب العربي الذي يحتضر، معتبرا بأن فتح الحدود من أجل فتحها فقط ليس هو الحل لبعث علاقات أخوية ومتينة مع الشقيقة المغرب·
واعتبر بأن فكرة الاتحاد المغاربي كانت في قلب الثورة التحريرية، موضحا أن الكتيبة التي كان يقودها تضم 22 مغربيا، وهذا ما جعلنا نقتنع بأن فكرة الوحدة المغاربية ممكنة، لأننا خضنا معركة واحدة ضد الاستعمار من أجل تحرير أرضنا، واسترجاع سيادتنا، وأضاف قائلا: ''لقد فتحنا أعيننا على فكرة الوحدة بين أوطان المغرب العربي، وكنا مقتنعين بإمكانية تحقيقها بعد نيل الاستقلال، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن''·
وأضاف أنه كان من الأولى، قبل التفكير في الانضمام إلى الاتحاد من أجل المتوسط، أن نقدم حصيلة لمشروع الاتحاد المغاربي، فإذا كان هذا المشروع مات، لنقم بدفنه والترحم عليه، والبحث عن الأسباب التي جعلته يفشل، حتى نضمن عدم تكرارها في المستقبل، معتبرا أنه حتى وإن كنا نعيش عصر التكتلات، فإنه من الضروري أن نذهب لمثل هذه التكتلات كشريك وليس كتابع·
ولم ينف بورفعة دور القوة الاستعمارية السابقة في إفشال مشروع الوحدة المغاربية، مؤكدا على أن الاستعمار عندما رأى أن معركة التحرير مشتعلة في كامل الدول المغاربية، قرر أن يمنح الاستقلال لبعض الدول، الذي حصلت عليه بمجرد كتابة رسالة، وذلك من أجل عزل الثورة الجزائرية، لأنه مقتنع بأنه لو حصلنا على الاستقلال لكان فيروس الثورة قد انتقل إلى كل المستعمرات·
كريم· ب
.................................................. ........................
***,المؤامرة الزرقاء "لابلويت" : هي مخطط وضعته المخابرات الفرنسية ،وكانت تهدف فرنسا من وراءه عندما وجدت نفسها امام الامر الواقع،وهي ان الجزائر ستستقل لامحالة، فوضعت مخطط عن طريق تسريب عناصر جزائرية موالية لها ، الى داخل الثورة، نفسها مهمتها هي اختراق الثورة،..واكثر من ذالك ضمان "اختراق" الجزائر المستقلة على الدوام بما يسمح السيطرة لضمان اولوية المصالح الفرنسية في الجزائر المستقلة.
الثورة ليست بحاجة إلى مادة دستورية لحمايتها
قال لخضر بورفعة إن الهدف من التعديل الدستوري الأخير كان يخص مادة واحدة وما عدى ذلك مثل ترقية المرأة وحماية رموز الثورة لم يكن سوى تمويه·
وكان ضيف ''الخبر الأسبوعي'' يقصد بذلك المادة التي كانت تقيد عدد الولايات الرئاسية بولايتين والتي صادق ''مجلس الأمة'' على إلغائها فاتحا بذلك باب الرئاسة مدى الحياة أمام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بدعوى ''حرية الشعب في اختيار قادته''·
ب· علاوة
وقال المجاهد المعروف لخضر بورفعة إن المسألة لم تكن أبدا مسألة دساتير وتعديلات· وقال إن الثورة وتاريخها ليست بحاجة إلى مادة دستورية لحمايتها· ''العيب ليس في القوانين، بل فينا نحن ما دمنا غير قادرين على إعادة النظر في أخلاقنا وفي قيمنا وثقافتنا''· وأضاف إنه أصيب بإحباط كبير عندما أراد مؤخرا الإطلاع على الدستور حين وقف على عند المادة 21. ''هذه المادة تقول لا يجوز استعمال السلطة في مؤسسات الدولة كمصدر للثراء ولا وسيلة للمحسوبية وللجهوية وللإقطاع، وقد أعدت قراءتها عدة مرات لكي أتأكد من أنها ليست خطأ مطبعيا أو مادة مدسوسة· لقد طويته وناديت الشخص الذي جاءني به وقلت له خذ دستورك''· واسترسل قائلا: ''الجرائد تثير من وقت لآخر مسألة السلع المغشوشة وقطع الغيار المزوّرة وكان الأحرى بها أن تثير قضية الإطارات المغشوشة والمزورة·· الإشكالية بالنسبة لي تتعلق بالـ''سيستام''· وأعود إلى المادة 21 لأقول إنك عندما تستعرض مواد الدستور وكل الوثائق الأخرى منذ ميثاق طرابلس، تجد أنها واضحة بأسلوبها المضبوط وبأبوابها، لكن ما حظها من التطبيق؟ أما تعديل الدستور فهو أسلوب تعودنا عليه وتعودنا على تغيير بعض مواده في كل فترة بعد أن يؤمن النظام لذلك مناخا ملائما''·
بالنسبة لـ''ترقية موقع المرأة'' التي جاءت في التعديلات الأخيرة على الدستور، قال لخضر بورفعة إن الخطاب السياسي السائد لدى تناوله مسألة المرأة يعطيك الانطباع أن المرأة مادة جديدة اكتشفناها حديثا في منطقة الهفار ويجب أن نستغلها وأن نسوقها· ''المرأة التي عرفتها أنا هي تلك التي وقفت إلى جانب الرجل خلال الثورة وكانت تنقل الماء والمؤن وطفلها في غالب الأحيان مشدود إلى ظهرها وهي تنوء بما تحمله حتى أنها تكاد أن تقع أرضا· المرأة التي عرفتها أنا هي تلك المرأة الشهيدة خلال معركة وطفلها بجانبها يرضع من صدرها· ألا يكفي هذا؟ أنا لا أرغب في الكلام عن ''امرأة المارلبورو''· بل أتكلم عن المرأة التي كانت تطحن القمح في الرحى الحجري التقليدي وتفلح الأرض وكانت تجاهد وتكافح· كل هذا عشناه ولم يكن خيالا ولا قصصا وروايات· هاته المرأة ليست في حاجة لدساتيرهم ولتعديلاتهم ولا لكي يتخذوا منها حجة تغطي سياساتهم''· ويرى بورفعة أنه يوجد حتما من بين هؤلاء الذين يتكلمون عن المرأة ''ممن لم يروا المرأة على تلك الصفة التي رأيتها أنا عليها بحكم مواقعهم خلال الثورة وبحكم الأماكن التي كانوا فيها، ورغم احترامنا لمن كانوا يمثلون الثورة في الخارج، إلا أننا نقول إنهم ليسوا كمثل من عايش الثورة من الداخل وشاهد أمورا وتأثر بها''·
وانتقل ضيف ''الخبر الأسبوعي'' إلى إشكالية تحديد من هو المجاهد وما تطرحه من جدل يقفز إلى السطح مرة بعد أخرى فقل إن الذنب ليس ذنب وزارة المجاهدين ولا الوزير الحالي ولا من تتابعوا على رأس تلك الوزارة ولا ذنب المجاهدين بصفتهم مجاهدين· ''العيب كل العيب في القانون الذي جاء في 62 ليضبط هذا القطاع والذين وضعوا ذلك القانون لم يعيشوا الثورة· قانون أتخذ في ظروف معينة وحدد صفة المجاهد· الدستور تغير عدة مرات وتغيرت القوانين والعباد وبقي ذلك القانون على حاله· الناس يتكلمون عن الشهادات المزيفة، بينما العيب يعود إلى القانون الذي لم يخضع لأية مراجعة مع ما فيه من ثغرات تسهل عمليات التسلل· القانون يشترط ثلاثة شهود فقط لحيازة صفة مجاهد·· مَن يعجز حقيقة عن توفير هذا العدد من الشهود لكي يتحصل على صفة مجاهد ويصبح هو بدوره شاهدا لصالح مرشحين آخرين؟ وزارة المجاهدين تجد نفسها محاصرة وهي لا تملك حلاّ· السائد الآن هو أن شهادة النضال تستخرج من البلدية· هنا الخلل· فأنا مثلا كنت أنشط في الوسط وكان معي مجاهدون من الشرق، وهناك من كانوا وراء البحر، فكيف يعود هؤلاء إلى بلدياتهم لتمنح لهم شهادة الجهاد؟ الإشكالية كلها نشأت منذ خلق الشهادة البلدية في 62 من طرف بومدين وجماعته· صحيح، كان هناك العديد من أفراد الشعب ممن تعاونوا مع الثورة بمختلف الأشكال ويجب أن تكون لهم حقوق، وهؤلاء الأشخاص كان التنظيم يعرفهم·· لكن مثل هؤلاء لم يكونوا ممنوعين أن يشهدوا لصالح غيرهم· ومثلهم من كانوا في الخارج، كيف يعقل أن يشهدوا لصالح أناس من الداخل؟ هكذا وقعت الفوضى· في تقديراتنا التي وضعناها بمناسبة تحويل جيش التحرير الوطني إلى الجيش الشعبي الوطني، كان عدد المجاهدين لا يتجاوز 30 ألف فرد· القانون لم يمنع انتحال صفة المجاهد وأصبح بمثابة مكتب لليد العاملة''·
ومن الأمثلة التي ساقها بورفعة عن تلك الفوضى أن أعضاء في لجنة الشؤون الاجتماعية لم يكونوا يعرفون مهمة المحافظ السياسي وهل هو مجاهد· ''عندها انسحبت من اللجنة وقد شعرت أنني لن استطيع التفاهم مع أعضائها· المحافظ السياسي كان هو الذي يقبل المجاهدين أو يرفضهم، فكيف يصبح موضع تساؤل؟ ولا ريب أن صاحب السؤال لم يكن يعيش في الداخل، فربما كان يعيش في الخارج أو في منطقة الحدود· علما أن مسألة المجاهدين المزيفين كانت مطروحة منذ الاستقلال وكان يقصد من ورائها الضباط الجزائريون الذين فروا من الثكنات الفرنسية والتحقوا بالثورة''·
بن شريف يريد أن يدخل التاريخ من الخلف
أحمد بن شريف يريدُ أن يدخل التاريخ من باب موارب· لقد التحق بالجبل يوم 28 جويلية 57, وقْت أن كان آخرُ فردٍ فينا قد أفنى مئة جزمة· عمليةُ هروبِه من الثكنة الفرنسية نفسُها لم يكن هو من خطّط لها ونفّذها· الشخص الذي قام بها يدعى جلول وكان عريفا بنفس الثكنة· وقد استشهد فيما بعد وسميت باسمه الكتيبة الجلولية المشهورة· كان بن شريف ضابطا وقد ذهب إليه جلول حيث كان نائما وأخبره بعملية الهروب فانضم إلى الهاربين وكان عددهم 16 فردا من بينهم ستة فرنسيين وثمانية أفارقة ثم جلول وبن شريف· العملية تمت بدون إراقة دماء بعد أن تمكن جلول ورفاقه من نزع سلاح الحراس ثم ذهب إلى مرقد بن شريف وأيقضه من النوم· والذي حدث بعد ذلك أن قائد المنطقة سي امحمد أذاع منشورا يدعو فيه الضباط وضباط الصف الجزائريين العاملين في القوات الفرنسية إلى الالتحاق بالثورة منوها بفعل بن شريف·
في ماي من نفس السنة عيّنه سي امحمد كمساعد للرائد عز الدين بالرغم من أن هذا المنصب لم يكن معروفا لدينا· لكن بن شريف سرعان ما أصبح مصدر إزعاج للرائد عز الدين بسبب عدم معرفته بحرب العصابات· وقد أعلم الرائد عز الدين سي امحمد أنه لم يعد في حاجة لبن شريف فما كان من سي امحمد سوى أن بعثه إلى الحدود لعله يكون هناك ذا فائدة في تدريب الجنود·
في جويلية58 وصل بن شريف إلى المغرب ومن هناك انتقل إلى تونس· في بداية سنة 60 عاد إلى التراب الوطني مبعوثا مثل غيره كثيرين من مبعوثين على خلفية الإعداد للاستيلاء على السلطة· كان برفقته ضابط يدعى فلاح محمد وكان معروفا لدى الجميع بفضل عمله كدليل بين المنطقة الحدودية ومناطق الداخل· وقد وصلا إلى منطقتنا في 16 سبتمبر 1960. في 24 أكتوبر ألقت القوات الفرنسية عليهما القبض في بني سليمان بمنطقة تابلاط· محمد فلاح الذي كان جريحا، أجهزوا عليه أما بن شريف فقد أخذوه معهم· بعد ذلك قام وفد من قبيلته بالتوجه إلى الحاكم العام ثم قصد باريس ليلتمس لدى المسؤولين هناك إنقاذه من الموت· الفرنسيون لم يكونوا أغبياء· لماذا قتلوا فلاح؟ فلاح بالذات كان أصيب بجروح في منطقة البليدة وأنقذ حياته فرانس فانون بنفسه·
أتذكر أن فلاح خلال إقامته بيننا هو وبن شريف، كان يحلو له أن يتكلم عن السلاح الذي كان في حوزة جيش الحدود ويفيض في وصفه وكان بن شريف يتدخل في كل مرة ليسكته· كان فلاح يعلق بذلك على تسليحنا نحن مجاهدو الداخل الذي كان بسيطا وفقيرا· هل كان بن شريف عميلا؟ الله أعلم· كل ما أعلمه أنه نجا من الموت بفضل تدخل أسرته لدى السلطات الفرنسية في باريس، وكان المسؤولون الفرنسيون يحترمون الأعيان وقد كان أبوه قائدا· الذي أتذكره عنه أنه في كل مرة يصل إلى قرية أو دشرة، يسارع إلى الاستفسار لدى سكانها عما إذا كان عسكر فرنسا سأل عنه أم لا، وكان يفرح كثيرا إذا جاءه الرد بالإيجاب ولا يتردد في هذه الحالة في منح مخاطبه بعض النقود·
ب· ع
بوضياف هو من قتل نفسه!
عن عودة محمد بوضياف إلى البلاد من منفاه المغربي الطويل ليتقلد منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة ثم ما حدث له بعدئذ، يعتقد لخضر بورفعة أن الأمر كله ''كان مكرا ومراوغة الهدف منهما ضمان استمرار النظام بعد إزاحة الرئيس الشاذلي بن جديد من الحكم، وإلا كيف نفسّر بغير ذلك أنه في فترة وجيزة مرّ على رئاسة الدولة كل هؤلاء الرؤساء لتستقر الأمور أخيرا بين يدي بوتفليقة''·
ويرى لخضر بورفعة في حديثه مع فريق ''الخبر الأسبوعي'' أن الذين كانوا وراء مجيء بوضياف كانوا فريقا من متآمرين· ''لقد مدّوا يدهم إلى سلّة التاريخ وأخرجوا منها وجها رأوا أنه يصلح ليمكن لهم الاستمرار في مكرهم· وكان ذلك خطأهم الأكبر· لم يكونوا يعرفون بوضياف حق المعرفة، وبالمقابل فإن بوضياف أيضا لم يكن يعرفهم''·
لقد بقي بوضياف رجل ثورةٍ كما أضاف لخضر بورفعة· كان صارما وكان حازما متشبعا بأخلاق الثورة وكان بالتالي بعيدا كل البعد عن الواقع المستجد في بلاده· لقد نسي أن الوقت الذي كانت فيه صورته وصورة رفقائه عنوانا للوطنية، نسي أن هذا الوقت قد مضى·
في تحليله للدور الذي كان معدّا لبوضياف، يشير لخضر بورفعة لما يصفه بـ''المخبر'' حيث جرى إعداد طبخة بوضياف واستعماله ثم توريطه في قرارات معينة· ''بوضياف عاد من رحم التاريخ محاطا بهالة من الشرعية الثورية، ولم يكن الذين جاؤوا به يدركون ما يفعلون· كانوا يظنون أنه يمكن لهم أن يملأوا بشخصيته فراغا مؤقتا أو مرحلة· أول شيء جرى تنفيذه بعد عودة بوضياف هو إقامة مراكز الاعتقال في الصحراء· وكان ذلك أمرا مدروسا ومبيتا من طرف من أعتبرهم أنا أعضاءً في ''المخبر''، أي الذين كانوا وراء عودته· لم يكن هناك من هدف لإقامة مراكز الاعتقال تلك سوى إتاحة الفرصة للمعتقَلين لكي يتعرفوا على بعضهم البعض ويوثقون الصلات ببعضهم البعض· هكذا يمكن للعناصر القادمة من عنابة التعرف على القادمين من وهران وهلم جرا· بعد ذلك صدر قرار من نفس المخبر بحبس القادة الإسلاميين في سجن لامبيز (باتنة) وإعطائهم بذلك فرصة للقاء فيما يشبه مؤتمر صومام خاص بهم وتوزيع الأدوار بينهم· ولما تمّ لهم ذلك، جرى تنظيم عملية لهروبهم من السجن في ليلة من الليالي ليتوزعوا عبر مناطق الوطن وتتخذ كل جماعة منهم عنوانا لها مثل السلفية وجيش الإنقاذ والحركة الإسلامية المسلحة وغير ذلك· كان هناك توزيع دقيق للأدوار وللمناطق''·
وأعود إلى بوضياف وأعتقد أنه بدأ يشك في نوايا المحيطين به وكان آخر ما بدر منه من كلام قبيل اغتياله يتعلق بالشباب وبيأسهم، ولا ريب أنه قال ذلك بوضوح أكبر في اجتماعات سابقة له· لو عاد إلى الحياة وقال لي إن فلانا هو الذي قتله لقلت له إنك أنت الذي قتلت نفسك· لقد أخذ طبعه كرجل ثورة يبرز ويطغى على تصرف رجل الدولة· رجل الدولة يهادن ويساوم ويراوغ وله عدة وجوه بينما كان لبوضياف وجه واحد وكلمة واحدة· وأذكر أن عدة مجاهدين توجهوا إليه في المغرب وحاولوا إقناعه بعدم العودة وأنا شخصيا كنت من جملة الذين نصحوه بذلك·
لكن ما الذي جعل بوضياف يقبل بينما كان قد رفض في الاستقلال السلطة عندما اقترحتها عليه جماعة بومدين قبل أن تقترحها على بن بلة؟
عن هذا السؤال، يردّ لخضر بورفعة بجملة تخمينات من بينها أنه ربما اعتقد بوضياف أن وقته قد حان وأن الرفاق الآخرين وقد فقدوا بعضا من نقائهم، لم يعودوا قادرين على قيادة البلاد· ''الشخص الذي أقنعه بالعودة هو علي كافي· أنا كنت مع علي كافي في الأمانة الوطنية للمجاهدين، وذات يوم طلب خالد نزار وزير الدفاع اللقاء بنا هو وغزالي رئيس الحكومة آنذاك· كنا خمسة، أنا وعلي كافي وصالح بوبنيدر وصديقي الطيب والعقيد عمارة بوغلاز· دار الاجتماع حول إمكانية تسليح المجاهدين لمواجهة الإرهاب، وقد عارضت أنا تلك الفكرة من موقع أن الجيش هو حامي الدولة، وتسبب ذلك في خصام مع علي كافي ثم قررت الاستقالة من المنظمة· وقد علمنا فيما بعد أن بوضياف كان في مكتب مجاور للمكتب الذي اجتمعنا فيه· كان بوضياف قد زار الجزائر مرتين على الأقل بطريقة غير معلنة· وكان علي كافي قد زاره في المغرب من قبل وهو الذي اقنعه بالعودة''·
من هم أعضاء هذا ''المخبر'' وما مصلحتهم من وراء كل هذا؟ ***''إنها عملية لابلويت الشهيرة لا تزال مستمرة''! بهذا يرد لخضر بورفعة وهو يقصد عملية اختراق واسعة نفذتها مخابرات الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير من أجل اختراق صفوف الثورة· ''عملية لا بلويت لم تكن عملية ظرفية كما توهمنا·· إنها استثمار طويل المدى يستمر بعد الاستقلال· إنه الاختراق المستمر للجزائر''·
علاوة· ب
بوتفليقة حيّد الجيش
يرى لخضر بورفعة أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ''قادر على تحييد الجيش''· وأوضح ضيف ''الخبر الأسبوعي'' أن الجيش كمؤسسة ينبغي أن يبقى بعيدا عن التجاذبات السياسية وينبغي حمايته هو أيضا من الضربات السياسية· وقال إن الجيش يتكون من أبناء الشعب ولكن قيادته تشبه ''مهزلة سيئة أو طبيخا أخذ يصدر رائحة كريهة'' وهي المقصودة بـ''التحييد''· ''لقد نجح بوتفليقة كما يبدو في تكوين ملفات عنهم ووجدوا أنفسهم بدون حماية نظرا لتورطهم بطريقة أو بأخرى في بعض القضايا الشائكة''· وقال إنه يتصوّر أن تلك العملية جرت كالتالي·· هناك حتما شخص لا يملك جنودا ولا أسلحة ''ولكنه يحمل حافظة تحتوي ملفات عن الجميع وهو يقدّم تلك الملفات بمقابل''·
وعبّـر عن اعتقاده أن ولاية بوتفليقة الثالثة التي من أجلها جرى تعديل الدستور ''تقررت بعيدا عن قيادة الجيش''·
ب· ع
لهذه الأسباب اغتيال الجغلالي ورفقائه
يرى الرائد لخضر بورفعة بأن الخلافات التي كانت أحيانا دموية بين الولاية السادسة والرابعة، يتحمل جزءا منها جماعة الخارج، وجماعة مؤتمر الصومام الذين لم يعطوا الولاية السادسة حقها من الاهتمام رغم كونها تضم ثلاثة أرباع الجزائر من حيث المساحة، فضلا عن أهميتها بعد اكتشاف البترول مما جعلها مسرحا للعديد من المناورات الفرنسية·
فخلال انعقاد مؤتمر الصومام تم تعيين قادة أكفاء على رأس الولايات الخمس، أما بالنسبة للولاية السادسة فقد تم تعيين الشهيد علي ملاح، فهذا الأخير كان معربا في ثقافته ويحفظ القرآن الكريم وكان قومي الإيديولوجية، وقد كان متمردا على النظام الاستعماري منذ 1947 والذين كلفوه بهاته المهمة كانوا يهدفون إلى إبعاده لعدم تطابق توجهاتهم معه· ولما قاموا بتعيينه أرسلوا معه جنديين فقط أحدهما يحمل المتاع والآخر يقوم بوظيفة كاتب·
وعقب تعيين علي ملاح أقام مقر قيادته بالولاية الرابعة وبالتحديد في جبل اللوح· وفي هاته الأثناء كنا نسمع بوجود جيش على رأسه الشهيد زيان عاشور متمركز بمنطقة الصحراء· فقرر سي امحمد قائد الولاية الرابعة إرسال فوج من المجاهدين إلى الصحراء بقيادة علي زويش وحمله رسالة إلى الشيخ زيان يطلب فيها إرسال فوج من الصحراء إلى الرابعة لتوثيق أوامر التعاون، لكن ما إن وصل فوج علي زويش إلى جبل بوكحيل في أواخر أكتوبر 1956 حتى تم اغتيال جميع أفراده باستثناء واحد يدعى عبد الرحمان ولا نعلم إلى غاية اليوم من غدر بهم وقتلهم· مع العلم بأن جماعة بلونيس ومفتاح من الحركة الوطنية كانوا متواجدين بالمنطقة آنذاك· وكانت هاته الحادثة بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير·
استشهد علي ملاح وعين العقيد الحواس على رأس الولاية السادسة والذي حضر اجتماع العقداء في ديسمبر 1958 بالطاهير، والذي انبثقت عنه قرارات هامة من بينها إرسال كتيبة من جنود الولاية الرابعة إلى الولاية السادسة لمساعدتها في حربها ضد فلول بلونيس المدعمة من القوات الفرنسية، كما تقرر إيفاد كتيبة أخرى إلى الولاية الأولى لدعمها في خربها ضد ما يسمى بالمشوشين، ومن سنن القادة آنذاك تبادل الهدايا، إذ عقب الاجتماع أهدى عميروش سلاحه لسي امحمد وبادله سي امحمد نفس الهدية، أما بالنسبة للحواس فقد أهدى له سي امحمد أحسن محافظ سياسي في الولاية الرابعة وهو المدعو باشن·
وفيما يخص الطيب الجغلالي فقد كان سفير الولاية الرابعة يتنقل بين الولايات الست، وسبق أن كانت له معرفة بسي الحواس إبّان النضال في إطار الحركة الوطنية مع العلم بأن الطيب الجغلالي هو الآخر كان متمردا على النظام الاستعماري منذ 1943. وما إن التقى الحواس بالجغلالي في تونس أثناء الكفاح حتى طلب من الولاية الرابعة أن ترسل إليه كتائب لقيادة الساسة، وهو ما تم· ولما استشهد العقيد الحواس في 28 مارس 1959 حتى تولى الجغلالي منصب قائد الولاية· بعدها تمكن أحد مسؤولي الولاية السادسة من الحصول على رسالة موجهة من الجغلالي إلى مسؤولي الرابعة يوصيهم خيرا برئيس بلدية شامبلا (العمارية حاليا) مع العلم بأن هناك صداقة سابقة بين رئيس البلدية وسي الطيب الجغلالي، وبالتالي كانت الرسالة بالنسبة لقادة السادسة مبررا كافيا للقضاء عليه مع 18 إطار من الرابعة كانوا معه·
بعدها ترصدت الولاية الرابعة لعلي بن المسعود الذي كان مسؤول منطقة وكان وراء اغتيال الجغلالي وأعوانه، فتمت محاكمته مع محمد بلقاضي وتم القضاء عليهما·
وخلال أزمة 62 كانت الولاية السادسة بقيادة محمد شعباني في صف قيادة الأركان إلى جانب الولاية الخامسة والولاية الأولى في حين كنا في الصف الآخر، وقبل اندلاع المواجهات فيما يعرف بحرب الولايات التقيت محمد شعباني في عين وسارة وكان معه بومدين وبن الشريف، وآخرون، فقلت له: ''لقد جئتم لتحطيمنا لكن أقسم لك بالله فإن هؤلاء الذين أتيت معهم اليوم هم الذين سيقتلونك فيما بعد''·
وتشاء الأقدار أن أكون ضمن وفد إلى جانب علي منجلي ويوسف الخطيب إذ أرسلنا بن بلة لإقناعه بالعدول عن تمرده، وكان ذلك سنة 1964 في بسكرة· فذّكرته بحدث عين وسارة فقال لي: ''ذلك هو أكبر خطأ ارتكبته وسأدفع ثمنه بحياتي''·
لمجد ناصر
أبو عمار، بوتفليقة ودفتر الشيكات!
ردا على سؤال بشأن جزائر ما بعد الانتخابات الرئاسية لـ9 أفريل2009 ، أجاب ضيف ''الخبر الأسبوعي'' بسرد قصة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عند إعلان قيام الدولة في الجزائر عام 1986, مؤكدا على أن عشية انعقاد جلسة قيام الدولة ظهرت بعض الخلافات إلى السطح، بما هدد بتأزيم الأوضاع وإفساد العرس الفلسطيني الذي كان يترقبه الجميع·
وأشار إلى أن أحد قيادات منظمة التحرير الفلسطينية ذهب ليلا لمقابلة ياسر عرفات في نادي الصنوبر، وكان أبو عمار نائما، فلم يتحرج من إيقاظه ليخبره بالتجاذبات الواقعة، فنظر إليه الرئيس الفلسطيني الراحل وهو لا يزال يتثاءب ومد يده إلى جيبه وأخرج منه دفتر الشيكات، وقال: ''ما دام دفتر الشيكات هذا مع أبو عمار، فاذهب لتنام ولا تخشى شيئا''، وأكد بورفعة على أن الجلسة عقدت، وغادر الكثير من المشاركين في اجتماع الجزائر غاضبين، ولكن النتيجة بعد ذلك معروفة، وما حدث في غزة منذ أشهر هو أحد نتائج منطق ''دفتر الشيكات''·
وأوضح أن نفس المنطق معمول به في الجزائر، فدفتر الشيكات موجود، وهناك استعداد دائم لغلق الأفواه وإسكات الأصوات الغاضبة بشيك أو اثنين، ولكن ما ذا سيحدث بعد ذلك·
واعتبر أن الانتخابات الرئاسية القادمة مجرد موعد إجرائي، مؤكدا على أنه من غير الطبيعي أن يخلق النظام معارضين ويعطيهم الإمكانيات اللازمة لمعارضته، وأوضح أن منطق الديمقراطية مقلوب في بلادنا، فمن المفروض عندما تجرى الانتخابات ويفوز حزب بها يشكل الحكومة، أما البقية فيذهبون إلى المعارضة، أما عندنا فالحزب الذي يفوز بالأغلبية يوظف أحزابا أخرى، ويعطيها ''كوطة''، ونجد أن منطق دفتر الشيكات ونظرية أبو عمار تظهر هنا من جديد·
واعتبر ضيف ''النقاش'' أن وجود المعارضة الحقيقية شيء ضروري لأي نظام، في حين أنه لا فائدة ترجى من المعارضة الشكلية أو الديكورية التي نراها، مشيرا إلى أن النتائج محسومة سلفا، فالرئيس بوتفليقة فائز بالانتخابات، ولويزة حنون سيمنحونها المركز الثاني، في إطار ''موضة'' ترقية المرأة سياسيا·
كمال زايت
7 وزراء من دشرة واحدة عيب
أشار بورفعة إلى أن آثار أزمة 1962 لا تزال قائمة اليوم وغدا، ولما سألناه عن آثارها أجاب: ''الآثار كثيرة، ماذا تريدون مني أن أذكر لكم كمثال، هل أقول أن أخطر آثار هذه الأزمة هو الجهوية، 7 وزراء من دشرة واحدة عيب''·
وأضاف أنه لما كتب مذكراته اتصل به المؤرخ محمد حربي ولامه لأنه انتقد بومدين كثيرا، فأجابه قائلا: ''أنا لست مؤرخا، ولا أمثل إلا شخصي، لقد عارضت بومدين وهو حي، والآن بومدين مات، اتركوا لنا على الأقل الحق في أن نقول ما نشاء، وأنت كمؤرخ حاول أن تكون متجردا في عملك، لأن الأجيال القادمة ستأخذ ما تكتبه على أنه نتاج بحث علمي بحت''·
وألمح بورفعة إلى أن الجزائر اليوم في حاجة إلى بومدين في كل ولاية، دون أن يكون هذا بالضرورة كفيلا بحل مشاكل الجزائر، وإعادة الانضباط لتسيير الشأن العام·
وأكد لخضر بورفعة على أننا نعيش وقتا أصبحت فيه الشجاعة تهورا، والجبان تحول إلى حكيم ومتبصر، والمنافق يوصف بأنه ذكي، في حين أن الشريف أصبح لا يصلح لا للمكان ولا للزمان، وأوضح أنه لا يؤمن بوجود مواطن سيء، بل هناك حاكم سيء، وإذا كان هناك مواطنون سيئون فذلك بسبب أن هناك مسؤولين سيئين·
كمال· ز
مصالي مرتد وكان أخطر على الثورة من فرنسا
أسهب الرائد لخضر بورفعة في الحديث عن مصالي الحاج، معتبرا بأن هذا الأخير رفض التغيير وطعن الثورة من الخلف، وحرمها من خيرة مناضلي الحركة الوطنية تكوينا ونضالا، وقال: ''لما كنا نلقي القبض على المصاليين لا نعرف كيف نتحدث إليهم، وكيف نتعامل معهم''·
واعتبر بأن المذنب الحقيقي فيما جرى كان مصالي الحاج، يا ليته سكت فقط بعد قيام الثورة، مؤكدا على أن بلونيس كان عضوا بارزا في الحركة الوطنية، وكوبيس تأسست المنظمة السرية so في بيته بعين الدفلى، لكنهما وآخرين وجدوا أنفسهم في حرب ضد الثورة بتوجيهات وأوامر من مصالي الحاج·
وأعرب بورفعة عن حنقه وضيقه بسبب إطلاق الرئيس بوتفليقة اسم مصالي الحاج على مطار تلمسان، مؤكدا أنه من حق أي كان أن يناور سياسيا من أجل تحقيق مكاسب أو تعزيز مواقع، ولكن أن يوظف التاريخ من أجل تحقيق أغراض سياسية، فذلك أمر مرفوض، إلا إذا كانت الخيانة وجهة نظر·
وعن سؤال بشأن التوصيف الذي يطلقه بورفعة على مصالي، قال ضيف ''الخبر الأسبوعي: ''إن مصالي مرتد، والمرتد عن الكفر في الإسلام تمحى سيئاته، أما المرتد عن الإسلام عقوبته القتل''· واعتبر بورفعة أن ''ما فعله مصالي بالثورة أضاف لها في تقديراتي 3 سنوات على الأقل، إذ كان بالإمكان أن تحصل الجزائر على استقلالها في 1959, وفرنسا لعبت على ذلك وشجعت وسلحت المصاليين، فبلونيس وجماعته كانوا يخرجون بشاحنات وأسلحة فرنسية، وخلال تلك السنوات الثلاث التي أضافها مصالي وأنصاره إلى عمر الثورة سقط 80 بالمائة من شهداء الثورة''·
وأوضح أن المصاليين كانوا يتعاملون بوحشية مع جنود الثورة، عندما يلقون القبض عليهم، واستطرد قائلا: ''لقد كانوا يذبحونهم من القفا بوحشية وتنكيل، مشيرا إلى أن الجيوش الفرنسية كانت تأتي في المرتبة الثالثة أو الرابعة من حيث الخطر في كثير من المناطق، مقارنة بالمصاليين، الذين كالوا للثورة ضربات موجعة وقاتلة·
ك· زايت
طالب الإبراهيمي وبوتفليقة انقلبا على بومدين
أكد بورفعة أن كثيرا من الأشخاص والمسؤولين الذين كانوا محسوبين على الرئيس الراحل هواري بومدين، انقلبوا عليه بعد وفاته، ولم يواصلوا على نفس النهج، ولم يدافعوا عن نفس الأفكار التي سبق وأن كانوا يدافعون عنها عندما كان بومدين على قيد الحياة·
وأشار ضيف ''الخبر الأسبوعي'' إلى أن أحمد طالب الإبراهيمي وزير الخارجية الأسبق أسس حزبا أسماه حركة الوفاء، في حين أنه كان من الأولى بالنسبة له أن يظل وفيا لبومدين، ولما قلنا لبورفعة أن الإبراهيمي لم يحصل على الاعتماد لحزبه علق قائلا: ''أحسن، وإن شاء الله لن يحصل على الاعتماد أبدا''!
ولما سألنا الرائد بورفعة إن كان الرئيس بوتفليقة بقي وفيا لبومدين، أجاب بعفوية قائلا: ''ما كانش منها'' بوتفليقة بقي وفيا لبومدين في الحملات الانتخابية والندوات الصحفية، في حين أنه تنكر له في الواقع مثله مثل غيره، مشددا على أن بومدين كان يضرب بالعصا، ويحكم على البلد بيد من حديد، وبعد أن مات ذهب كل شيء، وكل ما أنجز في عهده وهو ملك للشعب تبدد وضاع وخرب وبيع بالدينار الرمزي·
وأشار إلى أن الرئيس الراحل عاش في مصر واقترب من ثورة الضباط الأحرار، لذا كان يعرف اختيار الرجال والظروف المناسبة من أجل الحصول على ما يريد، مشددا على أنه لو قيل لي من قبل أن بن طوبال سيمسك الشريط ليقصه بومدين لما صدقت، ولكن ذلك تحقق، ذلك هو بومدين، الذي كان يعرفهم جيدا، عكسنا نحن الذين لم نعرفهم جيدا، ولذلك خسرنا أمامهم في المعركة، ولما سألنا بورفعة إن كان سيأتي اليوم الذي سيمسك فيه الشريط ليقصه بوتفليقة قال: ''لن يحدث هذا أبدا''·
كريم بن شيخ
فتح الحدود مع المغرب ليس هو الحل
قال الرائد لخضر بورفعة أن فتح الحدود الجزائرية ـ المغربية لا طائل من ورائه إلا إذا كان في إطار رؤية شاملة، تأخذ في الاعتبار ضرورة إعادة بعث مشروع اتحاد المغرب العربي الذي يحتضر، معتبرا بأن فتح الحدود من أجل فتحها فقط ليس هو الحل لبعث علاقات أخوية ومتينة مع الشقيقة المغرب·
واعتبر بأن فكرة الاتحاد المغاربي كانت في قلب الثورة التحريرية، موضحا أن الكتيبة التي كان يقودها تضم 22 مغربيا، وهذا ما جعلنا نقتنع بأن فكرة الوحدة المغاربية ممكنة، لأننا خضنا معركة واحدة ضد الاستعمار من أجل تحرير أرضنا، واسترجاع سيادتنا، وأضاف قائلا: ''لقد فتحنا أعيننا على فكرة الوحدة بين أوطان المغرب العربي، وكنا مقتنعين بإمكانية تحقيقها بعد نيل الاستقلال، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن''·
وأضاف أنه كان من الأولى، قبل التفكير في الانضمام إلى الاتحاد من أجل المتوسط، أن نقدم حصيلة لمشروع الاتحاد المغاربي، فإذا كان هذا المشروع مات، لنقم بدفنه والترحم عليه، والبحث عن الأسباب التي جعلته يفشل، حتى نضمن عدم تكرارها في المستقبل، معتبرا أنه حتى وإن كنا نعيش عصر التكتلات، فإنه من الضروري أن نذهب لمثل هذه التكتلات كشريك وليس كتابع·
ولم ينف بورفعة دور القوة الاستعمارية السابقة في إفشال مشروع الوحدة المغاربية، مؤكدا على أن الاستعمار عندما رأى أن معركة التحرير مشتعلة في كامل الدول المغاربية، قرر أن يمنح الاستقلال لبعض الدول، الذي حصلت عليه بمجرد كتابة رسالة، وذلك من أجل عزل الثورة الجزائرية، لأنه مقتنع بأنه لو حصلنا على الاستقلال لكان فيروس الثورة قد انتقل إلى كل المستعمرات·
كريم· ب
.................................................. ........................
***,المؤامرة الزرقاء "لابلويت" : هي مخطط وضعته المخابرات الفرنسية ،وكانت تهدف فرنسا من وراءه عندما وجدت نفسها امام الامر الواقع،وهي ان الجزائر ستستقل لامحالة، فوضعت مخطط عن طريق تسريب عناصر جزائرية موالية لها ، الى داخل الثورة، نفسها مهمتها هي اختراق الثورة،..واكثر من ذالك ضمان "اختراق" الجزائر المستقلة على الدوام بما يسمح السيطرة لضمان اولوية المصالح الفرنسية في الجزائر المستقلة.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى